مثل ذلك كمثل من يريد أن ينتحر ليتخلص من جسمه ..!
مسكين من يتصور ذلك ..
لأن الشيء الذي فيه ، لا يمكن أن يفارقه على الإطلاق ..
بإمكاننا كسر صورة الإبريق ..
لكن الإبريق يبقى موجودا في الطين .
هذه المدونة تحتوي على ما تتضمنه الروح من عواطف وأفكار وتفاعلات وما تنشده النفس خلاصا لها . منها المقتبس من علوم المعرفة البيضاء أو سواها ومنها المنقول من مصادر مختلفة ومنها المحرر الذي لا يدرك أسرارها إلا من أختبرها ، وذلك تعميما للمعرفة لطالبيها . ملاحظة : المدونة مرفقة برابط موسيقى رومانسية هادئة لا تسمع إلا من خلال الكمبيوتر
الإنسان في حقيقته لا يموت ،
لأن ما من شيء في الطبيعة يضمحل ويزول ..
حتى الجماد ، والمعدن ..
حتى الجزئيات الصغيرة من الذرّة .
ألزوال مستحيل …
هل يُعقل أن يصبح الشيء لا شيء ؟
كلا ..
لأن العدم هو غير موجود .
إن كل ما يحدث فينا وحولنا وفي جسدنا هو تغيّر وتبّدل مستمر ..
وتحول من حال إلى حال .
فالموت غير موجود بالنسبة للحياة ..
الموت عكس الولادة ..
لكنه ليس نقيض الحياة ..
لأننا في كل برهة صغيرة من وجودنا في هذا الجسد نحيا ونموت .
مليارات الخلايا تموت في جسدنا ، وتولد مليارات من هذه الخلايا لتقوم مقامها ..
فنحن أبدا و دائما في فعل الموت والحياة نحيا .
فإذا ما جاء الأجل على قوى التوليد والإنبعاث ،
فسوف ينحلّ الجسد ..
وتكون قوى التهديم فينا قد سيطرت نهائيا على الجسد بعد أن تفارقه الحياة ..
ويتحول إلى العناصر المادية التي كان يتكون منها …
أي عناصر الغذاء طوال حياة هذا الجثمان .
أما الحياة بحد ذاتها ..
فهي أزلية ، أبدية ، لا تعرف الموت ..
إنها كالوجود ذاته ..
فهل الوجود يمكن أن يُصبح غير موجود ؟
مستحيل .
لأنه كما أنه ما من شيء موجود يخرج من العدم ..
كذلك ما من شيء ..
يعود إلى العدم .
أن الألم هو ذلك المغص الذي يفسد هناء الانسان وسعادته ..
لكن الانسان ...
لا يدرك انه هو الذي يسبب الألم لنفسه ...
الالم هو بفقدان ذبذبات الصحة والنشاط .
الظلام ليس له وجود بحد ذاته ...
بل هو غياب النور ..
كذلك الالم ...
ليس حقيقة او كيانا مستقلا ...
بل غياب ذبذبات الصحة والعافية .
اذا أردنا استبدال الظلام بالنور ...
فلن نستطيع الامساك بالظلام لنرميه خارجا لوضع النور مكانه
لأن الظلام لا وجود له اصلا ...
عند تسليط النور حيث الظلام ...
فيختفي الأخير ويحل النور مكانه ...
كذلك فلا وجود فعلي للألم ..
لذلك ...
ولكي نستأصله...
يجب توجيه ذبذبات الصحة والوعي الى حيث يكمن الألم لتحل محله الصحة .
كغريب ...
يجد ضالته معكم ..
في كل صباح ..
ومع كل غروب شمس .
نغماتكم توقفني بخشوع ..
تقترب الأرواح من النور ..
والقلوب ترتعش كشعلة بيضاء ..
تصعد هادئة في وجه الريح .
كل زيارة ...
تبين لي معنىً جديدا !
وأشعر بأيدٍ خفية تجتذبني إليكم .
هل هو سر علوي ...؟
أم هي أسرار الروح ..؟
حتى أصبحتم كتابا أقرأه كل يوم ..
أقرأ سطوره
أستظهر آياته ..
أترنم بنغماته
ولكني ...
لا أستطيع الوصول إلى نهايته !
أيام تمضي كالأشباح ...
تضمحل كالضباب ...
ولم يبق لي ... سوى الذكريات الأليمة !
فالعين التي أرى بها جمال الربيع ويقظة الحقول ...
لم تحدق إلى غضب العواصف ، ويأس الشتاء ..
والأذن التي أسمع بها أغنية الأمواج ..
لا تصغي لغير أنين الأعماق ..
وعويل الهاوية ...
والنفس التي تقف متهيبة ...
أمام نشاط البشر ، ومجد العمران ..
لم عد أشعر بغير شقاء الفقر وتعاسة الساقطين ...
فما احلى أيام الفرح ...
وما أعذب أحلامه .
وما امر ليالي الحزن...
وما أكثر مخاوفها ؟ !
وحيدا .. أجلس صامتا في أعماق الليل ...
والقلب ...
يتأوه بين الفينة والأخرى ...
نبضات القلب تتسارع ...
وتتمايل كامواج البحر .
بين الصعود والهبوط ..
غدا قد تصير الحقيقة خيالا ...
واليقظة حلما ..
فهل يكتفي المشتاق بعناق الخيال ...!!
ويرتوي الظمآن من جدول الأحلام ؟