الاثنين، يونيو 18، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 10

الرحلة الثانية إلى الهند 


الحديث الأول للمتحرر كريشنامينيون 
التاريخ - 20 كانون الأول 1952  (1)


كانت الرحلة في أعقاب الإنقلاب في لبنان ، والوفد كان في طريقه إلى بورما  لحضور مؤتمر الإشتراكية الآسيوية .
إعتبر جنبلاط نفسه هذه المرة من التلامذة القدماء ، وكان معهم من التلامذة الجدد بول برنتون  . 
وفي أول الحديث قال أحد الموجودين معقبا غعلى روحانية كمال جنبلاط بأن العديد من الزعماء الإشتراكيين في الهند هم من الروحانيين ، وأن رئيس الحزب الإشتراكي الهندي الراحل هو رجل روحاني أيضا .
المعلم : يلمّح للأمور التالية :
الحضارة الحقيقية هي التي تجعل الإنسان حرّا يشعر بالحرية وهي للناظر إلى الأشياء وليست في الأشياء .
والحضارة والمدنية هي وسيلة للإرشاد ، وليست غاية . 
وأن القائد السياسي يساعد الجماهير بالقدوة والمثال وليس بخدمات يسديها للناس . بوذا والمسيح وغاندي فعلا ذلك .
وأن الإنسان لا يستطيع أن يبدل العالم ، بل يستطيع أن يبدل نفسه .
عندما سأل عن سبب الخلق ، أجابه المعلم أن في حالة اليقظة العادية فقط يسأل الإنسان لماذا ومتى وأين ؟ لأن هذه الحالة فقط توجد السببية ، أما عندما نرتفع إلى اليقظة الحقيقية ينتفي معها السبب والأسباب .
السببية لا توجد إلى في التنوع الظاهر وهي مرتبطة بالزمان والمكان .
وأن العمل السياسي والعمل الإجتماعي جيد وضروري إنما بغير تطلع إلى مجد ، إلى ربح أو لذة شخصية .
عندها تجد أن العمل يحرر ولا يقيّد 
وأن اليوغي هو الذي يهتم ويتحتم عليه الإهتمام بطهارة الجسد وبطهارة الفكر .
أما العارف ، وقد تعدّى الجسد والفكر لا تعود تعنيه هذه التطلعات ، بل تطلعه ينبغي أن يكون دائما إلى الإستقرار بالذات الجوهرية ، حقيقته ، أصله ومعنى وجوده .
وهنا يرد قصة الرجل الذي عضه كلب مجنون ، وخيّل لهذا الرجل أن ذيلا قد زيد عليه وأخذ يقيس هذا الذيل .


1- رافقته في هذه الرحلة زوجته السيدة مي ويقول أن المعلم قد اهتم بها بصورة خاصة وعرفها قبل أن يعرّف جنبلاط بها .

ليست هناك تعليقات: