الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

عند الفجر ...

يقولون أن الصدفة هي الحركة بلا نظام ..
إذا ،
المهارة هي في قوة خلق النظام 
والنظام لا يعمم
إلا بالمعرفة 
فالعالم لا يكتمل 
إلا حينما يلعب كل إنسان دوره .
معرفة الإنسان للحكمة ،
معرفة الصدق 
حياة النور 
مسرة الخليقة 
يقوم بتقديس وتسبيح ما في السماء 
في لحظات من نور
ومن خلال الشعاع الآتي من بعيد
ينحول الوجود 
إلى حجر طريق 
والمكان 
يبقى مكللا بأزهار 
مقطوفة من السماء .

الثلاثاء، أكتوبر 30، 2012

الأبدية ..

الحاضر لا يستمر ...
فهو ينبثق من الماضي ..
والمستقبل من الحاضر 
وتتوحد جميع الأشياء 
بديمومة دائمة 
فالكون لا يتغير ..
قوانينه ..
تجعله يدور إلى الأبد ..
ومعه تنتظم الحياة ..
وتستمر .
كل شي يتجدد 
والتحولات 
تضبطها ملائكة السماء 
ويتوحد الجميع 
في هذه الديمومة ...
فالزمان كالدائرة 
تتصل نقاطها ..
فلا تعرف أولها من آخرها 
كل نقطة تتبع التي تسبقها ..
وتتبعها تلك التي تلحقها 
وهكذا إلى الأبد ...
فالحاضر لا يستمر ..
والماضي لا يكون 
والمستقبل لا يولد 
فإذا لم يكن شيئا ثابتا ..
كيف نؤمن بوجوده ؟! 

الاثنين، أكتوبر 29، 2012

عن نبوءة هرمس ...



بقلم : لطيف شاكر ( منقول )

مصر وطننا الحبيب الآن فوق بركان علي وشك الإنفجار... 
ويكاد أن يفلت الزمام من أيدي الحكام ، والبلد كلها تعيش علي صفيح ملتهب،
الأحداث تتوالي ،
والمصائب تنعالي،
والمشاكل تتنامي،
وكأننا أمام طريق مسدود،لا أمل لنا في النجاة، ولا رجاء في الحياة .
أصابنا اليأس ولحقنا الذل، إنعدم الضمير وتفشي الفساد، وأصبحنا في مهب رياح الضياع، وأمام عواصف الأفجاع، ونعيش في ألم وأوجاع، ويبدو أننا فقدنا الشعور والإحساس، وعميت عيوننا عن كل حقوق البشر والناس.  ونحن راكضون إلي  نهاية أمر كان محتومًا، وفي صدورنا غضب وغيظ مكتومًا.
مات "السادات" وبطرك الزمان، وسيرحل "مبارك " وبابا الأوان ، والكل سيمضي من أرض التعب والهوان، حسب مشيئة رب الأكوان، ويتنهي عصر آخر رئيس لمصر باسم محمد، ونبوة سبلة الحكيم الفرعونية تقول: أن العامين الآخيرين لحكمه سواد ما بعده سواد للمصريين عامة، والأقباط خاصة،  ثم يأتي الفرج من حيث لا نعلم، ويسود السلام أرجاء البلاد،   وكذب المنجمون لكن  عند الله كل شئ يكون. ومن قراءاتي في مخطوطات "نجع حمادي" قرأت بالمخطوطة السادسة النص الثامن نبوءة هرمس عن مستقبل مصر، كُتبت  في غضون القرن الثاني الميلادي تقول:   
"سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيتضح كم كان عديم الجدوي ورع المصريين، وخدمة هذا الشعب المفعمة بالتضحية له، ستنحط هنا الذكري المقدسة للآلهة، وتتحول إلي عدم، وسيرحل الآلهة أنفسهم من هنا نحو السموات، سيهجرون الأرض المصرية للأبد، وهكذا فإن هذا البلد الذي كان عبر قرون طويلة مهدًا، ودعامة، وعمادًا، ومحرابًا للدين الحق، سيُجرد من الحضور الإلهي، ويتيتم ويصبح فارغًا.  سيحتل الغرباء أرضه الزراعية، ولن يقتصروا علي الإستخفاف بالإيمان المقدس، وإنما كم هو مؤلم هذا الشيء ، سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الإلتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة. هذه الأرض الجليلة، مقر المذابح الإلهية ستملأ منذ الآن بالقبور والجثث فقط. يا مصر، يا مصر الحبيبة! لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات، ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية، ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية. آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو الهندوسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه، ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ ولن يتركوا مصر، وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء،  وستموت هوية المصريين."  وماذا يقول القارئ الهمام..وأنا ما أتيت من عندي بكلام، فالكتب تتنبأ عن نهاية الأيام...ولا أقول إلا ما جاء في الكتب  القديمة تخبرنا بقادم الأيام  الحزينة!!!! وماذا تقصد النبوة ياتري بالسكوذي أو الهندوسي أو واحد  شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة!!!!! مخطوطة "هرمس" عبارة عن  سفر مسيحي من القرن الثاني، اعتبره بعض  المسيحيين كتابًا مهما، وقبله بعض آباء الكنيسة القدماء كجزء من الكتاب المقدس، وقد أتينا على ذكر ما جاء في نبوأته سابقا ، وكانت له أهمية كبيرة في القرنين الثاني والثالث. واستشهد به "إرينايوس" و"ترتليان" كسفر مقدس، وكان من ضمن العهد الجديد في المخطوطة السينائية، ووُضع بين سفر أعمال الرسل، وسفر أعمال بولس في قائمة مخطوطة "كلارومونتانوس"، لكن اعتبره بعض المسيحيين القدماء "أبوكريفا"(كتب منحولة). يتألف الكتاب من خمس رؤى، وإثني عشر أمر، وعشرة أمثال. يعتمد على التشابيه ويهتم خاصة بالكنيسة فيدعو للتوبة من المعصية التي أضرت بالكنيسة. كُتب السفر باليونانية  في "روما"، وتُرجم للاتينية والقبطية. بقي بشكل كامل باللاتينية فقط، بينما فُقد الخمس الأخير تقريبًا من اليونانية. و"هرمس" هذا بخلاف "هرمس" البابلي، أول من بني مدينة "بابل" وأيضًا "هرمس" المصري الذي يُسمى "طريسميجيسطيس" أي مثلث الحكمة والعظمة والقوة..  وقد ترجم النص من القبطية السيد "شريف الصيفي" باحث مصري مقيم ب"ألمانيا".



السبت، أكتوبر 27، 2012

مبادىء وأهداف التنويم المغناطيسي ...



إن نشأة علوم التنويم تعود إلى إلى قدماء المصريين والفراعنة وربما إلى العلوم الهرمسية ، الذين كانوا يمارسونه  في أغراض عدة منها العلاج  وغيره ، ليس العلاج النفسي وحسب إنما العلاج الجسماني أيضا كما نسب إليهم أيضا أنهم استطاعوا تنويم الحيوانات بهدف زيادة إنتاج ألبانها وترويض الحيوانات المفترسة بالتنويم .
وطبعا إن صح ذلك فسيكون اكتشاف العلاج بالتنويم هو يمثابة اختراق سر آخر  إضافة للتحنيط الذي اشتهر به  فراعنة ذلك العصر .
كل الكتب التي نطالعها ويطالعها أي منا كانت وما تزال تتناول الجانب النظري للتنويم المغناطيسي وينتهي الكتاب أي كتاب تتم مطالعته ولا يستفيد القارىء منها شيئا ..
الآن سنكشف عن بعض تلك الأسرار لعل في ذلك  الإفادة  ..
ستلاحظ كيف يمكنك تطبيق التنويم المغناطيسي على الحيوان أو الإنسان وكيف ستتصرف ؟
سنتناول في موضوعنا الآن طريقة تنويم الديك أو الدجاجة ..
في هذا التطبيق وبعد احضارك للديك أو للدجاجة
دعه في غرفتك
واحضر معك خيط أو حبل ..
ثم على الأرض ضع الحبل أو الخيط بخط مستقيم طوله حوالي ال40 سم ..
ثم امسك الدجاجة من منقارها دون ان تسد فتحتا أنفها واسحب المنقار إلى الأمام ..
وبنفس الوقت اسحب أرجل الدجاجة إلى الخلف بحيث يصبح بطن الدجاجة ملامسا الأرض ومنقار الدجاجة على طرف الخيط
وحاول أن تركز نظر الدجاجة على الحبل .
وبعد 6 الى 10 دقائق
تتركها
ستجدها تميل ثم تقف وتقع وبمنظر مضحك بالفعل
وهذا ما يمكن أن تفعله أيضا بتنويم الحمامة أو ما يشابهها .


فطريقة تنويم الأفعى مثلا ، فلكل إنسان طاقته التي يمكن من خلالها التأثير والترويض للأفاعي وسواها من الزواحف .
فالحيوانات لا تستطيع فهم ما يقوله الإنسان ..
إنما هناك طبعا علم وطرق لذلك ..
ومن تلك الطرق هي أن تضعها بخط مستقيم ، وتطلب من شخص أخر أن يربّت على رأسها ضربتين خفيفتين وسريعتين .
لماذا ؟ لأن هنالك مراكز تتوقف عند الأفعى عند الضرب الخفيف بالطريقة لتي أشرت إليها ، وتلك الطرق تستعمل كثيرا في بلاد الهند وبعض الدول غير العربية بالطبع لأنها تخيفهم وهناك العديد من القصص والأساطير التي حيكت وتحاك والتي تخرج عن نطاق بحثنا .
ومن أسهل الطرق لتنويم الضفدع مثلا هي أن تدعه على ظهره ، بطنه تجاهك من الجهة اليمنى لديك ...
إضغط عند يده الأمامية  بإبهامك أي في منطقة القلب عند الضفدع لمدة دقيقتين ثم اتركه ستجد آثار التنويم بادية عليه وبتصرفاته ..

أما طريقة التنويم المغناطيسي للإنسان ، وبطريقة مبسطة وواقعية وهي أنه عند كل إنسان طاقة تظهر باستخدام التركيز ...
ومن الصعب على أي إنسان عادي أن يستخدم تلك الطاقة علما أن هناك الكثير من الأطباء من أصحاب شهادات الدراسات العالية لم يتمكنوا من استخدام تلك الطاقة  .. لماذا ؟!
لأن طريقة التنويم لا تعتمد فقط على الدراسة ..
بل  تعتمد أيضا على قدرات الشخص المنوِّم ، التي تختلف من شخص لآخر ..
والذي يجب أن يكون متمتعا بالصحة الجيدة وسلامة الجسد ولا يعاني من أية آلام أو أمراض .


نعود إلى طريقة تنويم الإنسان ..
طبعا لذلك طرق عديدة ومختلفة ..
منها طريقة العزائم والطلاسم والتلبيس وهي طريقة يستخدم فيها الجن مع ما حيك حول ذلك الكثير من الاجتهادات  والأساطير
ولا أخفي حقيقة أمر أن الكثير من الناس التي باتت تؤمن إيمانا مطلقا بطقوس معينة حتى ولو كانت غير صحيحة لأن افطرة التحقق عند الإنسان من جهة ، والتوق لمعرفة الغيب وكل ما هو مجهول من جهة ثانية ، هي التي تدفعنا لسبر أغوار الحقيقة .

ومن الطرق التي كان يتم اعتمادها من قبل الكثير من الأطباء كانت تتمثل بإجهاد المنوَّم والتأثير عليه بطرق مختلفة منها على سبيل المثال إجهاد نظر الإنسان بوضع شمعة أو رقاص على علو مرتفع بحيث يكون هناك جهد للنظر بالتطلع  إليها


مع ما كان يطلبه المنوِّم  من المنوَّم بأن يتنفس بشكل منتظم ولا يرمش بأكثر من الحد الطبيعي وإبقاء الفم مفتوحا بمقدار 2 الى 3 سم بحيث يكون اللسان ملامس الأسنان السفلية ...
وبعد 3 دقائق على الأقل  يقوم المنوِّم برفع يده اليسرى فوق القسم الخلفي من رأس المنوَّم ويقوم بتمرير أصابعه المفتوحة للأسفل على طول الأعصاب الفقرية ، وبعدها يطلب إليه أن يغمض عينيه ...


طبعا على المنوِّم أن يكون متمتعا بميزات ومواصفات معينة إضافة للطاقة المميزة التي يجب أن يكون متمتعا بها هي أن يكون قوي الشخصية ، وله هيبة ، وقوي البصر جدا جدا جدا ...  للأستفادة من تأثير تلك السيَّالات المغناطيسية الموجودة في الكون وإرسالها من خلال إيحاءات كهرومغناطيسية إلى الشخص المنوَّم للهدف المراد ..


أما إذا أردت أنت أخي  القارىء الاستفادة من هذا العلم بهدف التخفيف من التوترات العصبية التي من الممكن أن تنتابك عند حصولها أو السعي لراحة نفسية تامة تحت أية ظروف تكون قد مررت بها ، فما عليك سوى اتباع التالي :
- بمكان هادىء ومنفصل عن الناس وضوضائهم ، بغرفتك ، وبعد إغلاق الباب وفص الهاتف وإبعاد كل المؤثرات المزعجة ..
- تضطجع على ظهرك على سريرك وأنت مغمض العينين
- تنفس ببطء وبعمق شديد بحيث ترتفع معدتك عند الشهيق ، وتهبط عند الزفير
- خلال عملية التنفس تلك قم بتركيز عين ذهنك الداخلية على سرتك أو مركز البطن ، وهو مركز الظفيرة الشمسية لمن لديه علم بذلك ، هذه المنطقة التي لها اعتبار كبير في الممارسات الروحية والسيكولوجية وهي بالتالي مركز إنتاج الطاقة حسب الديانات الهندية
والبوذية .
  عليك تتمسك بتلك الصورة عن السرة ، من أجل طرد بقية الصور التي يمكن أن تدور بالمخيلة . ولو الى مدة قيقتين أوثلاث  أو أكثر 
- إن ذلك كفيل بطرد كل ضغوطات الحياة وأعبائها ..



أخيرا وخلاصة لتلك العلوم التي أتينا على ذكر البعض منها بالمختصر المفيد  ، فما كان مضمونه بأكثر  من التأثير على العقل الباطني الذي يعتبر منشأ الأفكار الخيالية .. في حين أن العقل الواعي يعمل عند الإنسان كمفلتر للأفكار الداخلية ..
إذا ، فإن مهمة التنويم المغناطيسي هنا هو توقيف العقل الواعي عن العمل ، واعطاء الفرصة للعقل اللاواعي أو الباطني بطرح أفكاره الخيالية  ..
ودليلنا على ذلك هي الأحلام التي تراودنا في حالة النوم ...
فهل راقبت نفسك مثلا ...
وأنت تتابع فيلما مؤثرا كيف تنسى معه المحيط الذي انت فيه ؟؟؟!!!!!
أليس ذلك خضوعا لا إراديا  لتأثير ما قد أتينا على ذكره ؟
أليس التنويم المغناطيسي هو فعل إرادي للتأثير على الإنسان بتوقيف العقل الواعي والسماح للعقل اللاواعي بالإفصاح عن نفسه ! ؟

الخميس، أكتوبر 25، 2012

شامبالا : أسطورة المملكة المفقودة



تعني كلمة شامبالا Shambhala باللغة السنسكريتية "أرض السلام والسكينة" وهي فكرة أتت من أرض التيبت في الصين وتتناول مخلوقات مثالية أو شبه مثالية تعيش وتتنير الدرب لتطور البشرية، تعتبر "شامبالا" مصدراً لـ كالشاكرا Kalachakra التي تمثل أعلى مرتبة في التصوف في أرض التيبت والمقتصرة على نخبة من الرهبان وتحكي الأساطير أنه لا يعيش في شامبالا إلا من كان له قلب صاف والذي يعيش هناك يستمتع بالسعادة والراحة ولا يعرف معنى للمعاناة فالحب والحكمة تحكمان السلوك ، والعدل شيئ غير معروف.القاطنين في شامبالا أعمارهم مديدة وأجسادهم جميلة ومثالية ويملكون قدرات خارقة ، معارفهم الروحانية عميقة وتقنيتهم متقدمة جداً ، قوانينهم معتدلة ودراستهم للفنون والعلوم تغطي كافة أطياف السبق الثقافي وتتقدم بأشواط عديدة على ما وصل إليه العالم الخارجي. ويقال أن شامبالا مملكة لها شكل زهرة اللوتس بتويجاتها الثمانية وعاصمتها "كالابا" وهي محاطة بجبال تغطي قممها الثلوج، وسكانها يتمتعون بصحة ممتازة وثراء كبير وتبلغ أعمارهم المئات من السنين وقصورهم لها شكل قبب الباغودا (نمط عمراني للمعابد البوذية) مكسوة بالذهب.

- مع ذلك تبقى "شامبالا" مخفية عن الأنظار حيث باءت محاولات العديد من المستكشفين والساعين للحكمة الروحانية بالفشل لمعرفة مكانها الجغرافي على الخريطة ، الكثير من الناس يعتقدون بأنها تقع في المناطق الجبلية من أوراسيا (تضم قارتي آسيا وأوروبا) وتحيط بها جبال تغطي قممها الثلوج فتخفيها عن الأنظار، لكن عدداً آخر من الناس الذين عادوا من رحلات الإستكشاف يعتقدون أن "شامبالا" تتجاوز الحقيقة الفيزيائية فيرونها كجسر يربط عالمنا بما وراءه. وكتب أحد الدالاي لاما (هو رئيس كهنة التيبت ويعتبر بنظرهم إلهاً وهم يختارونه منذ نعومة أظفاره بمواصفات محددة)بأن هناك غموضاً مقصوداً في النصوص القديمة التي تتحدث عن مكان "شامبالا" والغاية من ذلك هي إبقاء "شامبالا"مخفية عن أعين الذين يصفهم بالهمج والذين يرغبون بالإستيلاء على العالم.

هل هناك صلة مع يأجوج ومأجوج ؟
تتحدث الأسطورة (حسب مزاعم الـ دالاي لاما) عن أن :"الإنهيار التدريجي للجنس البشري مرده إلى إتباع المنهج المادي الذي ينتشر في أنحاء الأرض ، وحينما يأتي وقت يتبع فيه الهمج تلك الأيديولوجية وتتوحد صفوفهم تحت قيادة ملك شرير ويظنون أنه لم يعد هناك شيئ آخر يمكنهم الإستيلاء عليه عندها ستزول الغشاوة والغموض عن جبال "شامبالا" الثلجية فيحاول الهمج الهجوم على "شامبالا" بجيش ضخم مجهز بأسلحة رهيبة ولكن "رودرا كاكرين" ملك "شامبالا" الثاني والثلاثون سيقود حشده الضخم ضد الغزاة ، وفي تلك المعركة النهائية العظيمة سيخسر الملك الشرير وأتباعه ويدمرون نهائياَ."
- ونتساءل إن كان هناك علاقة ما بين سكان مملكة "شامبالا"وقوم يأجوج ومأجوج الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وحكايتهم مع ذو القرنين ؟! خصوصاً بأن يأجوج ومأجوج مختفون عن الأنظار ولهم مملكتهم. يقول الله تعالى:"حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا * كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا * ثم اتبع سببا *حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولا * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا".
- وعلامات الساعة تتحدث عن ظهور يأجوج مأجوج المختفين حالياً بحسب عدد من الأحاديث الشريفة، حيث روى أحمد وأبو داود والحاكم وابن حبان عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس؛ قال الذي عليهم: ارجعوا؛ فسنحفرُه غداً، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس؛ حفرو، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس؛ قال الذي عليهم: ارجعوا؛ فستحفرونه غداً إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي أجفظ فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفاً في أقفائهم فيقتلهم بها . وقد تكون النصوص القديمة في التيبت قد تشير إلى نفس أولئك المحجوبين عن الأنظار في مملكة شامبالا وعن معركتهم المرتقبة .

