السبت، يوليو 02، 2011

كما يفكر الإنسان يكون ...


صديقان ..

كانا يتنزهان في شوارع المدينة ..

مرّا بجانب ساحة عامة ، حيث تجمهر عدد من الناس للإستماع إلى شروحات أحد الواعظين بالدين .

فقال الصديق لصديقه : " هيا بنا نستمع إلى ما يقوله الواعظ " .

أجابه الثاني : " ما هي فائدة هذه الترهات .. هيا بنا نذهب إلى مكان آخر نستمتع به مع حسناوات المدينة ..

لكن الأول رفض الإقتراح ، وانضمّ إلى الجموع ليستمع الوعظ في الدين ..

والثاني توجه إاى حيث دور البغاء ..

لكنه لم يعثر على فتاة تعجبه ، فقال في نفسه :

" لا شك أن صديقي الآن في منتهى السعادة وهو يستمع إلى ذكر الله ".

هكذا ، وبالرغم من وجوده بمكانه حيث هو ، كانت أفكاره متجهة إلى الله .

أما الثاني ...

فبالرغم من استماعه الى كلام الواعظ ..

كان قلبه مليئا بالضجر والملل يردد بينه وبين نفسه ، يا لي من رجل غبي ..

كيف أترك صديقي يذهب وحده ، لا شك أنه الآن يستمتع بملذات كبيرة ".

فعلا ..

هذا الشخص الأخير ..

قد كان موجودا بجسمه فقط في المكان الذي يتلى فيه كلام الله ..

أما أفكاره ..

فكانت في مكان آخر تماما .

ولكن ..

بالرغم من عدم ارتكابه المعصية بالفعل ..

لكن عقله كان منغمسا بالشهوات .

وهكذا

نرى أن تقدم الإنسان الروحي ..

لا يتأتى إلا من خلال واقع فكري وعقلي ..

وليس من خلال العمل التي يقوم به..

إنه نتيجة قناعات ذاتية ..

ليس مجرد طقوس وصلوات ..

تؤدى بشكل آلي وروتيني .


كريشنا مورتي

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

روعة
كم نحن محاطون بناس على شاكلة المسكين الذي ذهب حيث الكلام عن الله بجسده وترك ذهنه في متاهات التخلف الضيق واصدار الحكم على من مثله من البشر.
احب معظم ما يكتب على صفحات هذه المدونة لكن هذا المقال لامس فكري وظرفي فاستحق لقب الاحب الى ما قرأت في مدونتك.
الانسان يتبع الفكر والفكر يتبع الكلام وعليه لنتدرب على الكلام الحسن علنا نتقدم الى الاحسن.
the striven