هناك .....

خلف تلك القمم 
نسيان 
نوم في الوجود 
وضوح ظل الشمس 
الهواء باردا 
نقيا 
منعشا 
وفي ذاك المكان المهجور 
في الشعاع الجامد
البعيد عن الحياة 
لا شيء يتحرك 
لا شيء يهتز
ثلوج 
هناك ...
جلست أنتظر ...
والذاكرة ستبقى 
كنسمة القدر ...

هناك ...
في ثنايا التاريخ 
قصص
يصدقها البعض 
والآخرون 
يعتبرونها ضربا من ضروب الأساطير 
يخبرونك عن آدم  وحواء في جنة عدن
كيف كان الإغراء 
كيف آُكلت التفاحة ..
لكن العالم 
لم يكتشف  أية أسرار 
غير تلك التي تتعلق بكتل اللحم الملتفة حول  هياكل عظمية 
فقط
لا غير 
كتل من اللحم والعظام 
وتستطيع بعد ذلك 
أن تناقش عن ماهية بقية الأعضاء 

إذا عرفنا ...

كان يحلو لكمال جنبلاط أن يجالس ميخائيل نعيمة 
وكان كل منهما يخبر الآخر عما في صدره من أفكار ومعتقدات وأسرار 
وفي إحدى السهرات في 2 تشرين الثاني 1973 إلتقيا كما يقول راجي عشقوتي في جريدة النهار عن كمال جنبلاط 
وكان معظم الأحاديث تدور حول : مصدر الإنسان - حياته - موته - تقمصه - وجود الأرواح - الأحلام -الله - الأديان ..إلخ ...
مما قاله ميخائيل نعيمة : 
السرّ أن نعرف من أين جئنا ؟ ولماذا جئنا ؟ وإلى أين نحن ذاهبون ؟
أجابه جنبلاط بأنه لا لزوم لكل هذه الأسئلة ..
فإذا عرفنا من نحن ...
إنفضح كل سرّ وكل لغز ...

كعقارب الساعة ...

لم يتمكن الكثير منا من تحديد طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة 
حكايات كثيرة ...
أفكار ..
تم تنسجها من نسج خيال 
منها ما تخلق مشاكل لدى البعض 
فلا ينظرون إلا من خلال رغباتهم وهواجسهم ...
غير مكترثين لطبيعة النظام الكوني 

الكل يعرف أن الرجل هو أحد الجنسين 
والمرأة هي الجنس الآخر 
يتواجدان في اتجاهين متعاكسين
فالأشياء المتعاكسة تنجذب لبعضها 
تماما كالقطب المغناطيسي 
فالكهرباء السلبية تنجذب للكهرباء الإيجابية 

الإيجابيان يتنافران 
وهكذا الين واليانغ 
الليل والنهار 
الحياة والموت 

تصرفات المرأة خارجة عن المنطق 
الرجل يتصرف تبعا للمنطق 
المرأة أكثر شاعرية 
الرجل أكثر واقعية 
المرأة يسترعي انتباهها الأمور ذات النتائج السريعة 
الرجل يهتم أكثر بالأمور ذات الأمد البعيد 
المرأة متهمة بكثرة اللقاءات مع الجيران والأحاديث 
الرجل يهتم بما هو أبعد من الكلام 

من هنا ندرك أن هناك لعبة دائمة في الحياة 
تقارب
إبتعاد
إرتباط 
البقاء بعيدا 
تماما 
كعقارب الساعة ...

داعش ...

الأديان كلها هي مظاهر متعددة لحقيقة واحدة 
والإنسان الحقيقي ليس له وطن محدد 
إنه أخ لكل إنسان أينما كان 
لأن الأنا الحقيقية هي نفسها في كل الأجساد 

إخواننا في الشرق ذهبوا أبعد منا بكثير 
لم يركعوا ليطلبوا من الله 
بل عملوا بقدراتهم الروحية 
فتوصلوا للحقيقة قبلنا 
تعلموا التخاطر 
تعلموا الإستبصار 
تعلموا السفر النجمي 
تمكنوا من صداقة الحيوانات المتوحشة 
رأوا الهالة 
فهل يكفينا نحن أن نرى داعش ؟!

