الأحد، فبراير 26، 2012

جنان وعرفان ...

إذا أمعنا النظر وأردنا المقارنة بين الروح الأصيلة فيما تُعرف بالأتمان   
وعنصر الوجود الأزلي المعروف لدى الهندوسيين بالبرهمان
سوف نجد أن هناك ارتباطا أزليا ...
وسوف نكتشف أن بين حقيقة ذواتنا وتجليها ، واكتناهها لحقيقة الوجود ، لا توجد سوى مرحلة واحدة
فإذا تعدتها الروح
وأزاحت الستار الشفاف بينهما على حد قول راماكريشنا
سوف يتجلى البرهمان في صمت فاهم
وفي وعي كلي وشامل
لا يقترب منها دنس الفكر
ولا محدودية الكلمة
وتتمتع هي به ..
وتصير هي أياه .
طبعا
لا يتمكن أي طالب من اجتياز هذه المرحلة إلا بنعمة من مولاه الرحمن الرحيم
وفيض من حنانه الكريم
على نفوس تبدو كصحارى
تتحرق شوقا لحبات المطر .
عند ذلك
سوف تبطل الصفات والمحدوديات والإزدواجية
وتذهل الأبصار
وسيتمتم الجنان
بكلمات لا تدركها الكلمات
ولا الفكر ..
والآن فهمت ما كان يقوله  الحلاج في أوج عرفانه :
"أنا هو" و"هو أنا "
وما في الجبة إلا الله .

الأربعاء، فبراير 08، 2012

صوت الحنين ...

صوت الحنين يستيقظ  ،
فتتفتح عيون أشواقي  ...
وعلى نافذة قلبي
أمد يدي لأحضن وجعي ..
أخالك
تحضن أحلامي الدافئة  ...
متربعا على عرش الشمس
بين الأمس واليوم  ،
انبثقت ذكريات الزمن ...
وعلى أنين الماضي
جروحاتي تنزف شوقا إليك 
وأخالك
ظلا يتأرجح بين أجفاني ...
أرجوك
دعني  ...
ولا ترحل عني
ففي بقائك
أواصر روحي تتواصل
لتعانق الحياة  ...
وفي بعدك
تتبعثر أوراق العمر
لتصبح رمادا باردا ،
في موقدة مهملة  ...
لتصبح ألما يتعالى صداه
في كل مكان ....
وأنا صديقة الألم
أنا وليدة الوحدة
أنا حبيبة الصمت
وأنت
صمتي المنشود

.............

الجمعة، فبراير 03، 2012

لمحة نور ...

من خلال واقعنا الحياتي ، ثمة أمر  هام كان يلفت انتباهي وهو أن الإنسان يمضي معظم وقته وأيام حياته في التعلم  واكتساب المعرفة
فمن  المراحل الإبتدائية إلى الثانوية إلى الجامعية يكون قد ذهب  ثلث عمره تقريبا  بالعلم .
معلومة هي المواد التي يتعلمها ويكتسبها المرء خلال فترة تعلمه
كل ما يفعله  أصحاب الشان التربوي  القائم هو حشو عقل الإنسان بكل المعلومات التي تساعده على إتقان اللغة وعن التاريخ والعلوم والرياضيات  وغيرها ..
لكن الكل يجهل أن ما يتم حشو رؤوس البشرية به من معلومات تبقى بعيدة  كل البعد عما يجب أن  يكون الاهتمام الأولى به ألا وهي الإنسانية .
فإنه نادرا ما يهتمون بذات الجذور الروحية  وليس المادية
طبيعي أن يربى الطفل ويتعلم ما يساعده على البقاء وتنمية حياته ووجوده ، لكن ما هو غير الطبيعي هو أن  يكون التعلم والتعليم متجاهلا الطاقة الروحية عند الفرد وسلوكياته
لا أن نصبح عبيدا للمادة . فحين نتفاعل مع مجتمعاتنا هذه الأيام  وننفعل معها
سوف نرى كيف أن قياداتها فاقدة للحب والحنان وتخاف من العطاء  ، تراهم بحاجة للمزيد مما يُعطى لهم  . فهم بالتالي عبدة المادة لا عبدة الروح الخالدة .






الأربعاء، فبراير 01، 2012

مغنى الطيور ...

يقولون أن التأمل مفتاح الصمت
وما دام الانسان لا يعرف الصمت
فإنه ليس واعيا بما يحمله قلبه
ونسمع بأن أحدا لا يمكنه  بلوغ مرحلة الوعي  المطق بدون مساعدة حكيم مرشد ...
ترى ما هي المهمة التي يقوم بها المعلم ..؟
هل أن ما يمكنه إرشاده  لنا سوى مساعدتنا لنبلغ حالة الصمت !
هل يساعدنا  بأكثر من أن نستطيع سماع همساتنا الداخلية ..؟
وهل علينا أكثر من أن نتحرك من خلال نظام داخلي ..؟
فالمعلم لا يمكنه مساعدتنا إلا  من الخارج ...
لنكون أحرارا ومتحررين  وقادرين على التحرك بحرية ... 
وما يقال عن الزهد فإنه ليس عائقا كما نتصور
إنه إعلان الحرية
إعلان الفرادة
أثناء صمتك تهمس طاقتك الكامنة  في أذنك
والقلب لا يعرف  الإستنتاج والتحليل والإستبطان و"إذا" أو "لكن" أو "كيف" ...
القلب يقول لك مصيرك
أن تكون رساما
أو شاعرا
أو موسيقيا
فالقلب يصبح ممتلئا
وهو الذي يوجهك
غنِّ أغنيتك
وستجد الحب واصلا إليك من داخلك
سيتدفق الحب منك نحو الآخرين
أرقص
غنِّ
إسبح
وستجد المعنى
من دون أن تتحمل عناء البحث ...
ثمة من  كان يقول لي إعمل ما ترغب  تحقيقه
ولا تبالي  بأقوال الآخرين
عليك أن تكون مصرا ومتمسكا بما تنوي تحقيقه 
دون اهتمام بالنتائج
فالصوت الذي كنت أسمعه
كان يحمل الجواب الصريح
فما معنى التساؤل عن سبب تماوج الزهور مع  نسمات الصباح
فإذا لم نكن لنهتم بالمعنى ...
فسوف نتعلم من الطيور مغناها
ومن الجداول موسيقاها
فالوجود كله
ليس سوى
ظاهرة شعرية .