الأحد، فبراير 26، 2012

جنان وعرفان ...

إذا أمعنا النظر وأردنا المقارنة بين الروح الأصيلة فيما تُعرف بالأتمان   
وعنصر الوجود الأزلي المعروف لدى الهندوسيين بالبرهمان
سوف نجد أن هناك ارتباطا أزليا ...
وسوف نكتشف أن بين حقيقة ذواتنا وتجليها ، واكتناهها لحقيقة الوجود ، لا توجد سوى مرحلة واحدة
فإذا تعدتها الروح
وأزاحت الستار الشفاف بينهما على حد قول راماكريشنا
سوف يتجلى البرهمان في صمت فاهم
وفي وعي كلي وشامل
لا يقترب منها دنس الفكر
ولا محدودية الكلمة
وتتمتع هي به ..
وتصير هي أياه .
طبعا
لا يتمكن أي طالب من اجتياز هذه المرحلة إلا بنعمة من مولاه الرحمن الرحيم
وفيض من حنانه الكريم
على نفوس تبدو كصحارى
تتحرق شوقا لحبات المطر .
عند ذلك
سوف تبطل الصفات والمحدوديات والإزدواجية
وتذهل الأبصار
وسيتمتم الجنان
بكلمات لا تدركها الكلمات
ولا الفكر ..
والآن فهمت ما كان يقوله  الحلاج في أوج عرفانه :
"أنا هو" و"هو أنا "
وما في الجبة إلا الله .

ليست هناك تعليقات: