الاثنين، يناير 31، 2011

وراء الكلام والأفكار ...



حين تدخل لحديقة .. فذلك لكي تأكل من ثمار شجرة التفاح ، لا لتحصي عدد أوراقها ...
والكتب بحد ذاتها لا تأتي بالحقيقة التي تدمرها تناقضاتها ومجادلاتها ..
كان فيفكنندا يقول : بأن الإنسان لا يتقدم من الخطأ إلى الحقيقة ..
بل من حقيقة أدنى إلى حقيقة أعلى ..
وعليه يتوجب قبول جميع المذاهب ..
وانعزالية الأديان مصدرا للتعصب ..
والذين يحبون ملتهم ينتهي بهم الأمر أن يحبوا أنفسهم أكثر من ملتهم ..
لأن الحقيقة واحدة ..
عزّ من قال :
" إني أقيم وراء الكلام والأفكار ، إنني الصمت النهائي ، وعليّ يتراكم غبار الأصوات ".

الأحد، يناير 30، 2011

مغارة سقراط ...


الشيء الوحيد الذي لا يمكننا نكرانه هو وجودنا ...
بقية الظواهر نستطيع نفي وجودها لأنها موجودة وغير موجودة ولأن وجودها متبدلا ، والمتبدل لا معنى له ..
نحن لا نستطيع نفي الحقيقة الأخيرة للوجود ..
ومثل ذلك كمن يريد الإنتحار ليتخلص من جسده ..
فالذي فيه لا يفارقه ..
كبقاء الإبريق بالطين .
الحقيقة ..
هي التي تدفع بنا للشهادة في سبيلها ..
وهل تبقى الحقيقة دون تضحية ؟!
هناك تدرّج في حياة الإنسان ..
فمن الإيمان إلى التحليل .. إلى العرفان أو الحكمة ..
فمعظم الناس تكتفي بالمرحلة الأولى ، بالتقليد أو البحث أو سوى ذلك ..
وربما ذلك ما يميز بين الخاصة والعامة .
الحشرية الفكرية تدفع للسؤال عن بداية الطريق ..
ممن يُطلب ذلك ؟
كلمة " مِنْ مَنْ " غير واردة ..
فمن يقرع الباب يُفتح له ، ولا بد أن يكون ذلك جديا ..
فمن كان لديه الهمّ الغالب ، والرغبة الغالبة ..
فالذين كانوا في مغارة سقراط ، لم يكتفوا بظل الشمس ..
لكنهم أرادوا أن يعرفوها ..
فخرجوا من المغارة .

الجمعة، يناير 28، 2011

الطريق هو أن تعرف الطريق ...



نحن في عالم تمزقه الشيع والطوائف والمذاهب والعداءات ...
من أين للسلام أن يعمّ ويظهر بين الناس والأمم ، ما دام لم يتحقق في ذواتنا ونفوسنا ..؟
فإذا كانت العناصر متنافرة فمن أين يأت الوفاق ..؟
إذا لم ينبع السلام الحقيقي من الداخل ، من النفس ..
سوف لن يكون هناك سلام في الخارج ، في العالم ..
إن هذه الروحية مفقودة في عصرنا ..
إنها حروف ميتة ..
وتضاءلت المعرفة بسبب ظلمة الجهل .
ألا يكون السلام بالصدق في معاملات الشعوب لبعضها ؟
ألا يكون السلام بعدم الإيذاء لبعضنا وللآخرين ..؟
لماذا لا نحترم الأفكار والحريات والحياة السعيدة ..؟
أليس في ذلك الحب الحقيقي ، لا الحب الأناني الذي ينزع إلى فرض أفكار ومفاهيم وطرق عيش على الآخرين .
طالما لم ينبع السلام الحقيقي من الداخل ، من النفس ...
سوف لن يكون هناك سلام في العالم ..
وسيبقى السلام كلام بكلام .


و

الخميس، يناير 27، 2011

النور الأبدي ..



كما نميز الليل من النهار ..

كذلك يمكننا التمييز بين اللطافة والكثافة ..
وبين الجوهر والشكل ..
وعبور السبيل إلى ذلك لا يمر من خلف الثنايا ..
فهناك أمور تستحق الوقوف عندها ..
وأمور تستحق أن نطيل الوقوف عندها ...
وهناك أمور لا تستحق حتى الإنتباه إليها .
ما اجمل أن يكون كلا منا كفراشة تنشد النور ..!
لتلتحم مع النور الأبدي ..
الآتي من أعماق الوجود .
ليتنا نستطيع حمل السلام لقلب العالم ..
ونحيل البعد إلى ألحان منسجمة ..
مع نسمات الصبح الرقيقة .

الأربعاء، يناير 26، 2011

لولا الأبيض لما عرفنا الأسود



... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
ربما تحاول أن تفكر في إيجابيات حياتك محاولا أن تنسى أو تتناسى سلبياتها ...
ولكن ..

تعود تلك النفس الضعيفة للظهور من ثنايا ضعفك ..
ساعتها لا بد أن تبادرك لحظات الخوف .. والحزن ...
هذا خارج عن إرادتك ... فالإنسان لم يخلق مكتمل الكمال ....
يمكنك يا صديقي أن تجبر نفسك على أمور عديدة ...
ولكن التعب لا يلبث أن يهجم على عقلك ...
سواء بعد مدة قصيرة أو طويلة ..
أنا أفهم بأن المرء إن أقنع نفسه بأن كل شيء بخير . فمهما واجهته صعوبات سيبقى يشعر بأنه بخير ...
لا أنكر ذلك ..
ولكن الثغرة التي أتحدث عنها هي حين يصاب هذا الجسد الفاني بالتعب من كبته للسلبيات التي يعانيها ..
العقل والأعصاب كلها ستكون حينها في حالة توتر ...
وعندئذ سيعود الخوف للظهورمهما حاولت منعه ..
اتعلم بأني حتى في هذه اللحظة لن أعتبر هذه بمشكلة كبيرة ... لماذا ؟
بصراحة ... لسببين :
أولا لأنه يكفي بأنني حاولت وانتصرت وفرحت بانتصاري .
لايمكنك القول ما فائدة الانتصار إن لم يَدُمْ..
أظنك سمعت بمن قال : قل لمن يحمل هما إن الهم لن يدوم ....
فمثلما تمضي السعادة تمضي الهموم ..
والعكس صحيح ...
والسبب الثاني لأني على يقين بأن هناك من يقول لو كان الخوف رجلا لقتلناه ..
ولو كان بحرًا لردمناه ..
ولو كان نهرًا لجففناه ..
ناسين بأنه لولا الخوف ... لما شعرنا بالأمان ..
ولولا الحزن لما شعرنا بالفرح ..
ولولا الأبيض لما عرفنا الأسود ..

صوت داخلي ..



السيطرة على قيادة النفس ليست بالعملية السهلة ..
ولكنها تعتبر الإنجاز الوحيد والأبدي ..
إن كل ما في الحياة مؤقت
ما عدا النمو العقلي الواعي في الروح ..
وهذا يظهر بأوجه مختلفة
تبدو وكأنك مختلف عن كل الأشخاص من حولك ..
قد تشارك هدفا عاما مع الآخرين ..
ولكن الحاجة تقضي لتطوير الروح ..
قد تسمع ذلك الصوت الخافت بداخل يقول لك :
" أنت تائه في صحراء الحياة .. وأتيت لأقدم لك فرصة العيش بواحتها ...
أنت تشعر بضياع ..
أنك بلا وطن ..
لأنك بدأت ترى نور الحياة .
لا تنظر إلى جسدك وغرائزه ..
لا ترتبط بزمان أو مكان ..
إنك روح ..
وُهِبَتْ لتبحث ".
فإن رأيت خيال ذلك الصوت يحمل عصا وفانوسا ..
فاعلم أن العصا تعني لك العلم والمعرفة والحكمة التي تجعلك ثابت القدمين على الأرض لأنك تحتاج إلى دعم ـ وحتى لا تتجاذبك التناقضات ..
لأن صوت العواطف والحنان والإحتياجات البدنية تبعدك عن هدفك الثابت .
والنور الذي تراه هو النور الذي يرينا العثرات والأخطاء التي يمكن تجنبها ..
والطريق سينكشف لك خطوة خطوة ..
وستترك خلفك هدية حياتك وإنجازاتك .


الثلاثاء، يناير 25، 2011

مكامن قوة الشفاء الذاتي للإنسان ..



قوة الشفاء الذاتي عند الإنسان تتم بشكل خفي وصامت ومن دون التمكن من ملاحظتها ..
مثلنا على ذلك إلتئام الجراح التي تعتبر عملية معقدة تعمل فيها مليارات الخلايا العصبية الموجود بالدماغ والمنتشرة في جميع أنحاء الجسم .
فالعلم لا يستطيع شفاء جرح بسيط ما لم يصدر أمر شفائه من داخل الخلايا التي تمتلك قوة الشفاء .
أما إذا لم يمتلك الشخص ذاته استجابة خلوية ذاتية فإنه لن يشفى ..
الأمر الداخلي إذا مرتبط بإرادة الإنسان ورغبته في الشفاء .
فإذا كانت تشكي من فقر دم ، قد يكون سببه فقدان الفرح وحب الحياة .. دائما نقول نعم ، ولكن ... وكي تشفى يجب أن تقنع نفسك بأن الكون مليء بالفرح وأن تهتم وتحب كل شيء .
اذا كان لديك ضعف بالنظر . قد يكون السبب انك لا تريد أن ترى ما يجري في حياتك ، تخاف المستقبل ولا تجابه الواقع .. وللشفاء من ذلك عليك أن تحاول أن ترى بوضوح ، وبعيون مليئة بالحب لكل ما تراه .
اذا كان لديك حساسية . السبب هو أنانية كاذبة ، كأن تحب نفسك عندما يكون الجميع حولك ... كي تتخلص من الحساسية عليك ان تعيش بسلام مع نفسك ، وتتيقن بأن الكون من حولك صديق وليس بعدو خادع .
الشيخوخة . سببها شعورك انك بنظر الناس كبير السن .... تقبل نفسك يا أخي كما هي ، وفي أي عمر كنت ، صغيرا أو كبيرا ..
الكوليستيرول . قد يكون سببه الخوف من الفرح .. حاول أن تعيش بسلام دون أن يتعكر هدوئك وسلامك الداخلي ..
القلب . قد يكون السبب فقدان الفرح .. عليك أن تتقبّل بفرح كل ما هو حياة ..
وجع الرأس . سببه خوف ، عدم طمأنينة، جرح بالمشاعر العاطفية .. عليك ان تكون بحالة سلام وأمان وحب
واسترخاء ، يجب أن تؤمن بأن كل شيء يسير على ما يرام ....
القلق . سببه خوف وتأنيب الضمير .. اترك النهار يا صديقي يذهب بامان ، نم بهدوء مع أمل بأن الغد يأتي بالخير .
ألم في الأرجل . سببه الخوف من المستقبل والسير إلى الأمام ... حاول ان تبقى مع الحق ،إمش مع الفرح وافهم ما يدور حولك بأمان ...
اليدان . السبب الخوف من الأفكار الجديدة .. حاول أن تتلقاها بحب وسهولة
إلخ ............ ................ ..........

د. رفاه السيد - د. جمان السيد

الأحد، يناير 23، 2011

رحلة العمر ..



هل لحياتك معنى ؟
هل تقوم بعمل تشعر وكأنك خلقت لأجله ؟
أم أنك فاقد الأمل ؟
هل حياتك مليئة بالحب ؟
مليئة بالعلاقات الإنسانية السعيدة ؟
أم أنك تعيش حياة مؤلمة وتعيسة ؟
هل حاولت الإختلاء بنفسك لتعرف مما انت مرهق في هذه الحياة ؟
هل أنت بحاجة لتجديد نشاطك وعقلك وروحك؟
هل يمكنك الإجابة عن هذه الأسئلة ؟
هل حاولت التعرف على طريق نفسك وذاتك ؟
هل حاولت أن تخطط لتلك الرحلة ؟ أم أنك بعيد ..
الصحراء واسعة وموحشة ..
لكن كيف تصل إلى واحة الأمل ؟

الانتظار الصعب ..


ما ميز نهاري هذا ..
هي أحاسيسي الغريبة .
فالحزن كان يضحك لي..
نور الصباح كان يشهد على دمعي ..
جدران منزلي كانت تتشاكى من حيرتي ..
نبضات قلبي المتسارعة ترهقني ..
كنت خائفا مما ينتظرني .
آآآه
كم وددت لو أتيحت لي الفرصة أن أبقى بسكينتي ..
أن أهمس ..
ولو بصوت خافت ..
أن أقول ......
أقول ما لم يقله أحد قبلي ..
لأحس بأن هناك وجه آخر ..
ربما لم يضمنا الواقع سويا .
لكن جمعتنا الأحاسيس الصادقة
فالأحلام باتت لحظات سعادة ...
وأنشودة حياة ...
مهما طال البعاد ..
ومهما طال الغياب ..
فالكلمات...
خرجت من سجن صمتي ..
بعد ان كان قلبي ينزف دموعه الجريحة ..
أعلم أني لن أجد منفذا له
كي تبقى صلاتي ..
لكنها باقية كفرحة عمر ..
كل يوم
وكل سنة
وإلى الأبد .

السبت، يناير 22، 2011

صباح فيروزي ..


للزمن أسراره ..
وللأقدار مشيئتها ..
بعيدا عن الظلال المرسومة ..
الشمس للبعض .. ليست سوى جرم .. !
مهمتها طرح الظلال ..
قد يكون باستطاعتنا خنق صوت الدفء ..
وحل أوتار القيثارة ..
ولكن ..
من ذا الذي يستطيع أن يأمر البلابل
ألا تغني ..
حين تستقبل يومك بفنجان من القهوة الفيروزية الخالدة ...
ترتشفها على الشرفة المطلة على عالم لازوردي رائع ..
وصوت فيروز الملائكي ينتشر في الفضاء ...

جاذبا من حوله كل ما هو جميل ..
من قلب ساعات الصباح الأولى ..

أقولها ..
صباحكم ..
صباح الخير .



طريق العمر ..



في زمن يمضي بنا ..
أحس وكأن القلوب تتفتت ..
كالأواني الفخارية على دروب الحياة .
طريق العمر يسير بنا ..
نوقّع على صفحاته ربيع الأغنيات ..
بتّ لا أحتمل المعادلة ..
قناديلي كلها أشعلها لأبصرك ..
والقلب يستعر بالجنون ..
ما عاد يحتمل البقاء في ثنايا الزمن
ألعين تدمع ..
والقلب يتأوه ..
والأنين ما زال يكابر .
نتلاعب بالكلمات ..
في زمن الإنتظار الصعب ..
أنتظرك ..
وأعيش مع دقات قلبي
أنتظر .

الجمعة، يناير 21، 2011

أقدار ...


إن خُيّرتُ أن أختار قدري ..
سأكون آخر من يختار .
ففي القلب ألف حكاية ..
وحكاياتي تنتظر مواسم الإزهار .
فالموت سبيلي ...
وإليه أحن وأتوق .
والإبحار إليه ليس اختيار ..
ولا أملك معه خَيار ..
فالزمن أرهقني ..
ومعه أصبحت أعرف معنى الإنكسار ..
ما فتئت أدمعي توقظني مع كل فجر ..
والأيام ككذبة ..
تغلفها الأقدار .

الخميس، يناير 20، 2011

ماذا ستكون لي ؟...



يأتي الليل ..

ويعانقني الحنين إلى كلمات تهمسها الشفاه في السكينة ..

الأنفاس تتماوج ..

أسمع هفيف أجنحتها المتماوجة ..

ماذا ستكون لي بعدما كانت نورا لعيني ..؟

وجناحًا لروحي ..

فالقلب لا يتغير مع الزمن ..

أباطلا نقف في وجه القمر ..؟!
سأفكر بك ..

سأترنم باسمك كما يترنم الغريب لوطنه ..

سأربض مع العصافير المحتمية من حرارة الشمس ..

سأنام حالما بالعوالم العلوية المتخفية في قلبي ..

ودونما مجهود ..

يمتد فرحي كصفاء واسع ..

فالقلب مقام لنور يسطع ..

مع ساعات فجري الأولى .



الثلاثاء، يناير 18، 2011

دموع ...



كلمات ..
تخلفت عن ركب المواسم ...
وحفنات من الرماد ...
تعاند قصص الرياح ..
دموع الطفولة تبكي جبن الرجولة ..
ونسير في منعطفات القصيدة ..
نصرخ ..
ويصرخون ...
لنُسمع العالم ..
والصراخ يبقى كلجة أغاني ..
لا تعيها سوى المراكب ..
فما نحن سوى قوافي لقصائد تنظمها الأقدار ...
يسجلها التاريخ في كتبه العتيقة ..
كيف نرقص رقصة الموت ..
بعد رفضنا للقافية ..
هل لنبقى نحن ...
القصيدة كلها ؟!



عالم الرموز ...



إن وعينا للطاقة الكونية ولكيفية تحركها من خلال هذا الكون ، وتأثرها بكل شيء ، يجعلنا نتعامل مع محيطنا بحب ، ويشعرنا بالحياة عبر هذه الطاقة .
نحن ومحيطنا شيء واحد ..
تحركه الطاقة ، ويتحرك كل شيء من خلالها .
فإذا طارت فراشة بشكل معين في مكان ما من الكرة الأرضية ، سيتأثر من هذه الحركة كل شيء في كل مكان من العالم .
الكل يؤثر ..
والكل يتأثر ..
ولكل حركة معنى أو تأثير ..
فإذا نظرنا إلى الوجود من هذا المنظار ، فإنه لا شك سنشعر بأهميتنا في الحياة ، وأهمية أي عمل أو حركة نقوم بها ، وقدرتها على تغيير مجرى الأمور .
كل تفكير أو نية أو قصد ، يغير في العالم اللامرئي الذي سيدخل في العالم المرئي .
كل شي يبدأ بالفكر ...
ثم بالإرادة والعزيمة والهمة او النية ...
ليدخل بعد ذلك في حيّز العالم المرئي .
هذا يكون إذا نظرنا لهذا الأمر بمنظار الزمن الأفقي الذي ينطلق من نقطة ويصل إلى أخرى ..
أما إذا نظرنا إليه بشكله الدائري ..
فإن كل هذه المور ستكون في زمن واحد .
فالفكرة بإسمها ومادتها موجودة في الوقت نفسه ولكن في عوالم مختلفة ومتتطابفة ..
إذ إن العالم اللامرئي والعالم الحسي والشعوري والمرئي والمادي ..
كلها تتعايش في نفس الزمان والمكان ..
ولكن في عوالم مختلفة .
الرمز في ذلك هو البذرة التي نزرعها فتصبح شجرة كبيرة ..
نعمل في ظلها ونقطف ثمارها ..
ثم يبدأ الزرع من جديد .
وعالم الرموز هو عالم حي ...
وكل رمز يحمل بداخله معنى وحكمة ..
وإذا سئلنا ما الذي سنستفيده من الرموز ؟
فالجواب هو سؤال أيضا :
وما الذي سنستفيده من بذرة الشجرة ...؟
فعندما نعمل بعدة رموز ..
فإننا سنحمل كل المعرفة ..
حيث من المستحيل حمل كل الكتب الإنسانية والمعرفية ..
لكن حمل رمز أو عدة رموز ممكن إذا عشنا تلك الرموز واعتبرناها حيّة فينا .

الاثنين، يناير 17، 2011

في علم الطاقة الكونية ..



عندما نبدأ بفهم ما في هذا الكون ..
سنعيش مع ما فيه في تناسق وتناغم ..
ونصبح كالبحر الذي يزداد مدّا عند اكتمال البدر
وتنحسر أمواجه عند اختفاء ضوء القمر .
ترى ما الذي يحرك المياه تجاذبا أو تناثرا مع حركات القمر ..؟
إنها الطاقة الموجودة في هذا الكون .

أية مادة لطيفة في هذا الكون ؟
إنها الطاقة .
واختلاف الطاقة بين المخلوقات جميعها هو المحرك لجميع تلك الأنشطة .
ومن هنا ابتدأ العلماء في دراسة تأثير طاقة النجوم والكواكب والأرض على طاقة الإنسان ، وحركته ، وميوله الشخصية والعاطفية ،
حتى على النواحي الصحية .
لسنا هنا في مجال الشعوذة والسحر والتنجيم ..
وعلم الطاقة وتاثيرها ليس له علاقة بعلم الغيب ..
لكن معرفة التوقعات الناتجة عن تأثير الطاقة الموجودة في الكون مثل توقع حالات الطقس وغيرها ..
ألا تلاحظون كيف أن طاقة النهار الصاعدة تمدّنا بالنشاط والقوة والعمل ؟
بينما طاقة الليل تعتبر انحدارية ، تجعلنا أميل إلى الهدوء والتسلية والنوم .
هذا ليس بتحليل نهائي لطاقات الكون ..
لكنه يكفي أن يكون دليلا على تأثير الطاقة على الإنسان .
إنه علم رائع .
فعلا ..
كم نحن بحاجة لأن نستفيد من هذا العلم في فهم الطاقة ..
كم نحن بحاجة لأن نطوّع هذا المفهوم ونسخره لخدمة قضايانا الصحية والإجتماعية ..
كم نحن بحاجة لأن نتفهم ميول الناس وطبائعهم ..
كم نحن بحاجة أن نسعى لأنسنة الإنسانية فينا ..
أين نحن من ذلك ؟؟؟؟

الأحد، يناير 16، 2011

نقد الذات وسيلة فاعلة في الإصلاح ..



يضيق كثير من الناس ذرعاً بالنقد الذي يوجه اليهم من قبل الاخرين في أشكاله وصوره المختلفة ويعتبرون ذلك نوعاً من التجني عليهم واعتداء على شخصيتهم وحريتهم وكرامتهم - ولا سيما اذا كانوا من الكبار - في حين ينبغي على المرء منا ان يكون موضوعياً في تقبله نقد الآخرين له فيتقبل منهم النقد الموضوعي البناء الذي يهدف الى البناء لا الهدم والاصلاح لا الافساد بينما من حقه ان يرفض النوع الاخر وهو النقد الهدام الذي يهدف الى تجريح الاخرين دون مراعاة لموضوعية النقد وسماته العلمية والخلقية التي ينبغي ان يتصف بها.
والتعود على تقبل النقد البناء الموضوعي من الاخرين سمة من اجل السمات الانسانية التي دعت اليها التربية الحديثة والتربية الاسلامية قبلها، فاذا نظرنا الى كتاب الله وسنة رسوله نجد الدعوة واضحة الى تقويم الذات ونقدها وتقويم الاخر ونقده بهدف الاصلاح، فكل الانبياء والرسل جاؤوا لنقد مجتمعاتهم واظهار ما بها من عيوب بهدف الاصلاح للنفس اولاً وللاخرين ثانياً سواء اكان هذا الاصلاح في الدين ام الدنيا فهما وجهان لعملة واحدة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا الى تقويم الذات ونقدها بين حين واخر فيقول لنا «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا..» ويدعونا الى تقبل تقويم ونقد الاخرين فيقول صلى الله عليه وسلم «المومن مراة اخيه..» والمراة دائماً تبين لصاحبها ما به من عيوب ومميزات بموضوعية وبدون تحيز.


(للتمة إضغط الرابط)

من قوانين العقل الباطن ..



أولاً : قانون التحكم والضبط :

أنت وحدك القادر على تغيير حياتك إلى الأفضل .. فالأخذ بالأسباب والتوكل على الله هو طريقك للوصول إلى ما تريد .. فإذا أردت السعادة والنجاح عليك أن تفهم قانون السببية فهماً عميقاً وتطبقه في حياتك اليومية .. فكل

ما يحدث في الكون له سبب يؤدي إلى حدوثه .. ولعله من المناسب هنا أن نستشهد بالقرآن الكريم في قصة ذي القرنين حيث قال تعالى : " إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيئ سببا فأتبع سببا " .. أي أن الله تعالى هيأ له الأسباب التي توصله إلى مقاصده من العلم والقدرة .. فلم يقعد عن الأخذ بها .. بل أخذ بالأسباب وحقق بفضل الله ماحقق .


يقول تريسي ( إن مقدار الضبط والتوجيه الذي نملكه يحدد مقدار صحتنا النفسية ، وشعورنا بعدم الاضطراب .. المطلوب منا أن نشعر بأن المقود بيدنا لا بيد غيرنا . أكثر الناس لا يأخذون بالأسباب وينتظرون أن يحدث لهم ما يشتهون ) .


لذا كن متيقناً بأنك مهما كنت تملك من معرفة وقدرة عقليه وطاقة عالية وحماس .. لكنك لم تأخذ بالأسباب وتضع تلك المعرفة موضع التنفيذ فلن تصل إلى ماتريد .. بل على العكس قد تكون تلك المعرفة سبباً في تعاستك وفي هذا يقول جيم رون في كتابه " 7 طرق للسعادة والرخاء " ( المعرفه بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل والإحباط ) .


فإذا أردت السعادة والنجاح حقاً عليك أن توقن أو أردت التغيير في حياتك إلى الأفضل .. عليك أن توقن أنك وحدك المسؤول عن ذلك وأن دفة القيادة بيدك لذا يجب عليك أن تأخذ بالأسباب التي توصلك إلى ما تريد .


ثانياً: قانون التوقع :


يقول هذا القانون : " إن مانتوقع حدوثه يصبح سبباً نحو ما توقعناه . " فإذا توقع المرء توقعاً قوياً أنه سيكون ناجحاً فإن هذا التوقع يسهم إسهاماً كبيراً في نجاحه .. فهو يحدّث نفسه بهذا النجاح .. ويفكر فيه دائماً .. ويحدث من حوله عنه مما يجعل فكرة النجاح تتمكن في نفسه .. وتوجه سلوكه ... وكذلك إذا توقع الإخفاق يوجه سلوكه اتجاه الإخفاق .


يقول الدكتور نورمان فينسين بيل في كتابة التفكير الإيجابي .


" إنه من الممكن أن نتوقع أحسن الأشياء لأنفسنا رغم الظروف السيئة ولكن الواقع المدهش هو أننا حين نبحث ونتوقع شيئا جيداً فإننا غالباً ما نجده !!"


وفي كتاب بهجة العمل قال دينيس وتلي " التوقعات السلبية ينتج عنها حظ سيئ "


يركز الأشخاص التعســاء على فشلهم ونقاط الضعف فيهم ، أمـا السعداء فإنهم يركزون على نقاط القوة فيهم وقدراتهم على الابتكار فمهما كانت توقعاتك سواء سلبية أو ايجابية فإنها ستحدد مصيرك ، وهناك حكمة تقول " نحن نتسبب في تكوين وتراكم حاجز الأتربة ثم نشكو من عدم القدرة على الرؤية "


فنحن نتوقع الفشل فعندما يحصل لنا الفشل نشكو ونندب حظنــا ... فإنك عندما تبرمج عقلك على توقعات إيجابية ستبدأ في طريقك لاستخدام حقيقة قدراتك ويكون في إمكانك أن تحقق أحلامك .


وفي كتاب العقل والجسد للدكتور مصطفى محمود قال " على مستوى النجاح نواجه ما نتوقعه "


والعقل الباطن لايفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة ولا يعقل الأشياء وهو يقوم بعمل ماتمليه أنت عليه فإذا قلت لنفسك " أنا أستطيع عمل ذلك " أو قلت لنفسك " أنا لا أستطيع " فإن ما تقوله لعقلك الباطن هو ما سيحدث فعلاً .


و ابتداء من اليوم ارتفع بتوقعاتك وكن دائماً متفائلاً ...


قالت هيلين كيلر " التفاؤل هو الأيمان الذي يقود للنجاح "


ولا ننسى الحديث الشريف الذي يقول " تفاءلوا بالخير تجدوه "


ثالثاً: قانون الجذب :


يقول هذا القانون : " الإنسان كالمغناطيس .. يجذب إليه الأشخاص والأحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره "


قانون الجذب يعتبر من أقوى السنن الكونية وينص هذا القانون على : أن الإنسان يجتذب الأحداث والأشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسية غير مرئية عن طريق عقله الباطن .


فالعقل الباطن هنا كالإيريال والرغبات داخله كالرسيفر (جهاز التحكم بالتلفاز) وأنت بعقلك الباطن ورغباتك الداخلية تجتذب الأشياء والأحداث الإيجابية والسلبية من حولك تماماً مثل الإيريال الذي يلتقط مئات الصور والأصوات من فوق سطح منزلك .. فعندما تفكر في الأشياء السلبية أو الأحداث السلبية فأنت تجتذبها اليك .. وكذلك عندما تفكر في الأحداث الإيجابية فإنك تجتذبها اليك ...


ويقف الشرع مؤيداً لهذا القانون ومن هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلّم عن ربّه في الحديث القدسي : " أنا عند حسن ظنّ عبدي بي ، فليظن بي ماشاء " . وفي هذا الحديث القدسي معنى مهم جداً يجب الوقوف عنده إذ يلمح بأن كل مايحصل للإنسان هو الذي جلبه لنفسه بظنّه ، كما في الآية القرآنية : " ما أصابك من مصيبة فمن نفسك " .


لذا انتبه !


فالأشخاص والأحداث السلبية والإيجابية تحوم حولك وأنت تجتذبها بأفكارك !! ففكر إيجابياً دائماً وأبداً قانون الجذب يعتبر من أقوى السنن الكونية وينص هذا القانون على : أن الإنسان يجتذب الأحداث والأشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسية غير مرئية عن طريق عقله الباطن .


رابعاً:قانون التركيز:


يقول هذا القانون : " إن مانفكر فيه تفكيراً مركزاً في عقلنا الواعي ينغرس ويندمج في خبرتنا "


فكما أن النبات يحتاج إلى الماء والسماد ليزداد انغراساً في الأرض .. فإن مانفكر فيه يحتاج للمتابعة لينغرس في عقلنا الباطن .. ويصبح جزءاً من سلوكنا .


خامساً: قانون التعويض :


إن العقل الواعي يستطيع أن يحتضن فكرة واحدة فقط في وقت واحد .. سواء كانت هذه الفكرة سلبية أم إيجابيه .. فإذا أردنا أن نكوّن مواقف إيجابية في حياتنا فعلينا أن نفكر بالأشياء والأحداث الإيجابية .. ونبتعد عن كل ماهو سلبي .


ويقول جيمس آلان : ( إن العقل كالحديقة ، إما أن تنموا فيه الأزهار الجميلة ، وإما الأعشاب الضارة ، لكننا ما لم نزرع عن قصد واختيار الأفكار النافعة في عقولنا ، فإن الأفكار السلبية الضارة ستنمو فيه ، فالحشائش والأعشاب الضارة تنمو في الحديقة وحدها ، ولا تحتاج إلى عناية ورعاية لتشبّ وتكبر ) .


