الأحد، يوليو 31، 2011

نبضات قلب ...


ويسألونك عن السعادة ..!؟
قل إنها قريبة ... و .. بعيدة !
قريبة ..
عندما تحس بنبضات قلبها تختلج ..
وبعيدة ..
عندما يكون مستوى إدراكها ضعيفا ..
أو لتلبّد في الحسّ ..
وبالطبع ..
لن يتكوّن ذلك من خلال الحواس .
إنما من خلال الحدس ، الذي هو وليد الإحساس المرهف .
وما دمت أشعر بنبضات قلبها ..
أستشف طعم الحياة ولونها ..
وأحس بالروح كيف تسري في الأعماق ..
إنها جوهرة الوجود
إنها شرعة الخلق والتكوين ..
إنها السر الأكبر الكامن في أعماق كل كائن حيّ ...
ولكن ..
معظمنا لا يحس به ، أو يستشعر وجوده ..
ربما لفراغ في القلوب الهائمة على أبواب الجهالة ..
أو فراغها من مضامينها القائمة
على دفق المحبة والعطاء والأمل .

الأربعاء، يوليو 27، 2011

أحلام غريبة ...

حكمة قديمة تقول :
" لا جديد تحت الشمس "
وهذا يعني أن كل اختراع ليس إلا مجموعة جديدة من الأفكار القديمة تم تنسيقها بنمط جديد ..
وكل شيء جديد نلاحظه ..
ما هو إلا نفس الشيء الذي نراه معروض بشكل آخر ..
وكل نظرية جديدة هي قديمة ولكن بوجه مختلف .
إذا ..
لا جديد ..
الحب الذي نقرأ عنه في التاريخ ..
إن في قصص الفراعنة ..
أو بلزاك ..
أو نزار قباني ..
كلها مجرد اختلاف في الأساليب ..
وفي طرق العرض ..
ولا شيء غير ذلك .
المجتمع تطور وما زال ..
لكن التطور هو في الشكل ..
أما الإنسان بقي إنسان .,,,
إنسان الغابة مثلا
استبدل مخالبه بأخرى أكثر أناقة ولماعية ..
فاستعبد ..
وسرق خبز غيره
استغل ..
والمشكلة بقيت ..
لا جديد تحت الشمس .!!!
هناك قانون بعلم الطبيعة والكون مضمونه :
" إن المادة تخضع لنفس النظام . فهي لا تفنى ، ولا تُستحدث " ..
طبعا ..
الديناميت مثلا لا يختفي عند انفجاره ..
إنه يتحول إلى طاقة ..
فالإستحداث هو بالشكل
وبالعلاقات ..
لكن هناك قانون أخطر مما ذكرناه ..
علم النفس يؤكد بأن النفس البشرية تخضع لنفس القانون ..
فهي لا تفقد شيئا من مضمونها ..
ولا شيء إسمه نسيان ..
فكل إحساس ..
وكل عاطفة ووجدان ...
لا تندثر ..
إنما تُطمس في اللاوعي أو تحت سطح الوعي ..
وتتراكم ...
وما الأحلام ..
سوى الحياة التي تدب في تلك العواطف ..
أو في الأحلام الغريبة ..

السبت، يوليو 23، 2011

صمت الليالي ...


لمن تغني الأشياء ؟

لمن تكشف عن اسرارها ؟

لأجل من تعطي الفرح لكل الناس ؟

حتى لم يبق شيئا لتعطيه ..

ودونما مجهود

تنفصل الأفكار والأشياء ..

ويبقى الصمت الذي لا يوصف ..

متى يوشك الليل على الإنتهاء ..!

متى يتفتح الفجر كفرح مجنون ..

في كمال عظمته ..

أية أرجاس

ستغسلها أمطار الخريف ..

أية أفكار تجتذبنا ؟!

متى نعي الوجود دون ذات ؟

وهل يكون الوجود بدون الأشياء ..؟

أية هوية مزيفة تنطرح في الأوهام ..

متى تتبدد الظلال التي نكونها ..

وتكونها الأشياء ...




الجمعة، يوليو 22، 2011

من انت ..؟

هل سالت نفسك من أنت أو من تكون ؟

هل أنت جسمك أو جسدك ؟؟

هل أنت الفكر ..؟!

هل أنت العواطف والمشاعر ..؟

هل أنت العقل ؟؟

من أنت ؟!!!!!!

لو طلب منك أحدهم أن تحرك يدك .. وتحركها . فما الذي تقوله عندما تُسأل ؟

بالطبع ستقول أنا من يحرك يدي .

إذا .. أنت لست يدك .

حرك جسمك كله ..

وستقول أنا الذي يحرك جسمي .

من أنت ؟

تصوّر أن جسدك أصبح جثة هامدة ماذا ستقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أنت لست يدك ولا جسمك

أنت الروح الخالدة .






مقتبس









الأحد، يوليو 17، 2011

بلا عنوان ...

لسوء الحظ

النظم التربوية القائمة حاليا ..

