الاثنين، مارس 31، 2014

اللوح الرابع من كتاب الاثني عشر لوح من الزمرد (مولود الفضاء )

إستمع يا انسان،
الى صوت الحكمة،
إستمع الى صوت تحوت، الاطلنطي.

أعطيك من حكمتي بلا اجر،
جُمعت من زمان ومجال هذه الدائرة؛
سيد الاسرار،
شمس الصباح،
ابن النور،
أشع بالضياء،
نجم الصباح،

تحوت المعلم للبشر،
في زمن بعيد،
في طفولتي،
تمددتُ تحت النجوم في اطلنطا المدفونة في زمن بعيد،
أحلمُ في اسرار ما فوق مستوى البشر.

ثم في قلبي نمى شوق عظيم لقهر الدرب المؤدي الى النجوم.
عام بعد عام،
سعيت خلف الحكمة،
ساعياً وراء معرفة جديدة أتّبع الطريق،
الى ان وأخيراً وبعد مخاض عسير تحررت روحي من ارتهانها وتوجهت بعيداً.

طليقاً أصبحتُ من ارتهان انسان الارض.
طليقاً من الجسد،
انطلقتُ خلال الليل.
أخيراً فُتحتْ لي مجالات أقفال النجوم.
طليقا اصبحت من ارتهان الليل.
والآن الى نهاية الفضاء سعيتُ وراء الحكمة،
بعيدا ما وراء معرفة الانسان الفاني.

بعيدا في الفضاء،
سافرت روحي بحرية نحو دائرة نور اللانهاية.
غريب،
ما وراء المعرفة،
كانت بعض الكواكب،
ضخمة وعظيمة،
ما يفوق حلم البشر.

ولا يزل وجدتُ نظاماً،
في كل جمالها،
يعمل خلالها وبينها كما هنا عند البشر.
إنطلقت الى الامام روحي عبر جمال اللانهاية،
بعيدا في الفضاء
طرتُ بفكري
إسترحتُ انا على كوكب من الجمال.
سلسلة من التناغم ملأت الهواء.
الاشكال كانت هناك،
تتحرك بانتظام،
عظيمة وفخمة كنجوم الليل؛
تتجمع بتناغم،
توازن منتظم،
رموز للكون،
كالنظام.
عديد من النجوم عبرتُ خلال رحلتي،
اعراق عديدة من البشر في عوالمهم؛
بعضهم توصّلوا لعلوٍ يوازي نجوم الصباح،
والبعض الآخر يهوي في ظلمات الليل.

كل واحد منهم يناضل للعُلى،
يفوزون بالعلى ويهوون في الاعماق،
يتحركون في بعض الاوقات في ممالك من الضياء،
يعيشون عبر الظلمات، يكسبون النور.

إعلم، ايها الانسان،
ان النور هو ميراثك.
إعلم ان الظلمات ما هي إلا حجاب.
مختوم في قلبك هو الضياء الابدي،
يتحيّن لحظة الحرية لكي يقهر،
ينتظر لينزع حجاب الليل.

بعضهم وجدتُ من استطاع ان يقهر الاثير.
طلقاء في الفضاء حيث هم لكنهم كانوا من البشر.
مستخدمين القوى التي هي اساس كل شيء،
بعيداً في الفضاء أسّسوا كوكباً،
مستمدة من القوة الطافية خلال الكل؛
يكثّف ويجمّع الاثير في اشكال،
نَمتْ حيث يشاؤون.

متفوقين في العلوم،
هم بين الاعراق،
عظيمين بحكمتهم،
ابناء النجوم.
طويلاً توقفتُ،
اشاهد حكمتهم.
شاهدتهم يخلقون من اصل الاثير مدناً عظيمة من ورود وذهب.
تشكلت من العناصر الاولية،
اساس كل شيء،
إنبثق الاثير بعيداً.

بعيدا في الماضي،
كانوا قد قهروا الاثير،
حرروا انفسهم من ارتهان الكد؛
حيث يتشكل في عقولهم صورة ما وبسرعة تُخلق، وتنمو.
الى الامام،
اسرعت روحي،
عبر الكون،
مستمرة في مشاهدة ما هو جديد وما هو قديم؛
متعلما ان الانسان حقا هو مخلوق الفضاء،
شمس الشمس،
ابن النجوم.
اعلم ايها الانسان،
ان كل ما يسكنك،
هو يقيناً من اصل النجوم.
ان اجسادكم ما هي إلا كواكب تدور حول شموسها المركزية.

عندما تفوز بنور الحكمة الشاملة،
ستكون طليقا للضياء في الاثير
أحد الشموس التي تضيء ظلمات الخارج
أحد مولودي الفضاء ينمون الى الضوء.
وكما تفقد النجوم ضيائها،
تغادر انوارها نحو المصدر العظيم،
كما أنت، ايها الانسان،
الروح تعبر قُدُماً،
مخلّفة ورائها ظلمات الليل.

تمّ تشكيلك أنت،
من الاثير الاولي،
ممتلىء بالضياء الذي يجري من المصدر،
مقيّد بالاثير المكثّف من حولك،
بينما تستمر بالضياء الى ان تصبح حراً.