إن الفكرة الإيجابية إذا دخلت وعي المرء تطرد الفكرة السلبية التي تقابلها .. والعقل لا يقبل الفراغ .. فإذا لم نملأه بالأفكار النافعة التي تفتح أمامنا آفاق التقدم والانطلاق .. فسوف يمتلئ بالأفكار السلبية التي تحول بيننا وبين تحقيق أحلامنا .


سادساً: قانون التكرار :


يقول المثل العربي : " التكرار يعلم الشطار " ويقول الإنجليزي : " التكرار أم المهارات " تكرار المواقف والكلمات يبرمج عقلك الباطن .. فإذا أردت اكتساب عادة جديدة .. أو إحلال عادة إيجابية محل أخرى سلبية .. فعلينا أن نفكر بها مرات ومرات حتى تصبح عادة عندنا .. كذلك قدرتك العملية كالقدرة على لعب التنس أو الكتابة على الآلة الكاتبة تبدأ بتعلم المهارة ثم تكرارها حتى تصبح عادة .


سابعاً : قانون الاسترخاء:


يقول هذا القانون : " إن بذل الجهد في الأعمال العقلية يهزم نفسه "


العقل الباطن يعمل مع الاسترخاء ولا يعمل مع الإجبار .. هل تذكر أنك حاولت أن تتذكر شيئاً ما وبذلت جهداً في ذلك لكنك لم تفلح .. وعندما استرخيت تذكرت ما كنت تبحث عنه .. لذلك ثق بأنك بالاسترخاء والهدوء ستصل إلى ما تحاول الوصول إليه .

( منقول ) ...

لحظات حزن ..



الكلمات التي نهمسها سرّا ...
ستصير علنية .
كل ما نفعله في السكينة ..
سيكون معلنا على ضوء النهار .
وما نحاول إخفاءه في ظلام الليل ..
سيتجسم في منعطفات الشوارع .
ماذا ستحمل دقائق الأثير القادمة ..؟
وأحاديث المدينة تتماوج في الآذان
لتبلغ كل المسامع .
لماذا تتساقط قطرات الدموع السخية من الأجفان ...
ولماذا ترتعش النفوس من الداخل ؟
أية عبرات عذبة نخنقها لتتصاعد كاللهاث من أعماق القلب .
إن دمعة واحدة تترقرق من وجهة طفل
لهي أشد تأثيرا على النفس ..
من كل الدموع المترعة على معابر الشك واليقين ..
ومن الأجساد الواهية ..
التي ستصبح شتاتا في الحياة.


السبت، يناير 15، 2011

سخرية الأقدار ..



هكذا ..
وبجرّة قلم ..
تُستنزف الكلمات..
وينزف الخيال بأفكار يجهضها الزمان ..
وتتقلب الأفكار ..
نستنشق جنون الكلمات والآراء ..
وتتبلل العيون بالدموع المالحة ..
لم نعد نشعر بكل الجمال الذي يحيط بنا ..
آآآآه ..
أي جنون ينتظرنا ..
هل هي هزيمتنا من الداخل ام الخارج ..
الصبر يعاتبنا ..
والألم الصامت في الأعماق ..
يستغل ذاكرتنا ..
ويطل علينا بقناع الود ..
أين نجلس ؟
متى سنستريح .. !!
أوجاع الضمائر تلاشت ..
والدهشات تتلاحق ..
كل شيء بالعمر أصبح فارغا ..
هل العمر يصلح ..
لأكثر من نهاية ...؟







الجمعة، يناير 14، 2011

شمس منتصف الليل ..



أتوه في عالم من النسيان ..
وحدها ..
شمس ليلي الأسود ..
تشع ّ..
حيث الحب ..
يعرب عن نفسه ..
دون غاية أو غرض .
وفي فرح الوجود ..
تنبعث الحياة على وتيرة الأزل .




أبعد من الكلمات..



نظرة واحدة ...

تكفي ما لا يمكن التعبير عنه ...

وبتأمل بسيط ...

ندرك سر الندى السماوي

الذي يرطب مشاعرنا .

وبحركة واحدة ...

يدور دولاب الزمن،

ويستمر .

وعلى قوس النظر الداخلي ..

لم يبق مني شيئا ليجيب .

حوار مع كمال جنبلاط



سؤال : تتكلم عن الإنسان كمطلق هل هذا هو السبب في عبارة ( ذاك – أنت – تكون )و التي يدعون الإنسان للتأمل فيها ؟ لكي يجعلوه يدرك أنه هو المطلق ؟

نعم لأن المطلق هو أنت و أنت المطلق دون أن تدري .

سؤال : كيف لي أن أعلم هذا ؟

لن تتعرفه من خلال العقل و التفكير المرتبك و لكن من خلال التطلع المباشر إلى الذات ( التأمل في أعماق الذات ) و بحدس مباشر و بمعونة معلم أو حكيم يساعدك على إدراك الحقيقة . عندها تعلم أنك هو المطلق و أن المطلق هو كل شيء و بهذا المعنى أنت و أنا واحد , بهذا المعنى قال يسوع ( أنا و أبي واحد ) .

سؤال : الآن تتكلم عن يسوع و من الصعب الاستيعاب أن كل إنسان قادر ( أو لديه القدرة ) على الوصول إلى هذا الإدراك ؟

كل إنسان لديه القدرة ليكون المسيح لأن كل إنسان هو مسيح في أعماق ذاته . قد لا يدرك هذا , و قد لا يعرفه أبداً أو قد يستغرق ذلك عدة أدوار أو أجيال من الولادة و الموت ( من خلال التقمص ) ليتوصل إلى هذه الحقيقة . و لكن الإنسان الحقيقي الأنا الجوهرية هي هناك موجودة و يوجد عندنا هذا الوهم الذي نسميه العالم المحسوس , هذا العالم الذي خلقناه بعقولنا , و حواسنا و عواطفنا سيسقط و الأنا الجوهرية الحقيقية ستقف ستظهر في النور الكامل الإشعاع ( التام الإشعاع ) .

سؤال : إذا يظهر أن هناك خسارة عظيمة للأرواح التي لم تحقق هذا الإدراك ؟

هذا ما قاله القديس بولس بوضوح : الأب ينتظر ظهور أبناء الله .

سؤال : و لماذا لم يظهروا حتى الآن ؟

لأن التعاليم الخفية ( أي ما كان خصوصياً ) و التي كانت أصل جميع التعاليم لم تصل إليهم .

سؤال : ماذا تعني بالتعاليم الخفية ؟

تعاليم الحكمة و المعرفة و من الضروري وجود المرشد و المعلم إذ بدون هذا المرشد لا توجد درب و لا طريق للحقيقة .

سؤال : يقال أنه إذا أردنا أن نسعى و أدركنا هذه الحقيقة المطلقة نصل إلى الفرح الخالص ( الصافي ) ؟

الفرح ( السعادة ) هو كنهنا طبيعتنا الحقيقية نحن نسعى ( ننجذب) نحو الأشياء السعيدة و حين نصل إليها نرى أن السعادة ليست فيها حقيقة إنما فينا نحن . لذا فالفرح هو في حقيقتنا نحن. قد يظهر كمرح و لذة و لكن الفرح ( السعادة) ليس مرتهنا بسبب ليس له سبب . إنه كالوجود نفسه . و الوجود لا سبب له إنه كالوعي . ليس له مسبب , ليست له بداية و لا نهاية . الفرح هو صميم وجودنا و هذا هو ثالوث التوحيد الحقيقي ( الوجود – الوعي – الفرح ( السعادة )هذه هي الحقيقة المطلقة ذاتها و بذاتها .

سؤال : إذا ما هو عالم الخلق ( أو المخلوقات ) ؟

العالم الظاهر الذي نراه بالحقيقة لا وجود له . كل هذه الأشكال قد خلقها عقلنا و علاقات الحواس و من جهة أخرى تفاعلات كل هذه العوامل . إذن فخصائص هذا العالم هي ذاتية ذهنية (شخصية ) و لا وجود لها بحد ذاتها . و بهذا المعنى أكون أنا خالق العالم الوهمي و أنا الذي أصنع هذه المخلوقات الذهنية .

و من الوجهة العلمية إذا أرجعنا كل شيء إلى مادته الأساسية نصل إلى فراغ مليء بكل الاحتمالات . إنه ليس العدم إنه شيء فوق الأسماء , يحتوي كل احتمالات الوجود . يستطيع العلماء القول إن هذا ما هو إلا الطاقة الصافية ( المحضة ) و إنها تظهر بشكل كميات و جزئيات و ذرات حتى حياتنا هي كم من الطاقة . و على هذا يستطيع العلماء القول أن الأشياء الظاهرة ليست حقيقية إطلاقاً و لكنهم لا يستطيعون القول ما هي الحقيقة النهائية لهذا الفراغ , هذا اللاشيء الذي يحتوي كل احتمالات الوجود .

سؤال : و ما هي الحقيقة النهائية ؟

المطلق , الوعي المحض , الأنا الجوهرية , كل شيء هو الوعي هو النور .

سؤال : من هذا المنطلق ما هي الغاية من حياة الإنسان ؟

غايتنا أن ندرك الحقيقة , ندرك حقيقة الضوء من خلال ظلمتنا فكل الخلق كما يقول القرآن( ظلام فوق ظلام ) حجاب كثيف يخفينا عن الحقيقة . و لكن عندما يتخلص الإنسان من ظلماته , عندما يزيل من نفسه الحجاب عن الحقيقة المطلقة فإنه يقف في النور حراً من ذاته , حراً من فرديته و من أي قيد أو علاقة في هذا العالم أو أية عوالم أخرى حراً من الألم من الموت . لأن الأنا الجوهرية بعكس الأنا الجسدية لا تولد و لا تموت و بهذا المعنى الموت تسمية خاطئة لأنه لا يوجد .

غايتنا أن نتحرر أن نصبح الفرح ذاته الوعي المحض النور الصافي .

سؤال : كيف عرفنا كيفية الوصول إلى الحقيقة ؟

طالما أنت على مستوى العالم المادي أنت بحاجة للدين للتأمل لليوغا و لكن عندما تصبح مستعداً فعلاً فأنتَ ستحتاج فقط لمعلم ( عارف أو مرشد ) لأن الوصول إلى هذه الحقيقة مستحيل بدون المساعدة المباشرة من معلم .

سؤال : ما هو التأمل و كيف يتأمل الإنسان ؟

للتأمل طريقتان : إما بالتركيز على ظاهرة عقلية ( فكرية ) مثل الله . المسيح الذين هم بذاتهم ظواهر عقلية أو بالاسترخاء العقلي و هذه هي الطريقة الأفضل فباسترخاء العقل الذي يمنعك بادئ الأمر من معرفة الحقيقة , ثم تخف أعمالك العقلية لدرجة يصبح لديك عقل بلا أفكار .

عندها تكون تتأمل لأنك تصبح لوحدك مع نفسك .

فأنت في هذه الحالة ( الأنا الجوهرية ) دون أي حجاب بينك و بين نفسك عندها تصل إلى مستوى الوعي المحض للمطلق .

سؤال : ما هي الطرق الأخرى للوصول إليه ؟

في الصوفية هناك طرق ( دروب ) مختلفة تقودك إليه . طريق العشق و التفاني في العبادة و هي طريقة تطهير تقودك عبر القلب إلى الأجواء القدسية . و هناك طريق أخر , اليوغا التي عبر التمارين و السيطرة على النفس ( التنفس ) و ترداد بعض الآيات تقودك لملاشاة النشاط الذهني . و الدين نفسه يهيء الأجواء إذ عندما تصلي تكون تركز تفكيرك على أشياء ذهنية . الدين يعطيك قوانين مثالية أخلاقية تلجم أنانيتك ( فرديتك) فتتطهر لأن الخطيئة الوحيدة الأساسية ( الأصلية ) هي خطيئة الأنانية . و لا توجد خطيئة أصلية غيرها .

و هكذا من خلال التأمل – الدين – التعبد و التفاني – والكارما يوغا أي الحياة و العمل في العالم دون اشتهاء أو حرص نصبح مستعدين و عندها تحتاج فقط إلى معلم ( عارف أو مرشد) ليعطينا المعرفة . المعرفة أو الحكمة هي الطلب الأخير لكل وجودنا و إنها المساعدة القصوى التي نحتاجها .

و ليس بإمكانك من خلال فكرك أن تفهم الحكمة من المعلم أو الحكيم لأنه في حضرة الحكيم يكون عقلك في حالة هدوء تام و كأنك في نوم عميق . لا تعي جسدك أبداً لكن المطلق في الحكيم يحاور المطلق فيك . و عندما يكتشف أحدهما الآخر يتحدان و يصبحان واحداً .