لا تعمد إلى تشجع المقدرات عند الإنسان على الإدراك المباشر ،

وذلك على أساس أن الحلول والإستنتاجات لا يمكن التوصل إليها إلا عقلانيا .

فليس للإدراك المباشر أو الحدس منطق عقلاني ..

لكن الحقيقة تبقى فوق المنطق ..

إنها تتجاوز الذهن المنطقي والعقلاني

وهنا يمكن تشبيه المقدرات العقلية بالإنسان الأعمى بالنسبة إلى تلك التي نتكلم عنها .

فبالنسبة للإنسان الأعمى ..

ولكي نكوّن فكرة عن شكل فيل ما على سبيل المثال ، نحتاج فيه إلى وقت أطول لملامسة محاولة استنتاج ، وليصار بعدها إلى تركيب المعلومات وتجميعها .

بينما الشخص المبصر ..

فيكون قادرا على معرفة بشكل الفيل مباشرة .

المقصود ..

هو أن فهم مادة موضوع ما عبر الوعي ، يكون عبر الفهم والإدراك المباشر ، وليس عبر دراسة لفترة طويلة

من الزمن ، وما يتبعها من عمليات تفكير استقرائية واستنتاجية ...

هنا تكمن أسرار الذات واستنارتها ..

إنها الطاقة الروحية ..

في الجسم المادي .




الأربعاء، يوليو 13، 2011

فيض الحياة ...

من يحاول بسط سلطته على غيره ..

سوف لن يعرف الراحة ،

لأن الغير له مملكته المقدسة .

ومن يحاول إحكام قبضته

سوف يخسر .

فمن منح الإستقرار

قادر على جعل الأرض تميد .

ومن منح القدرة ..

قادر على جعل تلك القوى تخور ..

ومن هو قادر على فيض الحياة

قادر على إفناءها ..

ففي طلب العلم

سوف تعرف كل يوم أكثر فأكثر

لكن في طلب مصدر القدرة

فسوف تبذل جهدا كل يوم اقل فأقل

حتى تصل إلى حالة اللافعل

ولا تجد بعدها امر بحاجة إلى إتمام .

فهل يوجد سوى تلك الطريق

لمن يريد أن يتقن فن الحياة ؟


















الاثنين، يوليو 11، 2011

الطبيعة الصامتة ...


الكلام الكثير

يقود أخيرا إلى الصمت ..

فلماذا لا نثبت القلب على جوهر الأشياء والوجود ..؟

فالأسرار

لا يمكن معاينتها إلا لمن ألزم نفسه عن رغباتها ..

وإلا ...

فالظلمات وراءها ظلمات..

وتبقى بوابة كل الأسرار مقفلة .

هل تصح رعاية الرعيّة بإفراغ العقول وملأ البطون ..؟!

وإذا تحررت الرعية من الرغبة في المعرفة ..

فماذا سيكون دور المفكرين ؟

وإذا لم يتدخل الإنسان في مسار الأشياء ...

ألا يُسدُّ النظام من تلقاء ذاته ..!!!؟

فعندما لا نعرض ما يثير الرغبة ..

فإننا نقضي على تبلبل الأذهان .

وفي قلة الكلام

تناغم مع الطببعة الصامتة ...

والطبيعة ..

لا تعبّر عن نفسها

بالكلمات ..








السبت، يوليو 09، 2011

قراءة في كتاب ...


يقول لاوتسو في كتابه " التاو " :


" يمكن للمرء ..

بدون مغادرة المنزل ،

أن بعرف كل ما في السماء والأرض ،

ويمكنه بدون اختلاس النظر من النافذة ،

رؤية طرق الجنة .

فهؤلاء الذين يرتحلون ..

يتعلمون أقل فأقل ..

بقدر ما يكون ترحالهم أكثر فاكثر ..

لذلك

يعرف الحكيم كل شيء ..

بدون الذهاب لأي مكان ،

يرى كل شيء بدون النظر ..

لا يقوم بشيء ..

يظل للهدف منجزا ..."


لقد ساق كونفوشيوس ولاو - تسو تعاليمهما بطريقة حكموية بعيدة عن الطابع الديني الذي يميز أصحاب الرسالات الدينية ، كما أن أيا منهما لم يعتبر نفسه رسولا من قبل السماء ، يوصل مشيئتها إلى عالم البشر ، بل إنسانا يعمل على التلاؤم مع النظام الكوني الذي يعكس المشيئة التلقائية للسماء .

فالإنسان ..

ليس كائنا مستقلا عن الطبيعة وعن الكون ...

وما عليه لكي يحيا حياة متزنة سعيدة ..

إلا أن يتلمس النظام الكوني ..

ويسلك في اتفاق معه .



الجمعة، يوليو 08، 2011

تجربة شخصية ..

قد يكون التأمل تجربة فردية ..

فهو متفرد ويختلف بين كل فرد وآخر ..

وكل تجربة تأملية ، ما هي إلا جزء مما يشبه مغامرة روحية وعميقة ..