إرفع شعلتك من بين الظلمات،
طِر من الليل وستصبح حرا.
سافرتُ انا عبر المجال والزمن،
عارفاً أخيراً بأنّ روحي قد اصبحت طليقة،
عارفا بأني الآن استطيع ان اسعى وراء الحكمة.
الى ان واخيرا،
مررتُ بحقلٍ،
مخبّأ من المعرفة،
مجهول من الحكمة،
مَقسم من وراء كل ما نعلم.

الان، ايها الانسان، عندما ادركت ذلك،
سُرّت روحي،
حيث اصبحت الان طليقا.
إستمع،
يا ابن الفضاء،
إنصت الى حكمتي:
يا من لا يعلم بانك، انت ايضا، ستصبح طليقا.
واصغِ مجددا ايها الانسان الى حكمتي،
بسماعك ذلك، انت ايضا،
قد تعيش وتكون حرا.

انت لست من الارض — ايها الارضي،
بل كائن من نور الكون اللامتناهي.
انت لا تعلم، ايها الانسان،
ما هو ميراثك؟
ألا تعلم بانك حقا الضوء؟
شمس الشمس الكبرى،
عندما تكتسب الحكمة،
تدرك يقينا بقربتك مع النور.
الان، اليك، اهب المعرفة،
لتسير بحرية في درب قد خطوتُ انا،
أريك حقا كيف اني بسعيي،
خطوتُ على الدرب الذي يقود الى النجوم.

تيقّظ انت، ايها الانسان،
واعلم بارتهانك،
وتعلم كيف تحرر نفسك من الفتن.
من بين الظلمات ستصعد الى العلى،
كواحد من النور وواحد من النجوم.

واتّبع دائما درب الحكمة.
فقط بهذا تتمكن من الصعود من الدرك الاسفل.
مصير الانسان دائما يقوده الى الامام
عبر منحنيات الكمال اللامتناهي.

واعلم انت، ايها الانسان،
ان الفضاء منظّم.
فقط بالنظام تستطيع ان تتحد مع الكمال.
النظام والتوازن هما قانون الكون.
اتّبع ذلك انت وستصبح واحد مع الكمال.
ذلك الذي يتّبع درب الحكمة،
منفتح عليه ان يكون لزهرة الحياة،
مستمد وعيه من خلال الظلام،
يطفو عبر الزمن والفضاء في الكمال،

عميقا في الصمت،
عليك ان تتسكّع الى ان تصبح انت حرا من الرغبات،
حرا من الشوق للتكلم في الصمت.
فلتقهر بصمتك ارتهان الكلمات.
صائمين ممتنعين عن الاكل الى ان نقهر رغبتنا الى الطعام،
الذي هو ارتهان الروح.

ثم تمدد انت في الظلمات.
واغلق عينيك من شعاع النور.
ومركِز قوة روحك في مكان وعيك،
هزّها محرّراً من ارتهان الليل.

وقم بوضع الصورة التي ترغب في فكرك.
تصوّر المكان الذي ترغب مشاهدته.
وقم بالارتجاج الى الخلف والى الامام مستعيناً بقوتك.
حرر روحك من ليلها.
عليك الاهتزاز بكل طاقتك
الى ان اخيرا تصبح روحك حرة.

عظيمةٌ يعجز التعبير عنها هي شعلة الكون،
معلّقة في العقول،
غير معروفة للبشر؛
عظيمة ومتوازنة،
تتحرك بانتظام،
موسيقى متناغمة،
ما وراء ادراك الانسان.

تنطق بموسيقى،
تغني بالوان،
شعلة من اصل الخلود الكامن.
شرارة من الشعلة انتم، يا ابنائي،
تشعرون بالالوان وتعيشون بالموسيقى.
استمع الى الصوت وستصبح حرا.

الوعي الحر متصل بالكون،
جزء من النظام وقانون الكمال.
انت لا تعرف ايها الانسان،
انه من الظلام،
سينبثق النور الى الامام،
رمزا الى الكمال.

قم انت بصلاة تلك الصلاة للحصول على الحكمة.
وقم بالدعاء لأجل قدوم الضوء نحو الكمال.

يا روح النور العظيم المضيئ في الكون،
اجذب شعلتي لأقرب تناغم نحوك.
وخلّص ناري من الظلمات،
مغناطيس النار الذي هو واحد مع الكمال.
ارفع روحي،
أنتَ قدير وعظيم.
ابن النور،
لا تُدِر عني.
اجذبني لطاقتك لكي تذوب في فرنك،
اكون واحدا مع كل وكل شيء،
واحد، مع نار حياة متسلسلة وبوحدة مع العقل.

عندما تحرر انت روحك من ارتهانها،
اعلم انت ان الظلمات قد رحلت.
دائما عبر المجالات يمكنك ان تسعى خلف الحكمة،
غير مقيّد من العوائق المزيفة في الجسد.

الى الامام والى العلى عبر الصباح،
انطلق حرا مضيئا،
ايها الروح،
الى ممالك النور. وتحرك بانتظام،
تحرك بتناغم،
تتحرك انت حرا مع ابناء النور.

اسعى انت واعلم،
مفتاح حكمتي.
عندها، ايها الانسان،

تصبح حقا طليقا.

الكابليون