خطيئة ....

خطيئتنا 
هي أننا نظن أننا كنا كما يجب  أن نكون ...
نحن الآن 
موجودون على هذه البسيطة 
بشكل آلي 
نركض وراء حاجاتنا اليومية 
لكننا 
وللأسف 
لا نسعى خلف احتياجاتنا وتحدياتنا الأبدية 

أريدك زهرة ...

أريدكِ زهرة 
زهرة واحدة
يقابلها 
ألف شوكة 
قد تكون هناك أزهارا 
لكن 
بدون أشواك
ستفقد معناها 
الصباح يكون جميلا 
بسبب وجود الظلام 
والحياة مفرحة بسبب الموت 
والصحة مهمة بسبب المرض 
فكل شيء 
يعرف بنقيضه ....

أحبك ...

كل ما هو عفوي مقبول وجميل
حتى حالات غضبك وخوفك وحبك
عندها
تكون بحالة اختبار الحياة حقيقة بجميع احتمالاتها
ولكنك
ستخاف من الجزاء الذي ينتظرك في السماوات نتيجة العواطف السلبية
ورأي الناس سيبقى ملتبسا بكثير من الأمور
فلا أحد يصارحك القول علنا ...
وإذا أراد أحدهم ذلك
سيأخذك إلى غرفة 
يغلق الباب بإحكام
يغلق النوافذ
ويسدل الستائر
ليهمس لك كلمة
" أحبك "

Like

طريق العمر ...

طريق العمر باتت لا تعنيني

وسمائي

ماتت الأحلام فيها ...

أحلام

كانت أوهاما

باتت محطمة  

يستعر فيها الجنون

إبتسامات ذابلة

تراتيل حزينة 
وأغاني 

توشحها قلوب بريئة

ورود يبعثرها الزمان

وشرفات

كلها

تواقيع

على صدر الزمان

معها تولي الأيام وتمضي

ومن يوم ليوم

رحلة العمر

تتأهب للرحيل

بلا أمل

بلا وداع

بلا استئذان

وفي القلب تبقى 

آهة مجروحة ...

ألقاك ...

الحياة 
لغتها شعر 
وقلبها غني بألف زهرة لوتس 
توقظ الحلم في عيني 
تغني إيقاعي 
تسكب ضوء القمر 
على أوراقي
لغة معقدة 
وطوفان صمت 
هناك 
ألقاكِ .....
لا داعي لنظريات 
ولا براهين
هي تجربة شعور 
فلا تتركِ النشوة ترفرف حولك وتولي 
لا تتركِ النسيم يهب ويرقص من حولك ويغادر 
وأنت تغطين بنومك 

فليكن ما يكون ...

نحن ننتمي  إلى هذا  الكون

ولسنا دخلاء

ولا غرباء

إن من نعتبره عدوا لنا اليوم

قد يكون لنا صديقا في الغد ...

لكننا كنا قد أسأنا فهمه ..

نرى البعض يتصارع مع بعض في هذه الحياة

وإن لم تفعل ذلك

فلن تفلح

وإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ...

افكار مسمومة ؟

تهدف إلى تدميرك

سوء الظن من حسن الفطن !

كيف نسمح بأن نزرع الشكوك ببعضنا البعض

ونعتبر ذلك فطنة

غريبة هي الأفكار

التي تبعدنا عن بعضنا

وتبعدنا حتى عن أنفسنا ....

لقد ملك الإسكندر جزءا كبيرا من العالم

قال له الأطباء آخر أيامه :

" نحن عاجزون الآن " 

فطلب أربعة وعشرون ساعة  ليتمكن من رؤية  والدته

لكن المهلة كانت قصيرة

ولم يتمكن من رؤيتها 

فالحياة طريقها إلى الزوال

فما نفع الأرائك المذهبة والمرصعة بالألماس الثمين ؟؟؟!!!

إنه ليس متسولا

لكن الأربع والعشرين ساعة

لم تكن ممكنة

هكذا...

اختفت آخر ومضة في حياته

ومن القصر الذهبي

إلى  فقير متسول ....

أربعة وعشرون ساعة فقط ....

كل شيء فانِ

لم يأخذ معه حبة تراب

ترى

لماذا كان صراعه ونضاله ؟؟

مع هذه اللحظات العابرة

الشيء الوحيد الذي يمكن أن تعلمه

هو :

" فليكن ما يكون "....

فلا تدفع شيئا

ولا تكون مندفعا

خوفا من سلوك الطريق الخاطىء ...

أن تحاول العوم

جيد 

لكن 

لا أن يأخذك التيار

لا تكن فاعلا

دع الإله

يفعل ما يشاء ...

سأعلمك ....

قال الرب لآدم : سأعلمك التقبيل

سأل آدم : ما هي القبلة ؟!

-  تذهب إلى حواء وتضع شفتيك على شفتيها

-  فعل آدم هذا وعاد بعد قليل

قال الرب : الآن سأعلمك كيف تحب

سأل آدم : ما هو الحب ؟

أوضح الله تعالى له ما الحب

غادر آدم كي يطبق ..

عاد بعد فترة

سأل :

" إلهي ، ما هو الصداع ؟ "

أوشو 

الآن بدأت أعرف أن الصداع ليس بجديد

لقد بدأ مع آدم

في أول يوم حب .

سننتظر ....

لكل زمن حالته
وحالة هذا الزمان هي مرض العصر 
والتفكير المعاصر واعِ للزمن بشكل جيد 
ويريد إنجاز كل شيء بسرعة 
طبعا 
لتلك السرعة أسبابها 
فالتفكير الغربي يتهيأ له أنه يحيا حياة واحدة 
وهذا ما يسبب له الهلع والإضطراب 
ولا بدّ له من إنجاز كل شيء في هذا الحياة على وجه السرعة  ....

لكن التفكير الشرقي عكس ذلك تماما 
فهو قد امتلك الوعي بالأبدية 
باللازمن 
وبرأيه أن لديه الكثير من الوقت 
وعدد غير محدد من الأجيال أو الحيوات 
ولا داعي للعجلة 
فلو ضاعت هذه الحياة
لن يفقد شيئا 
لأنه سيعود مرة أخرى وأخرى ...
ولا حاجة للعجلة 
وبين الصبر المطلق في الشرق 
وبين السرعة التي هي على درجة عالية من الأهمية في نظر الغرب 
سننتظر 
إلى من ستؤول إليه الحياة ...

تميز ...

سألني :
أريد أن أكون متميزا في العمل الذي سأقوم به 
ما الذي يتوجب علي فعله ؟
فكرت قليلا ثم قلت 
كل ما عليك هو أن تعود طفلا 
عندها ستكون متميزا ومبدعا 
كنت أقصد أن يتحرر من أفكاره المسبقة 
أن يتحرر مما يعرفه 
أي من الأحكام المسبقة 
بذلك 
سيجرب كل جديد 
فالأطفال عادة مبدعون 
ولكننا كأهل ننقضّ عليهم في كثير من الأحيان 
ولا نسمح لهم 
دائما نحطم معنوياتهم 
ونبدأ تعليمهم بما نعتقده صحيحا
وما أدراك ما الطريقة الصحيحة ؟

أنت ...

أنت 
هو أنت 
لماذا عند انتمائك لمجموعة أو لمجتمع عليك اتباعها 
إذا كان ذلك الإنتماء بكل شيء ...
فأنت أعمى وتتبع عميانا آخرين قد يكونوا أعمى منك ...
الأمل كبير بأن تصحو أنت كفرد 
لكن الأمل ضعيف جدا لتصحو الجماعة 
ولهذا السبب 
ترى العدد القليل جدا جدا من المتنورين 
لكنك لن ترى مجتمعا بلغ حالة التنوّر والوعي 
بل تراه هامدا ....