الخميس، أغسطس 26، 2010

أبعد من الخيال ...


لقد تعين على علم الطبيعة الحديث ، أن يقترض من الفلسفة مبدأ عدم هلاك الحركة
وحركة المادة ليس المقصود بها الحركة الآلية ، ولا التبدل المكاني وحسب ..
بل هي الحرارة والنور ، والتوتر الكهربائي والمغناطيسي ، التركيب والتفكك الكيميائي ، الحياة ، وأخيرا الوعي .
ففي مستوى مراقبة الهباء ...
نعلم أن الفولاذ سرعة اهتزازه ثمانية آلاف مليار ذبذبة في الثانية الواحدة تقريبا .
الالماس وهو رمز القساوة والجمود ، تتذبذب 39 ألف مليون ذبذبة في الثانية تقريبا .
إن عدد ذبذبات جميع الأجسام معروف . فعندما ترتفع حرارة الأجسام تزداد سرعة تذبذباتها ، وتزداد مساحاتها بما يُعرف بحالة التمدد .
فسرعة الكهيربات الكويكبية لمختلف الأجسام تدور حول النواة المركزية بمقدار مائتي الف من مليارات الدورات في الثانية الواحدة . وهذه الأرقام تُعبّر عن شدة احتدام الحركة المستمرة .
وإذا ما تعمقنا في صميم النواة الذرية سوف نشاهد احتدام حركة أشد وأعظم بكثير .. ويصبح المشهد مذهلا للغاية .
ففي أصغر حبة رمل تتذبذب الهباءات مليارات الدورات الالكترونية حول كل نواة .
كما أنه يجب أن نضيف إلى ذلك الحركات الهائلة لمليارات المليارات ، المبادلات القائمة والحاصلة بين البروتونات والنيترونات والبيونات في قلب النواة .



لكن ليس ذلك نهاية المطاف ..!

ففوق تراكم الحركات المدهشة والرائعة التي تمت الاشارة إليها هو ذلك الإنصهار القوي والتداخل والاشتراك الكوني عن وجود وقيام وفعل وتأثير وحضور لكل جزء ذرّي حتى حدود الكون البعيدة الأخيرة .

نحن لا يمكننا نسيان ما فينا من أعضاء وأغشية وأوردة وشرايين وسوائل وأجهزة حسية وحركة وإفرازات وسواها ، فكل ذلك مكوّنٌ من هذه الذرات والجزئيات والطاقات الكهربائية ذاتها .

فنحن جزء من هذا العالم المادي ، ونسيان ذلك هو ضلال عن الحقيقة .

والحقيقة ... وبضمن السياق لموضوعنا ندرك أننا نفكر بمادة هذا الكون ، ونشعر بمادته ، ونبصر بمادته ..

والعوالم المادية والنفسية تبدو أكثر فأكثر واحدة في جوهرها ..


جوهرها الكون منه هو واحد ..

وهو ذاته .



الجمعة، أغسطس 13، 2010

بداية ونهاية ...


نحن لا نعرف شيئا عن وجود الله ...

وجودي الذاتي هو الأكيد ..

الجسد .. الكينونة ...الجوهر .. هو فكرة حقيقية .. وهي ذاتها

لا يمكن فصل الفكر عن التفكير ..

فهي الفاعل الباعث لجميع التغييرات .

المادية وحدها تشكل غرض الادراك والمعرفة

فما كان يسميه هيراقليطس أحيانا الواحد الأحد

وطورا ألكل

وتارة أخرى الإلهي أو الألوهة

وطورا الدائرة

هي البداية والنهاية

تترابط وتترافق .

العقل هو الذي يقود جميع الأشياء من خلال الكل ..

هو النور الداخلي ..

هو المشعل الذي يضيء في الظامة

عندما ينطفىء نور العيون .


الثلاثاء، أغسطس 10، 2010

جنون البشر ...


هناك جدلية قائمة ومستمرة بين الإنسان والطبيعة كمظهر للكون ..

أو بينه وبين هذا الكون بوصفه مظهرا للطبيعة أيضا .

ومن خلال الاستقطاب القائم ، والوحدة الجدلية بينهما ..

تنشأ العلاقات الفكرية والحسية والشعورية ...

وبمجرد الشعور أو الإحساس بهذه الوحدة الجوهرية القائمة .

تبرز التصورات والمشاعر والتأملات .

وهذه الظاهرة ترافقنا منذ مرحلة الإبداع الأولى ..

منذ الوجود الأول ..

وتلازمنا معه مدى الأزل في ديمومته وصيرورته ..

الوحدة العضوية لكل الكائنات هي الوعي ..

فما بالنا...!

ونحن المؤتمنين على ديمومة هذا التناغم ..

استمراريتنا من خلاله ..

سعادتنا بتوازن هذا التناغم
نجاحنا وتطورنا مرتبط به

وبه نحقق ذواتنا .

هل هذا ما نقوم به ونعمل لأجله الآن ؟ ... !

الجمعة، أغسطس 06، 2010

تلاشي الظلال ...



الحقيقة ..

هي فيما يتعدى الكلمات والحروف ...

وقد تتعدى حدود التصورات الفكرية أيضا حيث لا يمكن جعلها بالمستوى المادي .

قد تتجاوز عالم الكينونة ...

فعندما نعرف الحقيقة وندركها كما يقول بعض الحكماء ..

لن يعود هناك عالم أو مادة

عندها ندرك الحقيقة

ونتحد بها ..

فنصبح وإياها حقيقة واحدة .

إنه المطلق بجلاله ..

الوعي الصافي ، والوجود النقي

آنذاك ...

تتلاشى كل الدنيا ...

وتغيب كل أشكالها ومظاهرها .

الخميس، أغسطس 05، 2010

في مجرى الزمان ...



الإنسان في حقيقته لا يموت ،
لأن ما من شيء في الطبيعة يضمحل ويزول ..
حتى الجماد ، والمعدن ..
حتى الجزئيات الصغيرة من الذرّة .
ألزوال مستحيل …
هل يُعقل أن يصبح الشيء لا شيء ؟
كلا ..
لأن العدم هو غير موجود .
إن كل ما يحدث فينا وحولنا وفي جسدنا هو تغيّر وتبّدل مستمر ..
وتحول من حال إلى حال .
فالموت غير موجود بالنسبة للحياة ..
الموت عكس الولادة ..
لكنه ليس نقيض الحياة ..
لأننا في كل برهة صغيرة من وجودنا في هذا الجسد نحيا ونموت .
مليارات الخلايا تموت في جسدنا ، وتولد مليارات من هذه الخلايا لتقوم مقامها ..
فنحن أبدا و دائما في فعل الموت والحياة نحيا .
فإذا ما جاء الأجل على قوى التوليد والإنبعاث ،
فسوف ينحلّ الجسد ..
وتكون قوى التهديم فينا قد سيطرت نهائيا على الجسد بعد أن تفارقه الحياة ..
ويتحول إلى العناصر المادية التي كان يتكون منها …
أي عناصر الغذاء طوال حياة هذا الجثمان .
أما الحياة بحد ذاتها .
فهي أزلية ، أبدية ، لا تعرف الموت ..
إنها كالوجود ذاته ..
فهل الوجود يمكن أن يُصبح غير موجود ؟
مستحيل .
لأنه كما أنه ما من شيء موجود يخرج من العدم ..
كذلك ما من شيء ..
يعود إلى العدم .