- الأصل الصيني لكلمة يأجوج ومأجوج
في كتاب "فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج" بقلم حمدي بن حمزة أبو زيد نجد أنه خلال زيارته للصين كرئيس لفريق الدراجات السعودي المشارك في احدى المسابقات هناك في عام 2000 قام ببعض البحث فتعرف على احد اساتذة جامعة "تنكوا " في مدينة شانغهاي اسمه Huxiao Tian وسأله ذات مرة عن قصة يأجوج ومأجوج وهنا كانت المفاجأة حيث قال الاستاذ الصيني ان كلمة (يأ ) تعني باللغة الصينية (قارة)وأن (جوج) تعني (آسيا) وتكتب هكذا (Ya Jou) وتنطق باللغة الصينية تماما كما تنطق عند قراءتها في القرآن الكريم مع تسكين الألف في (يأ) وتعطيش الحرف ج في الكلمة (Jou) ولدى سؤاله عن كلمة (مأجوج) قال إنها تعني (شعب الخيل) حيث ان (مأ) تعني حصان او خيل باللغة الصينية و (Jou) تعني قارة او شعب ، إذن عبارة (يأجوج ومأجوج)بكاملها هي عبارة باللغة الصينية الحالية على الرغم من مرور اكثر من 3300 سنة ! ، وهذا يدل على ان الصينيين كانوا يتكلمون نفس لغتهم الحالية وفي ذلك دلالة أيضا على أصالة تلك اللغة ، في النهاية نستنتج أن تلك العبارة تعني "سكان قارة اسيا ، وسكان قارة الخيل" ، فهل يأجوج ومأجوج كانا قومان منحدران من العرق الاصفر ؟!

إنتشار الأسطورة
عندما احتكت حضارة الشرق مع الغرب برزت أسطورة شامبالا من أرشيف الزمن ، بمتناولنا اليوم عدد ضخم من النصوص البوذية عن نفس الموضوع إضافة إلى تقارير كتبها المستكشفون الغربيون خلال رحلتهم الشاقة للبحث عن "شامبالا"المفقودة. عرف الغرب "شامبالا" أول مرة عن طريق البعثة التبشيرية الكاثوليكية التي ترأسها البرتغالي إستافيو كاسيلا الذي سمع عن شامبالا وظن خطأ أنها تعني الصين وكانت تنطق "زيمبالا" ولكن ما لبث أن عرف حقيقة الكلمة لدى عودته إلى الهند في عام 1627. في عام 1883 تحدث الدارس المجري ساندور كوروسي سوما في كتاباته عن موقع جغرافي لبلد وصفه بأنه غاية في الروعة يقع إلى الشمال بين درجتي عرض 45 و 50 . وهكذا ركز بعض الكتاب اللاحقون على مفهوم الأرض المخفية التي يسكنها أخوة ضائعون لنا يسعون لصلاح الإنسانية ، فالكاتبة "أليس بايلي" تعتبر شامبالا مكاناً يقع في بعد مكاني آخر أو حقيقة روحانية في عالم الأثير. وبين عامي 1924 و 1928 قاد الزوجان نيكولاس وهيلينا رويرتش بعثة تهدف لإكتشاف شامبالا. وفي عامي 1926 و 1928 قاد العميل السوفييتي "ياكوف بلمكين" بعثتين في التيبت لإكتشاف "شامبالا" على غرار ذلك قاد الألمانيان "هينريك هيملر" و"رودولف هيس" بعثات إستكشاف إلى التيبت في عام 1930 وعامي 1934، 1935 وأيضاً في الأعوام 1938 و 1939. وكانت شامبالا وفقاً لرؤية بعض النازيين بأنها عالم سفلي ووثني ومصدر للطاقة السلبية التي يبثها الشيطان ضمن مؤامرة لإفساد الأخلاق.

- "شامبالا" خلدت في الفكر الغربي من خلال خلال أفلام حملت عنوان Lost Horizon أو الأفق المفقود وذلك في عامي 1937 و 1973 ، والأفلام مستندة على فكرة أسطورية وفانتازية لرواية تحمل نفس الاسم لـ "جيمس هيلتون" نشرت في 1933 وهي تتحدث عن مكان مفقود اسمه "شانجري لا" Shangri-La وهو تشير إلى فكرة "شامبالا" وإن تغير الاسم .

- في عام 2009 طرحت لعبة فيديو طورتها شركة Naughty Dog بعنوان Uncharted 2: Among Theives ، حيث يسمع عبارة "شامبالا" مع الموسيقى المرافقة وتأتي اللعبة على فكرة خيالية فحواها أن رحلة المستكشف الإيطالي الشهير "ماركو بولو" الذي عاد من الصين في عام 1292 كانت الهدف منها محاولة للوصول إلى "شامبالا" التي جسدت في اللعبة على أنها مدينة ضخمة أثرية تضم "شجرة الحياة"



منقول 

الأربعاء، أكتوبر 24، 2012

لا تقع بالحب بل إنهض به ...



 لا يسعد الناس العاديون إذا كانوا وحيدين ،
فهم يشعرون بفراغ كبير ، بشيء ما مفقود.
لايمكنهم العيش لوحدهم لفترات طويلة ،
حتى الساعة تبدو وكأنها عدة ساعات.
إنهم يهربون إلى العلاقات.
والعلاقات هي مجرد هروب من الذات.
إنها ليست علاقة حقيقية
 إنها سلبية
يقع الرجل في حب المرأة فقط ليتجنب العزلة ،
والمرأة في حب الرجل لتتجنب عزلتها ..

العلاقة الإيجابية هي علاقة مختلفة تماماً.
أنت لا تحاول الهرب من نفسك.
أنت تحب لتكون ذاتك ،
 أنت تحب وحدتك ، تبتهج بها ،
ومتى وجدت الوقت تتحرك صوبها
وفي الوحدة
ثمة نشوة عارمة تخلق ،
وعليك أن تتقاسمها مع الآخرين .
 تصبح كعبء كغيمة ممتلئة بالمطر
ولابد لها من أن تمطر
 ليست قضية إن كانت الأرض تحتاج إليها أم لا ،
أو كانت الأشجار تستقبلها ام لا،
فلابد لها من أن تمطر،
أن تتحرر من هذا العبء
تذكر،
إن الحمل الأعظم في الحياة هو عندما تفيض بالنشوة.
كل شيء آخر يمكن حملانه ،
لكن النشوة يجب أن نتقاسمها مع أحد.
إنها الحمل الأعظم،
هو حمل لذيذ،
لكنه ثقيل جداً.
وأنت لا يمكنك أن تحمله لوحدك ،
تحتاج لأصدقاء لتتقاسمه معهم .
عندها تكون العلاقة إيجابية.
عندها لاتقع في الحب ،
بل تنهض به.
عندها يرتفع الرجل بالحب مع المرأة .

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2012

على مذبح الكلمات ...


أنت مخلوق إلهي وأنت لا شكل لك.
الله ليس شيئاً كميّاً،
هو نوعي فقط ؛
ليس شيئاً مادياً،
هو حضور فقط .
ليس كزهرة ،
بل يشبه الشذى أكثر
 يمكن للمرء أن يشعر فيه لكن لا يمكن أن يمسك به.
أن يستمتع به،
 أن يحبه ،
أن يفرح معه ،
لكن لا يستطيع أن يملكه ..
ولا يمكن للمرء أن يضعه في المصرف ،
ولا أن يكنزه ،
لأنه ليس ملك له.
هذا هو معنى لا شكل له.
لا تفكر بالله كشخص أبداً.
فقط فكر به كحضور يحيط الوجود كله . ...
وعندها لاتوجد حاجة للذهاب إلى أي معبد ، 
وإلى أي تمثال ....
في أي مكان تكون قادراً فيه على الإنحناء ...
مع الحب العميق ومع الامتنان ،
تكون على صلة معه... 
أينما كان قلبك ممتلئاً بالشكر والاستسلام ،
يكون بينك وبينه .
صلة
وتواصل .

الاثنين، أكتوبر 22، 2012

صباح الخير ...





لا قيمة للثورة الخارجية مقارنة مع الثورة الداخلية ،
فالأولى تعيد التشكيل فقط ...
ولايمكن أن تكون ثورة حقيقية ، 
لأن الانسان يبقى نفسه ،
يتابع تغيير البنى حوله ،
يتغير السجن لكن المسجون يبقى نفسه
ربما في سجن أكثر راحة ،
مناسب أكثر ،
مع تلفاز
وملاعب 
وتسهيلات متاحة للأناس الاحرار  
لكن يظل داخل سجن ...
والحرية غير موجودة هناك .
الثورة الداخلية تأتي بالحرية ،
والطريق الوحيد الذي يجعل المرء يتقدم نحو الثورة الداخلية
هو التأمل ....
فهو يعني ببساطة تعلم نسيان كل ما تعلمته . 
هو عملية ضد أي إشراط ، 
ضد أي تنويم مغناطيسي .
تحدث الثورة
وتشرق الشمس حالما تصبح فارغاً ،
فسيحاً
صامتاً
ونظيفاً ، 
وعندها تعيش بنورها . 
وأن تعيش بنور شمسك الداخلية 
يعني أنك تعيش الطريق الصحيحة .
في اللحظة التي تصبح فيها صامتاً واعياً واضحاً ،
وسماؤك الداخلية مشبعة بالبهجة ،
فإنك تعي الاختبار الاول للحياة الحقيقية.
ويمكن للإنسان أن يسميه الاستنارة ،
التحرر، 
تجربة الحقيقة ، 
والحب والحرية ، 
والنشوة ، 
هي تسميات مختلفة 
لذات الظاهرة .

الأحد، أكتوبر 21، 2012

ألحكمة ....


- الرجل الواعي يتجاوب و تجاوبه عفوي , هو كالمرآة : يعكس كل ما يقابله , ومن وعيه و عفويته يولد نوع جديد من الفعل , فعل بلا قيود , بلا عاقبة أخلاقية .
فعل كهذا يحررك , أنت تحافظ على حريتك عندما تستمع إلى صوت الطبيعة فيك .

- المسؤولية : إدراك , تيقظ , وعي ,
"الأنا" : لا تعدو كونها لاوعيا , لايمكن أن يتعايش الأمران معا .
بازدياد وعيك تقترب أكثر من النور و تبدأ متعلقات الظلام حولك بالإختفاء ..
"الأنا" ليس سوى ظلام .

- لتصبح سيد نفسك عليك أن تصبح أكثر وعيا نحو أفعالك و أفكارك، الخطوة الأولى نحو سيادة نفسك هي أن يزداد وعيك في أفعالك و أفكارك . اللاوعي عبودية، الوعي سيادة .

- من يقترف أمرا ضد الوجود لا بد أن يعاني , من يساعد الوجود ليغدو أجمل و أكثر وعيا وسعادة , لا بد أن يكافأ , ليس بواسطة قوة إلهية و إنما عن طريق عمله ذاته , في الواقع , عندما تقوم بعمل صالح نابع عن وعيك فإن الفعل بحد ذاته يجلب لك السعادة و السلام الداخلي .
جائزتك تكمن في الفعل نفسه .

- ينتقل بك اللاوعي نحو الأسفل بينما يتجه بك الوعي نحو الأعلى و أيضا : الأعلى هو رديف الداخل , الأسفل رديف الخارج .
الوعي يذهب إلى الداخل , اللاوعي إلى الخارج .
اللاوعي يجعلك مهتما بالآخرين .. الأشياء .. الأشخاص , دائما الآخرون , دائما في الظلام بعينين مركزتين على من سواك .
اللاوعي يخلق نوعا من اللامركزية , يجعلك سطحيا , الوعي يحولك إلى كائن داخلي , يجعلك مستغرقا في ذاتك , يأخذك إلى أبعادك الداخلية أعمق فأعمق ..

- الدين أساسا هو علم خلق الوعي في داخلك أن تصبح أقدر على التأمل , أعمق وعيا , هذه الأمور تخلق شخصية مرنة , عفوية , شخصية تتعامل مع التغيرات اليومية دون أن ترتبط بالماضي , لاتكون مسبقة البرمجة على العكس , شخصية مسؤولة , تتعامل مع الواقع لحظة بلحظة .
هي كالمرآة تعكس أي حالة و من انعكاسها يولد فعلها .. ذاك الفعل هو الفعل الديني .

- الوعي يلخص كل المعرفة التي تملكها , الوعي هو الفراغ , أن تكون فارغا كليا , و تتحرك عبر الحياة بفراغك الذي تحمله , ترى عبر الفراغ , تتصرف بدافع من الفراغ و عندها تتسم أفعالك برشاقة مذهلة فيغدو كل ما تقوم به صحيحا .

لا يكمن السؤال في ماهية الصواب أو الخطأ , لأن صواب اليوم قد يغدو خطأ الغد , و المعرفة المستعارة لايمكن أن تفلح ..
لطالما تساءل العالم بأسره عن السبب الذي جعل رجلا كهتلر يهيمن على عرق ذكيّ كالعرق الألماني .. لماذا ؟ و مما فاقم هذا التناقض دعم رجل كمارتن هايدغر له – أستاذ جامعي متميز و أحد أهم الفلاسفة و المفكرين الألمان الذين عاصروا هتلر – ما الذي جعل معادلة كهذه ممكنة الحصول ؟في الكفة الأخرى : كان أدولف هتلر شخصا غبيا , غير متعلم , غير متحضر , أمر واحد فيه لم يملكه مثقفو ألمانيا و عقولها الفذة , لم يملكه هايدغر : " الثقة المطلقة " , صحيح انه كان شخصا مغفلا لكنه كان يستطيع طرح الأمور دون "لو" أو "لكن" , تصريحاته كانت قوية واثقة كما لو أنه يعلم كل شئ . مجنون , لكن جنونه كان يحمل طاقة هائلة غيّرت مجرى التاريخ الإنساني بأسره …
ليس غريبا كونه أسر اهتمام و إعجاب الشعب الألماني , هم لم ينقصهم الذكاء , على العكس , كانوا أحد أكثر الشعوب ذكاءا على وجه الأرض , لكن الذكاء دائما ما يجلب الارتباك …
هذا هو سر نجاح أدولف هتلر , الذكاء يجلب الارتباك , الارتباك يجلب الخوف . يبدأ الإنسان عندها بالضياع , أين يذهب ؟ ماذا يفعل ؟ , يبدأ بالبحث عن قائد , عن شخص يتحدث بثقة , عن شخص يَعِدُ و يؤكد بشكل قاطع .
المصدر :  من كتاب الحكمة

السبت، أكتوبر 20، 2012

التحدي الكبير ...



مشكلة الكراهية هشّة جدا لذلك أنت لا تستطيع عمل شئ حيالها , مجرد شروعك بعمل ما تجاه كراهيتك يعني بأنك قد بدأت تكره كراهيتك , الآلية حساسة جدا , يستطيع المرء أن يغضب من غضبه و أن يكره كراهيته , أنت بهذا تحاربها , لكنك لن تنتصر أبدا لأنك دون أن تدرك , انتقلت بها إلى مستوى أعمق , درجة جديدة . 
ببساطة , لا تفعل أي شيئ , فقط أدرك ماهية كراهيتك , كلما شعرت بالكراهية كن واعيا لوجودها , لا تتهرب منها , و تذكر أنه حتى مبادرتك بعمل ما تجاهها قد يصير هروبا . 
إن كنت غاضبا و قمت بشئ ما حيال غضبك فأنت تتجاهل هذا الغضب بحد ذاته و تنشغل بالعمل ضده عوضا عن ذلك , تغيرت الرؤية : اختفى وعيي لغضبي و حل مكانه السعي لمواجهة الغضب , هذا امر سئ , طريقة خاطئة ستودي بك إلى كبت غضبك .  
إن شعرت بالكره , الغضب , الجشع أو أي من هذا فلا تحاول أن تجابه شعورك بعمل فوري , فلتكتفي مؤقتا بقدرتك على وعي هذا الإحساس , أدركه في البداية , شاهد بشاعته , سُميته , شاهد حقيقة تكوينه . 
حالما ترى الكره بكليته فإنه سيذوي وحده , يستمر الكره فقط إن عجزتَ عن معرفته ككل . 
الأمر أشبه بأفعى صادفتها في دربك , حالما تدرك وجودها ستقفز مبتعدا , القفزة لم تكن أمرا مدروسا , أنت لم تخطط لها  , لم تقرر أو تخترالقفز ابتعادا , حدثت بشكل تلقائي . 
إدراك وجود الأفعى و حدوث القفزة أمران مرتبطان , الأول يولد الثاني , كذلك حين تعي الكره الكامن فيك , ستقفز عفويا , لا حاجة للتخطيط . 
أول ما عليك تذكره هو هذا : دعك من الإدانة , ركز على تنمية وعيك لواقع وجود الكره  , حالما يظهر , أدرك وجوده , تأمل فيه . 
الأمر الثاني الأكثر دقة هو طريقة تفكيرك "أنا أشعر بالكره في داخلي , أشعر بالغضب و الجشع و الأنانية " , هذا التفكير هو حيلة متقنة يصنعها دماغك , خدعة ماكرة جدا , لأنك حينها و بطريقة حاذقة قد فصلت بين نفسك و بين الكره , أنت تقول : " أرى كرها فيّ , أرى جشعا , الجشع حالة فيّ و ليست أنا, أنا لست جشعا , أنا لست كارها , أنا لست غَضِبا , هذه أمور عارضة , غريبة عني لكنها الآن في داخلي "





هكذا يفكر العقل و هكذا تخدعنا اللغة , اللغة تقول " أَحمِلُ غضبا في داخلي " لكن الواقع مختلف , حين تكون غاضبا فليس الغضب جزءا منك أو فيك , أنت الكره , لا يمكن وجود كينونتين في ذات الوقت معا , واحدة فقط , إما الكره أو أنت , لا يمكن لكليكما التواجد سوية .
وجودك يعني ذوبان الكره , وجود الكره يلغي وجودك .  
اجعل لاستيعابك خطا وجوديا لا لغويا ,اللغة تخلق العديد من المشاكل و باعتمادنا عليها فنحن نتخذ سلوكا غير واقعي تجاه الأحداث .
إذا كنت غاضبا – على سبيل المثال – فليس هنالك "أناً" للغاضب , هناك فقط الغضب , أنت تماهيت فيه , لم تعد أنت .
توجه نحو المسألة بشكل وجودي , حين يكون الكره كن واعيا فيما إذا كان وحده أو كنت معه , آنذاك ستشعر بتغير عميق ينتاب وعيك , حالما تدرك إن كانت هذه كينونتك أم كينونة الغضب سيأخذ وعيك بالتنامي ومع ازدياد الوعي يتضاءل الكره , لا يتعايش الاثنان معا , الكره ممكن فقط حين يكون الشخص راكنا إلى لاوعيه , غير مدرك , غير مفكر , غير متيقظ .
حين يرحل الكره , الغضب , العنف , و تبدأ باسترجاع  تلك الحالات فإنها ستتحول إلى جزء من ذاكرتك , الآن يمكنك فصل نفسك عنها , ستنفصل عن الغضب و الغضب سينفصل عنك , الآن هو جزء من ذكرياتك .
هذا بالتحديد ما يدعم الخطأ اللغوي الذي كنت أتحدث عنه : تجربتك .
منذ لحظة كنتَ غاضبا و الآن لم تعد كذلك , تلاشى الغضب , الآن أنت شئ و الغضب شئ آخر مختلف تماما , الغضب أصبح أمرا حصل في الماضي , تلقائيا أصبح للمعادلة عنصران : الغضب في ذاكرتك و أنت .
ولكن في فعل الغضب بحد ذاته لم يكن هنالك إلا أنت, عنصر واحد , أنت كنت غاضبا . و إذاً , كلما تواجدت الكراهية اشعر بها بعمق , أدركها  , أنت أصبحت الكره , أنت الكره , هذا الوعي سيغير المعادلة بأسرها .
يوم تحوز هذا الإدراك سيتلاشى غضبك لأنك لم تعد قادرا على التعايش مع الكره أو الغضب أو الجشع , الإدراك يعني عقلا واعيا , أما الكره و الغضب و الجشع فإنها تعتاش فقط في عقل غافل , غارق في لاوعيه .
كن أكثر تيقظا ولا تفكر بالماضي لأن ذلك عديم النفع , مجرد إهدار لطاقتك .
في حضور الغضب أو الكره , في تلك اللحظة بالذات , أغلق عينيك و تأمل , هل الوجود لك ؟ أم للغضب ؟ إدراكك الأول سيكون أن الغضب وحده موجود هناك , أين أنت ؟ كل طاقتك استحالت غضبا , استحالت كراهية