إنها رحلة طويلة

إلى عوالم كينونة الفرد الداخلية والغامضة

هي إدراك للحضور الإلهي لحظة بلحظة

الله الموجود داخل كل فرد .

في العام 1995 خضعت لتجارب متنوعة بالتأمل ..

لم تكن تلك المراحل بالعمليات السهلة بالنسبة إلي ...

فقد كان هناك كفاحا شاقا لمحاولة ترويض ذلك الثور الهائج الذي هو العقل

ولم يك السعي لتجاوز طريقه بالأمر السهل على الإطلاق .

لا أعرف سببا دفعني لخوض تلك التجربة وكأنها قد فرضت علي ..

ولكني سمحت لنفسي بتلهف

للخروج من عالم الأفكار ..

لأرسو متناثرا مع كامل كياني

وكان بتلات اللوتس تتمركز في مكان ما ..

حيث تذبذب النور أكثر عظمة من كل التعاليم

شيء يتجاوز المنطق ..

يتجاوز الكلمات ..

يتجاوز حدود الزمان والمكان

قد كانت هناك محاولات لوصف ذلك الشعور ..

لكن الفشل بقي

ولو في تعبير وجيز ..

إنها تجربة الغموض ...

التي لا وصف لها .

لكنها تجربة سهلة

وبسيطة

ومريحة

ومفيدة .

هلي هي بداية تطهير داخلي ؟

أم هي بداية توحد بين الذات والكون

قد يمكن اعتبارها رحلة داخلية في عالم كينونة الفرد الداخلية

لكنها بالوقت عينه هي حقيقة للغة النشوة ..

قد أكون قلت شيئا ..

أو ربما لا

فالتأمل يفوق الكلمات ..

من الأفضل اختباره ..

لأن الكلام سيبقى لا قيمة له

إلا لمن اختبر .


الثلاثاء، يوليو 05، 2011

معا سنبقى ...


هكذا ولدنا
وسنبقى للأبد ..
أجنحة الموت تبدّد أيامنا ..
ولكنها
لا تستطيع تفريقنا .
سنكون معا
وسنبقى معا
في صمت ذاكرة الله .
ابتعادنا ..
قد يكون فرجة من الله ..
فلندع نسيم السماء يرقص بيننا ..
وليبق حبنا بحيرة مائجة
على شواطىء أنفاسنا ...
ولتبق الليالي أوتار قيثارة
نرقص ونغني معا على نغماتها .
نجود بما بالقلب ..
فليست إلا الحياة تتسع ..
لما يعتريها من افراح وأحزان ..
قد تأخذنا سورة الأحزان لنتطلع إلى أعماق القلوب ..
فسوف نجد أنه نفس المصدر الذي كان مصدرا لبهجتنا .
فلا فرح أعظم من الحزن ..
ولا حزن أعظم من الفرح ..
ينامان معا ..
ويستيقظان معا ..
وتبقى أنشودة الحياة
بالغة العذوبة ..
لمن يدرك أسرارها ...




السبت، يوليو 02، 2011

كما يفكر الإنسان يكون ...


صديقان ..

كانا يتنزهان في شوارع المدينة ..

مرّا بجانب ساحة عامة ، حيث تجمهر عدد من الناس للإستماع إلى شروحات أحد الواعظين بالدين .

فقال الصديق لصديقه : " هيا بنا نستمع إلى ما يقوله الواعظ " .

أجابه الثاني : " ما هي فائدة هذه الترهات .. هيا بنا نذهب إلى مكان آخر نستمتع به مع حسناوات المدينة ..

لكن الأول رفض الإقتراح ، وانضمّ إلى الجموع ليستمع الوعظ في الدين ..

والثاني توجه إاى حيث دور البغاء ..

لكنه لم يعثر على فتاة تعجبه ، فقال في نفسه :

" لا شك أن صديقي الآن في منتهى السعادة وهو يستمع إلى ذكر الله ".

هكذا ، وبالرغم من وجوده بمكانه حيث هو ، كانت أفكاره متجهة إلى الله .

أما الثاني ...

فبالرغم من استماعه الى كلام الواعظ ..

كان قلبه مليئا بالضجر والملل يردد بينه وبين نفسه ، يا لي من رجل غبي ..

كيف أترك صديقي يذهب وحده ، لا شك أنه الآن يستمتع بملذات كبيرة ".

فعلا ..

هذا الشخص الأخير ..

قد كان موجودا بجسمه فقط في المكان الذي يتلى فيه كلام الله ..

أما أفكاره ..

فكانت في مكان آخر تماما .

ولكن ..

بالرغم من عدم ارتكابه المعصية بالفعل ..

لكن عقله كان منغمسا بالشهوات .

وهكذا

نرى أن تقدم الإنسان الروحي ..

لا يتأتى إلا من خلال واقع فكري وعقلي ..

وليس من خلال العمل التي يقوم به..

إنه نتيجة قناعات ذاتية ..

ليس مجرد طقوس وصلوات ..

تؤدى بشكل آلي وروتيني .


كريشنا مورتي