سؤال : كيف تصف الحكيم أو المعلم ( العارف أو المرشد ) ؟

عندما ترى الحكماء تدرك أنهم الله في لحم و دم . رؤيتهم تُظهر لك الألوهية فيك . إنهم أطهار تماماً بدون أية سحابة أو تحفظ إنهم لا شيء إلا عفوية محضة للوجود المحض .

سؤال : هل تستطيع وصف هذا الاختبار هذه الحقيقة المعرفة ؟

الحقيقة فوق الوصف بالكلمات أو التعابير الذهنية . و لا يمكن وضعها بمستوى هذا العالم إنها فوق العالم المخلوق هذا . عندما نعرف الحقيقة يختفي العالم , عندما تكون في الحقيقة تتحد بها كلياً فأنت الحقيقة و ليس لك إلا الحقيقة نفسها , المطلق ذاته بكل روعته وعي محض , وجود محض . كل العالم يصبح الحقيقة و هكذا كل الأشكال تختفي من العالم .

سؤال : إذا استطعنا الهبوط من هذه الأجواء العلوية للحظة كيف يؤثر كل هذا على عملك الوفير في السياسة مثلاً ؟


أولاً ليس عملاً وفيراً لأني لا أعمل كثيراً في السياسة . قد يظهر للمراقبين كذلك و لكن بالفعل أنا لا أصرف أكثر من نصف وقتي في هذا الحقل . نادراً ما أتكلم في السياسة بعد السابعة مساء و أنام باكراً و حتى الساعة التاسعة صباحاً من اليوم التالي لأعود لمتابعة أعمالي و استقبالي للناس.

و بما أنني غير مكترث و مسترخ فإنني أستطيع أن أعمل أكثر من أي سياسي أخر أو لربما أكثر من كل السياسيين مجتمعين . إذا اشتغلت بدون تعلق و هدوء و صفاء تعمل أفضل و تلقى نتائج أفضل . العمل هو علاقة بين ذاتك و بين الموضوع الذي تعمل عليه . فإذا نظرت إلى هذه العلاقة دون حرص دون أن تضع نفسك فيها ستقوم عندها بالعمل بذهن مستقر هادئ ( صاف) و بدون أي انغماس تحركه العاطفة ستعمل من أجل العمل ذاته لا من أجل منفعة تنشدها من ورائه . و العمل المنجز بكل موضوعية ينجز بشكل أفضل و تكون نتائجه أفضل .

سؤال : هل للقيم مكان في حقل السياسة ؟

نعم لها مكان لأن هذه القيم ولدت بالثنائية الموجودة في العالم هذه القيم هي وليدة مجتمعنا سياستنا و حياتنا الدينية هذه القيم لا توجد في المطلق إنها مرتبطة بتطور المجتمع و لكن الناس لم تعد تريد القيم تريد أن تتحرر . تتحرر من ماذا ؟ لا أعرف لكنهم إذا ما بدأوا البحث عن طريق للتحرر من ذواتهم الصغيرة فلربما سيجدون عندها أنه من الجدير بهم في هذه الحياة أن يناضلوا من أجل بعض القيم أيضا .

سؤال : في كتابك أدب الحياة أشرت لمتطلبات الإنسان المعنوية و الروحية و منها الموسيقى فما رأيك بموسيقى البوب ؟

لا أحبها أقولها بصراحة لأنها تفتقد إلى التناغم يجب أن يكون في الموسيقى تناغم ليعبر عن التناغم الموجود فينا .

الموسيقى المتناغمة تشعرك بالغبطة و الانشراح بينما موسيقى البوب لا تعطيك شيئاً . هذا هو انطباعي إنها نوع من الانحطاط الذي يسيطر على بعض الناس الذين بالحقيقة يعانون من تمزقاتهم في مجتمعهم و حضارتهم و يعبرون عن هذا التمزق بطريقتهم الخاصة .

سؤال : هل هذا تعبير عن معاناتهم ؟

بالتأكيد عندما تسمع موسيقى البوب ترى أن معظم هؤلاء الناس يعانون و لكن لا يعرفون من ماذا .

سؤال : ما هو في نظرك سبب هذه المعاناة ؟

إنهم لا يعرفون الحقيقة يريدون شيئاً ما خاصة و أن الدين لم يعد يتوجه إليهم بشيء .

سؤال : أتعتقد بأنه ضعف الدين أو ضعف الإيمان بالدين ؟

نعم إنه ضعف الدين و ضعف الأخلاق أيضا .. لقد أصبحوا غرباء خاصة و أن النظام التربوي قد أصبح دنيوياً بصورة كبيرة و العلم كذلك . إن هو لم يستوعب جيداً لا بد و أن يوقعهم في مزيد من الضياع . إنها لأشبه بالجحيم ذلك العالم الذي يندفعون فيه . تلك هي الخصائص التي يدعوها الهندوسيون الدور الأخير من الأدوار الأربعة و الذي يسيطر فيه العنف و الجنس باعتبارهما تعبيرين عن رغبة التدمير .

سؤال : ما هي رؤية الهندوسيين للإنسان ؟

رؤيتهم متعلقة بشكل مباشر بكيفية رؤيتهم لله أو المطلق أو البرهمان .

المطلق موجود في كل مخلوق و ليس موجوداً فقط بل هو كل مخلوق هو كل شيء و كل شيء هو . إنه الإنسان , الإنسان الحقيقي أو الأنا الجوهرية هي المطلق هي الله . و لكن الناس لا يدركون هذا بالنسبة لهم و لتفكيرهم الإنسان هو فرد هو نفس و عقل حواس و عواطف . و هو مختلف عن الله الذي خلقه . هذه الثنائية على أي حال ليست موجودة في الحقيقة و عندما يدرك الإنسان هذا يكون قد استنار بما يسميه المسيحيون (الروح القدس ) أو العقل الأرفع .

سؤال : قلت أنه الدور الخير قبل ماذا ؟

قبل انتهاء الذروة و قبل مجيء الإنسان الذي سيعيد الانتظام و حكم الشريعة لأنه سيكون عنده تفهم و وعي روحي لما يجب عمله . و كما كان يقول كريشنا ( عندما لا يعود الدين مطاعاً و لا تحترم القيم أنا نفسي سأتجسد من جديد و بتجل جديد لكي أشير إلى الطريق )