الخميس، أغسطس 05، 2010

في مجرى الزمان ...



الإنسان في حقيقته لا يموت ،
لأن ما من شيء في الطبيعة يضمحل ويزول ..
حتى الجماد ، والمعدن ..
حتى الجزئيات الصغيرة من الذرّة .
ألزوال مستحيل …
هل يُعقل أن يصبح الشيء لا شيء ؟
كلا ..
لأن العدم هو غير موجود .
إن كل ما يحدث فينا وحولنا وفي جسدنا هو تغيّر وتبّدل مستمر ..
وتحول من حال إلى حال .
فالموت غير موجود بالنسبة للحياة ..
الموت عكس الولادة ..
لكنه ليس نقيض الحياة ..
لأننا في كل برهة صغيرة من وجودنا في هذا الجسد نحيا ونموت .
مليارات الخلايا تموت في جسدنا ، وتولد مليارات من هذه الخلايا لتقوم مقامها ..
فنحن أبدا و دائما في فعل الموت والحياة نحيا .
فإذا ما جاء الأجل على قوى التوليد والإنبعاث ،
فسوف ينحلّ الجسد ..
وتكون قوى التهديم فينا قد سيطرت نهائيا على الجسد بعد أن تفارقه الحياة ..
ويتحول إلى العناصر المادية التي كان يتكون منها …
أي عناصر الغذاء طوال حياة هذا الجثمان .
أما الحياة بحد ذاتها .
فهي أزلية ، أبدية ، لا تعرف الموت ..
إنها كالوجود ذاته ..
فهل الوجود يمكن أن يُصبح غير موجود ؟
مستحيل .
لأنه كما أنه ما من شيء موجود يخرج من العدم ..
كذلك ما من شيء ..
يعود إلى العدم .





ليست هناك تعليقات: