الأربعاء، يونيو 20، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 12

الحديث  الخامس  للمتحرر كريشنامينيون
التاريخ - 1 كانون الثاني 1953
المعلم : يتحدث عن الفرح ويذكر كيف أنه داخلي بمعنى أنه هدوء للفكر وركون فيه . وليس هو خارجي يتم في طلب الأشياء والحصول عليها .
ثم يرد ذكر الحالات الثلاثة وتألق الوعي فيها وأن هذا التألق دائم ومستمر.
ثم يحدث عن المعرفة .. وأنها ملازمة لجميع نشاطات الإنسان ثم عن الوعي وكيف أن الفرح والمعرفة والوعي هي شيء واحد ويذكر كيف أن الوعي هو نور بذاته .
وعن الزهد يقول المعلم أنه لا يكون بترك الأشياء إنما يكون بعدم التعلق بالأشياء ..
يشير المعلم إلى أن تأمل اليوغي ، يختلف عن تأمل العارف .
فالأول ينزعج من الصوت عند التأمل ويتحاشاه ...
أما الثاني فيرحب به لاعتقاده بأن الصوت يدلّه على ذاته ويعيده إليها بحيث تكون هي الشاهد  .


الحديث السادس
التاريخ - الجمعة في 2 كانون الثاني 1953
الموضوع - العالم الخارجي أو الصور الحسية ومن ثم الأفكار 
أظهر المعلم كيف أن الأولى خاضعة للمكان وللزمان . أما الأفكار فخاضعة للزمان فقط .
وإذا تجرد الشيء من الحيّز ، من المكان ، بطل .
وإن خضع الفكر للمكان بطل كذلك ، وأن المهم في هذا البحث النظر إلى القضية من جهة المدرك إلى subeject
ثم يقرر بأن الأفكار في الحقيقة لا وجود لها ...
لا فكر هناك على الإطلاق أي بمعنى لا وجود حقيقي للفكر ...
وهنا يرد التساؤل عن المدرك قبل بروز الفكرة ، ويأتي التلميح إلى الوعي الموجود ، الدائم الوجود ، الساطع التألق بين الفكرة والفكرة ، الشاهد على تعاقب الأفكار وتلاشيها
فيقرر المعلم  بأن الفكرة تنمو في الوعي وتقيم به وتزول فيه ،
وعليه عندما يتوجه الفكر إلى  الخارج  نسميه فكرا .
وعندما يتوجه للداخل يكون الوعي ذاته  ، وفي الحالين أنا الوعي المحض على الدوام ، أنا الحقيقة .
ويسوق المعلم هنا مثال النقش على الصخر ليدل على مستويات أربعة عند الإستشراف ..
وأن هذا هو المعراج الحقيقي .
وأن السالك هو في عروج دائم .
بالنسبة للعالم المادي ، يرى السالك أول ما يرى الأشياء المادية إذ تبين لها أن للمادة أشكالا وأصواتا وما شاكل من صور حسية .
هذا هو المستوى الأول ومثله مثل من يرى النقش ولا يلحظ الصخر
وفي المستوى الثاني ، يختلط على الإنسان الأمر فيحتار بين النقش وبين الصخر فيبدأ الشك ، ومع الشك يبدأ الطالب فيتصل بالمعلم الغورو أو الهادي ،
ويستفيد من الإتصال إذ ينقله إلى المستوى الثالث حيث يدرك أن للأشياء وجود مرتبط بالوعي غير مستقل عنه تماما كما يدرك أن النقش غير قائم بذاته ولا مستقل عن الصخر بل أنه مصنوع منه .
وعندما يصبح الصخر كالنقش غير قائم بذاته وغير مستقل عن الوعي يكون في المستوى الرابع .
وفي هذا الحال يستقر بالوعي
ويترك ما عداه
ويدرك أن الوعي وحده قائم بذاته ..
وما عداه مستمد وجوده منه أي من الوعي ، من النور .

الثلاثاء، يونيو 19، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 11

الحديث الثاني للمتحرر كريشنامينيون

التاريخ - الأثنين 29 كانون الأول 1952

ذكر المعلم كيف تبقى الأديان عند حاجز الفكر ، أما الفيدانتا فتتعدى ذلك وأنه بإمكان الإنسان أن يكون مسيحي ، هندوسي ، مسلم ، وأن يمارس بالوقت نفسه تعاليم اليوغا .
ثم عندما ورد إسم شري رامانا مهاريشي قال المعلم عنه أنه متحرر ، وأن تعاليمهما واحدة ، إنما المهاريشي يسلك بعض الأحيان طريق التأمل وأن المعلم يلجأ إلى الطريق المباشر .
كما أتى على ذكر راما كريشنا باراما فقال عنه أنه طلب الحقيقة من عدة سبل مختلفة ومتنوعة وأنه كان متعبدا Bahakta  وعارف
Jnani  ويوغي Yogi  وأنه متحرر وأن تلميذه فيفكانندا متحرر أيضا .


الحديث الثالث :

التاريخ - الثلاثاء 30 كانون الأول 1952
الموضوع : الله
قال المعلم إننا لا ندركه بحواس ولا بفكر (1)
وهنا يرد مثال الحالات الثلاث : اليقظة والحلم والنوم للدلالة على أن الأنا الجوهرية القائمة في الحالات الثلاث ، والتي لا تتبدل ولا تتغير والتي صفاتها من صفات الله الذي نسأل عنه .(2)

الحديث الرابع للمعلم كريشنامينيون
التاريخ - الأربعاء 31 كانون الأول 1952
ينقل المعلم على لسان شري شنكارا أتشاريا بعض ما ورد في كتبه من أن هنالك ثلاثة أجسام :
1- الجسم الكثيف
2- الجسم اللطيف
3- الجسم السببي
وعلبينا أن نتعدى هذه الجسوم الثلاث لنصل إلى الحقيقة ، الأصل والمصدر .
حتى حالة النوم يعتريها الجهل .
وعلينا أن نتعداها أيضا إلى المطلق .
كمال يسأل عن إصلاح المجتمع باتباع التعاليم الفيدانتية وكيف أن النخبة ترتفع بلآخرين إلى المستويات اللائقة  .


1- لا  يدرك اللطيف إلا بمادة من اللطافة على حد تعبير الموحدين
2- لاحظ هذا  هو الله وليس آله الآلهة " بارخذاى" بالفارسية والباري عند الموحدين


الاثنين، يونيو 18، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 10

الرحلة الثانية إلى الهند 


الحديث الأول للمتحرر كريشنامينيون 
التاريخ - 20 كانون الأول 1952  (1)


كانت الرحلة في أعقاب الإنقلاب في لبنان ، والوفد كان في طريقه إلى بورما  لحضور مؤتمر الإشتراكية الآسيوية .
إعتبر جنبلاط نفسه هذه المرة من التلامذة القدماء ، وكان معهم من التلامذة الجدد بول برنتون  . 
وفي أول الحديث قال أحد الموجودين معقبا غعلى روحانية كمال جنبلاط بأن العديد من الزعماء الإشتراكيين في الهند هم من الروحانيين ، وأن رئيس الحزب الإشتراكي الهندي الراحل هو رجل روحاني أيضا .
المعلم : يلمّح للأمور التالية :
الحضارة الحقيقية هي التي تجعل الإنسان حرّا يشعر بالحرية وهي للناظر إلى الأشياء وليست في الأشياء .
والحضارة والمدنية هي وسيلة للإرشاد ، وليست غاية . 
وأن القائد السياسي يساعد الجماهير بالقدوة والمثال وليس بخدمات يسديها للناس . بوذا والمسيح وغاندي فعلا ذلك .
وأن الإنسان لا يستطيع أن يبدل العالم ، بل يستطيع أن يبدل نفسه .
عندما سأل عن سبب الخلق ، أجابه المعلم أن في حالة اليقظة العادية فقط يسأل الإنسان لماذا ومتى وأين ؟ لأن هذه الحالة فقط توجد السببية ، أما عندما نرتفع إلى اليقظة الحقيقية ينتفي معها السبب والأسباب .
السببية لا توجد إلى في التنوع الظاهر وهي مرتبطة بالزمان والمكان .
وأن العمل السياسي والعمل الإجتماعي جيد وضروري إنما بغير تطلع إلى مجد ، إلى ربح أو لذة شخصية .
عندها تجد أن العمل يحرر ولا يقيّد 
وأن اليوغي هو الذي يهتم ويتحتم عليه الإهتمام بطهارة الجسد وبطهارة الفكر .
أما العارف ، وقد تعدّى الجسد والفكر لا تعود تعنيه هذه التطلعات ، بل تطلعه ينبغي أن يكون دائما إلى الإستقرار بالذات الجوهرية ، حقيقته ، أصله ومعنى وجوده .
وهنا يرد قصة الرجل الذي عضه كلب مجنون ، وخيّل لهذا الرجل أن ذيلا قد زيد عليه وأخذ يقيس هذا الذيل .


1- رافقته في هذه الرحلة زوجته السيدة مي ويقول أن المعلم قد اهتم بها بصورة خاصة وعرفها قبل أن يعرّف جنبلاط بها .

الأحد، يونيو 17، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 9

الحديث التاسع للمعلم كريشنامينيون 

التاريخ  30  كانون الثاني 1952
كمال يسأل عن الخير والشر في مفهوم الفيدانتا ؟
المعلم : الأنا الجوهرية تتعدى الخير والشر . إن الخير والشر ينحصران في نطاق العالم الظاهر ، وإنهما ممزوجان .
فلا عمل يكون خيرا محض ولا شر يكون شرا محض ..
فقد يغلب في العمل الواحد الخير على الشر ، وقد يكون العكس .
إلا أننا نستطيع أن نقول أن الخير هو كل ما يحمل على تلاشي الأنا الظاهرة الـ "Ego" وعدم انتفاخه ، والشر هو كل ما يسبب هذا الإنتفاخ ..
والمتحرر ، يتعدى الخير والشر ، فلا تعود تؤثر فيه نتائج الأعمال بحيث يبقى الشاهد عليها لا أكثر 
كمال : يسأل عن نظرية التطور 
المعلم : إن نظرية التطور كما شرحها المعلم من وجهة الفيدانتا لا تتنافى مع ما توصل إليه العلم الحديث. 
ثم أوضح  كيف أن التطور لا يكون بغير استبطان ...
التطور تفتّح ، وظهور لشيء له وجود سابق إذ من أين يتم للذي لم يكن موجودا في الأصل من التواجد فيما بعد .
كمال : ما موقف المتحرر من أمور تجره  إليها الدولة . كثيرا ما تسوق السلطة الشعب إلى الإقتتال وهذا الشيء نريد أن نمنعه 
نريد أن نمنع الحروب لكي نخلق رأيا عاما يخالف مبدأ الحرب أي قتل الإنسان لأخيه الإنسان ، إن هذا يلزمنا الوقوف في وجه السلطة .
المعلم : علينا أن نعمل دائما كل ما نراه صحيحا وأن نكون شجعانا وأقوياء  . وإن انساق المحق إلى الإقتتال دفاعا عن حق ، فلا يتراءى له أن يقتل أحدا ، لأنه لا يستطيع ان يفعل ذلك .

في 10 كانون الأول 1951 وهو اليوم الأخير من أيام إقامة كمال جنبلاط في تريفندروم ، أتوا مبكرين ، ولم تمنعهم من ذلك زيارتهم لمكتب الحزب الإشتراكي الذي مروا به لتوديع رجالاته ..
كمال في هذه المقابلة تباحث في بعض أمور خاصة ، يقول أنه سأل المعلم 
أولا فيما يتعلق بالقضية الخاصة التي  بدرت له في الليلة الثانية من إقامته في تريفندروم بعد أن رأى المعلم (1) وقابله 
ثانيا فيما يتعلق بقضية السوامي فيجايانندا (2) ويقول أنه حصل على الإجابة المطلوبة للسؤالين .

1- يبدو أن أمرا هاما حصل مما أثر في مجرى حياة جنبلاط أثر مقابلة الحكيم .
2- يبدو أن علاقته بالسوامي فيجايانندا قد تركت هي الأخرى أثرا في حياة جنبلاط ومسلكه الروحاني .


















السبت، يونيو 16، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 8

الحديث السابع - كريشنامينيون 
التحرر 
التاريخ - 28 تشرين الثاني 1951 
كمال بدا متأثرا بالغ التأثر من محبة معلمه له وتعاطفه معه واهتمامه به وانشراحه بسبب تمديد إقامة كمال ورفاقه في تريفندروم ثلاثة أيام بدل مغادرتهم اياها في ذلك اليوم ويسأل عن حقيقة العواطف التالية :" الغضب - الألم - الكره ".
المعلم يجيب بأن السعادة ليست عاطفة بل هي الأنا الجوهرية ، وكل ما يعزف المرء عن الإستقرار بها يتسبب بإثارة العواطف .
وكلها تبدو وتزول ، أما الأنا الجوهرية تبقى وتدوم ، وعليه تكون  سعادنها دائمة ، لا يعتريها فناء ولا زوال ، العواطف من أعمال الفكر تبدأ بهوتزول بزواله .
كمال يسأل عن الموت ويستوضح عن الشبه بينه وبين النوم العميق ؟
المعلم يجيب بأن الموت شبيه بالنوم العميق ، والأنا الجوهرية وحدها تبقى في الحالين ، تدوم وتشع بمجدها الذاتي 
كمال يستوضح كلمة AUM؟
المعلم : للكلمة رمزان أو معنيان وهي كلمة مانترا للتأمل المفضي إلى التحرر .
الأول : ترمز إلىالحالات الثلاث وكذلك إلى الحالة الرابعة Nitrikalpa Samadhi  أو Turiya حالة التحرر 
الـ A ترمز إلى حالة اليقظة . الـ U  ترمز إلى حالة الحلم ، والـ M ترمز إلى حالة النوم العميق .
أما الصوت الخافت النقط الذي يبدو أنه امتداد للميم يرمز إلى الحالة الرابعة  الـ " Atman "
ومعناه أن الكلمة تعني أن جميع الحالت تنتهي في حالة " الأتمان " التي تتعدى الحالات الثلاث جميعها .
الثاني : ترمز إلى الأجسام الثلاثة التي تحجب الأنا الجوهرية 
الأول الجسم المادي المؤلف من اللحم والدم 
الثاني  هو الجسم اللطيف المؤلف من أعمال الفكر 
الثالث ، هو الجسم السببي الموجود في حالة النوم العميق 
والصوت الخافت الذي تنتهي به الكلمة عند النطق بها يرمز إلى حالة التحرر من كل جسم مادي كان أو غير مادي 
ن والتحقق من الأنا الجوهرية ثم الإستقرار فيها .

الجمعة، يونيو 15، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 7

الحديث السادس للمعلم كريشنامينيون

أسئلة ...

كمال يسأل عن الطهارة ؟
المعلم : المتحرر هو الطاهر
التحرر  هو الطهارة
لأن تلك من ميزة " الأنا الجوهرية " ..
كمال يهتم بطهارة الجسد وعلاقة هذه في تقدم الإنسان
 الروحاني (1)
المعلم : العلاقة الجنسية عند الزواج وسيلة للتحقق من الأنا الجوهرية ،
ومن يدرك هذا ، يكون الجنس عنده وسيلة للترفع وللتحرر
وعليه ، يعتبر الهنود الزواج أمرا مقدسا
إذ عندما يجري الإحتفال بمراسيمه يقرأ الزوجان معا سورة mantra ترمز إلى اتحادهما حتى بعد الممات حيث يقولان :
" ربي ، اجعلنا واحدا حتى بعد الموت  ".

كمال : إذن الزواج الحقيقي المؤسس على الحب هو غير قابل للإنفصال أو الطلاق ؟
المعلم : نعم
الزواج الصحيح غير قابل للإنفصال
( لعل هذا هو السبب في تمسك كمال جنبلاط بزواجه من السيدة مي تمسكا لم يرتضي معه أي انفصال او طلاق التي اعترف كمال
جنبلاط بانه أحبها كما تحب الناس  ).

كمال يطلب شرح نقاط سبق أن أثارها في سياق الحديث عنا لمعتقد التوحيدي مثل :
1- السعي في سبيل التحرر الشخصي هو أهم من السعي لإصلاح الآخرين إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
2- الإشارة بأن ليس في استطاعة أحد ان يبدّل أحوال العالم .
المعلم : ينفي تعارض العمل  الإجتماعي والسياسي  مع السعي للتحرر ..
ينبغي أن تعمل الناس في ميادين مختلفة ومتنوعة ،
إنما يشترط في ذلك ان يتم بروح التجرد والترفع عن النفع الشخصي الآني
وعليه ، نقوم بواجباتنا نحو العائلة والمواطنين والبلاد متجردين حتى عن النفع المعنوي
بمعنى أن يبقى العمل لأجل العمل وليس من أجل ثمرته أو مردوده .
عند القيام بأعمال مثل هذه تتالق الأنا الجوهرية
فيتم للمرء التحرر وتصطلح نفسه ، ومن ثم يصطلح ما حوله
كمال يسأل عن اليوغا
المعلم : يشرح بإيجاز ، فلا يزيد كلامه فيها على ذكر لونين منها
وقصده بذلك صرف الخاصة من تلاميذه عنها لاعتقاده بانها غير مفضية لى تحقيق الذات الأمر الذي يهتم له ويسعى بتلاميذه للتحقق منه فيقول :
1- هناك لون من اليوغا يستهدف تقوية الفكر ذلك لممارسة تمارين خاصة تبدأ
بالتركيز ، وتنتهي إلى مرحلة يتم له معها اصطناع العجائب وإتيان الخوارق ، وباستطاعة كل إنسان أن يصل إلى ذلك .
2- اللون الثاني يستهدف إتقان عمليه التنفس
وإن التمارين التي تمارس وفق قواعد خاصة ترمي إلى السيطرة على القوى الحية
الأمر الذي يجعل اليوغي يحصل على قوى معينة
إلا أن المعلم يضيف فيذكر كيف انه حمل على ممارسة اليوغا ذلك لأنه مقدّر عليه ان يكون معلما ، الأمر الذي يحتم عليه الإلمام  بكل أنواع اليوغا لكي لا يرد تلميذ جاء إليه من أجلها ، إلا أنها على حدّ قوله لا توصل إلى التحرر
لا تقود إلى تحقيق الأنا الجوهرية مهما مارس اليوغي ، ومهما اتقن
لأن اليوغا تضخّم وتقوّي الشيء أو العنصر الذي يقتضي هدمه وإزالته .
إن ضعفاء الفكر ، والذين لا يستطيعون الأخذ عن الحكيم العارف هؤلاء وحدهم يصحّ لهم أ يمارسوا اليوغا لكي تتقوى عقولهم
وتكتسب الحدة والطلاوة والعمق الضروري للأخذ عن الحكيم العارف .
إن اليوغا بحد ذاتها عقبة في طريق التحرر
فهي تضخم الأنا الفردية بدل أن تزيلها
والتحرر لا يأتي عن طريق تعرفنا إلى الحقيقة  من فم " الحكيم المتحرر " الذي يتعدى الجسد والفكر .
كمال يستفهم  فيما إذا إذا كان الفهم الفكري لما يحدّث به الحكيم يوصل إلى التحرر .؟
المعلم لا يقبل مثل هذا المنحى ويرفض رفضا قاطعا وبقوة من ان يكون الفكر أ التعلم والفهم الفكري هو المفضي بنا إلى المعرفة ،
لأن الشرح من قبل المعلم عند التلقين يتعدى الفكر
فالمعلم والمتعلم يكونان معا في مستوى المطلق
المستوى الذي يتخطى الفكر .
إذا .. لا معنى ولا قيمة هنا للإقناع الفكري أو اليقيني
بل المهم التربع على عرش المطلق
وأن التلميذ منذ اللحظة الذي يستمع فيها لى أقوال الحكيم العارف يتحرر
إنما يطلب منه أن يستقر في الحقيقة بعد أن تنكشف له ،
وذلك إذا كان مخلصا في الطلب جادا في الممارسة
المعلم : عن الأديان يقول
إنها تهدف إلى الإرتفاع بالجماهير إلى المستوى الروحي اللائق الناتج عن الترقي ..
وانها انما هي لا تنتهي بالمتدين إلى الحقيقة
بل يبقى في الإزدواجية
إزدواجية الروح والعالم
الخالق والمخلوق
الروح والله .


1-ربما تطرق إلى مثل هذا البحث مع سوامي فيجايانندا حيث أن هذا الأخير  من أعضاء هيئة راما كريشنا
إن أصل ومنشأ  هذه المؤسسة في ناحية كلكتا حيث تمارس التانترا يوغا إلى جانب العديد من ألوان اليوغا .
الجسد عندهم طاهر يتبينون منه سبع مراكز روحانية كلها تسهم في عملية الخلق والإبداع . لا تطلب قهر الجسد إنما تثق بأنه عند التحقق لا ينعم المرء بغير تألق الأنا وسعادتها ، والذي يدرك هذا ، يستطيب أكل المر من الطاعام النافع ويفضله على الحلو من الطعام الضار .

الخميس، يونيو 14، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 6

الحديث الخامس للمعلم  كريشنامينيون
التاريخ 26 تشرين الثاني 1951

يصف  كمال جنبلاط المعلم  بأنه كان متألقا ، مشرقا ، يشع نورا وبهجة ..
لجأ إلى الأ سلوب العلمي  في  التحدث عن العالم الظاهر ، وعن علاقة الأنا الجوهرية بهذا العالم .
وهنا يرد مثال النقش على الصخر وكيف أننا في البداية نرى
 النقش ويبقى الصخر والبحر محجوبين عنا
وإن عدت أنا بعد برهة ألحظ الصخر...
يتضاءل النقش فيحُجب ويزول ..
وإذا أمعنت  في التأمل وانتبهت إلى البحر ..
زال الصحر  ...
وبقيت لا  أبصر إلا البحر ..
وعند الإمعان الأعمق والأدق بالتبصر ،
أبصر (1) الأنا ...
لا البحر ..

الموضوع : إدراك حقيقة الأشياء

الحواس ترى المحسوس من الأشياء
وتبقى المعرفة سطحية
لا تتعدى نطاق الصور الحسية
أي ظواهر الأشياء من دون أصلها وحقيقتها ، وجوهر معناها وكنه وجودها
أما النور ( بمعنى الوعي )
فهو الذي يعرف حقيقة الأشياء
وهذا الوعي أعظم من الشمس ، وأسطع نورا وأشد تألقا  ، وأفسح توهجا ..
والسبب هو أن به يرى الإنسان الشمس ، ويعي أنه هو الذي يرى الشمس ..
أما الشمس فلا تملك ذلك وأن العلم الحديث يفسر هذا ، ولا ينكره .

أسئلة :
كمال يقرر بأن العلم يقرر العلاقات القائمة بين الأشياء
ولا ينفذ إلى جوهر تلك الأشياء وحقيقتها ، إنما بلهجة طالب الاستنارة ، والساعي وراء التيقن من حقيقة ما يسمع .
المعلم : تماما كذلك ، إن وجودهذه الأشياء مرتبط بوعي أن وجودها جزئيات ، لا يقوم رباط أو علاقة بين جزء وآخر ، إنما العلاقة قائمة بين الجزء وبيني (2)
كمال يستنتج بأن القواعد والشرائع التي وضعها العلم هي أعمال من صنع أفكارنا لا أكثر ولا أقل .
المعلم : هذا صحيح
كمال : يشير إلى تعبير يرد عند أحد كبار الفيزيائيين pirac ألا وهو عالم الأشياء الخارجية هو العالم الفكري .
المعلم : المسألة التي نستطيع أن نقررها نحن ولا يستطيع العلم أن يفعل ذلك هي أن الأشياء الخارجية قائمة بنور الأنا ، الأنا قئم بذاته ، قائم بنوره أي بنور الأنا .
إنه مكمن التوحيد والوحدة والإتحاد .
وهنا يرد ذكر ديكارت ومقولته " أفكر ، إذا أنا موجود ".
المعلم : يبمح إلى حقيقة تغيب عن تنبه الانسان العادي لها ، وهي أنالإنسان في كل لحظة من لحظات حياته يعيش في المطلق بدون أن يدري ، ومتى بان له ذلك وأدركه تحرر .
وهنا يشير إلى سر من أسرار التلقين الحاصل بين  المعلم والتلميذ وهو أن لولا تلاقي الأثنين معا في المطلق (3) في كل لحظة ، لما وصلا إلى الفهم وحصلا على العلم وتمت لهما المعرفة .
كما يرد على لسان المعلم هنا حديث ذكر أنه حصل بينه وبين أحد أساتذة الفلسفة في باريس .
استاذ الفلسفة : أنا موجود أمامك وأنت أمامي تكلمني فأسمع وأفهم منك ، لو لم نكن روحين مستقلين  ولكن متشابهين .. فكيف أستطيع أن أفهم ما تقوله لي ؟
ثم أردف قائلا لقد سألت هذا من عدد من المتصوفين ولم يتمكنوا من إعطائي الجواب المقتع المفضي بي إلى اليقين .. فهل تستطيع أنت إجابتي ؟
المعلم : في الحقيقة ، لو أدركت كلامي كما أنطق به فقط أي ما هو مني مجرد أصوات أو مجموعة أصةات مركبة ومنتظم بعضها أثر بعض (4) لما استطعت أن تفهم علي شيء .
فالأصوات تبقى عند سماعك اياها أصواتا لا غير .
أما السبب الذي يجعلك تفهم علي هو أننا في كل لحظة نرتفع إلى مستوى المطلق حيث كلانا واحد نلتقي فيه فنفهم به ، أنا ما أقوله لك وأنت ما سمعه مني
أستاذ الفلسفة :  لقد فهمت واقتنعت وايقنت
ثم يسترسل المعلم بتعظيم المطلق . فيذكر كيف أنه هو الذي يعطي القيمة لكل شيء ، للحب البشري المسعد ، المعرف بالعطاء من غير الأخذ .

واحد من مرافقي كمال يسأل ، إذا كانت الفيدانتا طريقا ..
فلماذا لا تعمم ولا تنشر ؟
المعلم : يجيب بأن الحقيقة لا تنحصر بمكان ولا بزمان ..
" الحكيم " أو " المعلم " بحد ذاته ليس إلا المطلق ..
يتعدى المكان والزمان والشخص .
كمال : يوضح المقصد من السؤال فيذكر أن المال هو الذي أوصلهما إلى الهند كما أوصله إلى باريس من قبل حيث تعرض لمعرفة أشياء عن الفيدانتا من راهب هندي
وأن من الناس من يطلب إنما لا يقدر أن يصل إلى باريس أو إلى تريفندروم لكي يتعرضوا لما تعرضنا له ويدركوا ما أدركنا نحن .
المعلم : يطمئن كمال بأن من يطلب يجد ، إنما يشترط في الطالب الإخلاص والتعطش ، ويسوق مثالا لا حصرا أن استاذه هو الذي قدم إليه من غير أن يذهب إليه .




1- البصر هنا البصيرة وليست شبكة العين ، يشار إليها  أحيانا بالعين الثالثة
2- إشارة للوعي المطلق
3- الإشارة إلى أنهما واحد في النحقيقة كما في القول أنت أنا يا أخي ، أنت وجه الرحمن .
4- كما تكون مسجلتان اثنتان للصوت .. الكلام معا وفي آن واحد ، دون أي تفاهم متبادل بينهما

الأربعاء، يونيو 13، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 5

الحديث الرابع للمعلم كريشنامينيون
التاريخ 25 تشرين الثاني 1951
يذكر كمال إقامته في فندق هناك يعرف بـ pelmroal hotel
الموضوع : الأفكار وكيف أنها غير موجودة بذاتها  (1) حيث يعتري وجودها التغير والتبدل والفناء والزوال .
بسبب هذه الصفات ، يتعذر إثبات وجودها بذاته ، بل يقال فيها أنها تستمد وجودها من وجود " نور الوعي " وبسببه ، النور الذي لا يتغير ولا يتبدل  ، ولا يفنى ولا يزول .
وهنا يرد مثال ماء البحر وموج البحر ، فالماء هو البحر والموج شكل للماء ومظهر .
كلام للمعلم في ارتياضاته الخاصة التي فيها الراجا يوغا ، والبهاكتي يوغا .
تلجأ الأولى إلى التأمل ..
وتعتمد الثانية طرق التعبد والمحبة
وفي كلتاهما كان القصد الإستقرار بالأنا ، بالوعي ، والإبتعاد عن الجواذب .
توصيات للمعلم :  كانت عبارة عن ارتياضات روحانية
شرح  عن الجيفا jiva ، الأنا الفردية " مركب " من الفكر والحواس والجسد  .
هنا يرد مثال السراب وكيف أنه عند تألق الأنا الحقيقية تتلاشى الأنا الظاهرة الفردية 
بمعنى أنها تقيم بها .

1- ( إشارة إلى عدم نفي وجودها بل جعل وجدها مباين لوجود النور الساطع عليها الكاشف لها ، هي موجودة به وهو موجود بذاته )

الثلاثاء، يونيو 12، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 4


الحديث الثالث للمعلم كريشنامينيون
التاريخ - 25 تشرين الثاني 1952
الموضوع : الشاهد

يُظهر المعلم أهمية الشاهد في حالة اليقظة ، الشاهد على أعمال الفكر والحواس ..
لا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذا الشاهد ..
إنه موجود دائما ...
لا يتغير ولا يتبدل .
يطلب المعلم أن نكون هذا الشاهد
أن نداوم التنبه إليه
فنراه قبل الأشياء ..
ومن ثم نرى الأشياء به الأمر الذي يجعل تجلي " الأنا الجوهرية " ممكنا
وبالتالي تصل إلى التحرر .
يظهر المعلم وجود هذا الشاهد في حالة الحلم تماما
كوجوده في حالة اليقظة
إذ لولاه لما استطعت عند الإفاقة من أن أقول " حلمت كذا وكذا ..
ثم يظهر وجود هذا الشاهد أيضا في حالة النوم .
إذ لولا وجوده في هذه الحالة لما تمكنا عند الإستيقاظ من النوم من معرفة أننا نوما مريحا ..
وحذار من خلط هذا الشاهد " بالأنا الظاهرة للإنسان " .

الأسئلة :
كمال : هل يستطيع كل شخص أن يتحرر ؟
المعلم : إن كل شخص يستطيع أن يتحرر إذا كان حقا مخلصا وحقا يريد التحرر
وهنا يصف كمال جنبلاط صوت المعلم عند الجهر بهذه الحقيقة فيقول : " كان الصوت قويا وكان التأكيد بشكل قاطع " .
كمال : يستفسر إذا كانت حالة التحرر لا تستقر للإنسان مع القيام بالعمل الإجتماعي والسياسي ؟
المعلم : ينفي مثل هذا التخيل ويقول بأن المتحرر يقوم بواجباته كرب عائلة ، كصاحب مهنة ، كمواطن دولة ،أو كقائد فيها ..

الأحد، يونيو 10، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 3





الحديث الثاني للمعلم كريشنا مينيون
التاريخ - 23 تشرين الثاني 1951

الموضوع : تحديد الأنا بثلاث :

1- وجود لا يتغير ولا يتبدل
2- محض وعي ، محض يقظة .
3- سعادة وسلام لا يتبدل ولا يبطل .

نزوع الإنسان في الحياة إلى ثلاث :

1- الحرية
2- المعرفة
3- السعادة .

الأنا وحدها تنعم بالحرية وبالمعرفة وبالسعادة :

1- لا تتوفرالحرية والمعرفة والسعادة للإنسان في حالة اليقظة إلا جزئيا .
2- إنها لا تتوفر أيضا للإنسان في حالة الحلم .
3- وإذا توفرت الحرية والسعادة في حالة النوم ، فلا تتوفر المعرفة .

المقصود من الإنسان هنا " الأنا " حقيقة وجوهر معناه .

إذا الأنا وحدها هي التي تنعم بالثلاثة معا .
تتألق الأنا بثلاث :

1-بالوجود المحض بالإنسان
2- بالوعي المطلق عنده
3- بالسعادة المطمئنة له .

الإرتياض :

يكون بالإخلاص في السعي للتحرر من الجوانب الخارجية عن الأنا ..
كما يكون بالعودة المستمرة عن الجواذب الخارجة عن " الأنا " إلى " الأنا "
إن " الشمادي " أي الصمدية ، أي استشهاد الذات على الذات هي جزء منها أي من هذه الحالة ، ولكنها لا تدوم إلا نصف ساعة أو ساعة أو أكثر ثم يعود الإنسان إلى الجواذب ويكون الإنسان كسائر الناس .
أما المطلوب ، فالمشاهدة الدائمة الملازمة في الوقت ذاته لعمليات الفكر ولسائر الأعمال المطلوبة في الحياة .
وإن كان هذا هو القائل" أنا الحق " فذلك لأنه مقيم فيه ...
أي في ذات الحق ..
لا أكثر
ولا أقل .
ثم تلى الحديث أسئلة :
كمال : يستوضح حقيقة الأنموذج " حالة النوم " هو يدرك أن الجهل بالأشياء يلازم حالة النوم ، فكيف يعقل أن يكون النوم شبيه بحالة التحرر ؟
المعلم : يجب محذرا من الوقوع في خطأ عدم التمييز بينهما أي بين حالة النوم وحالة التحرر فيبرز النقاط التالية :
1- ترد حالة النوم عند التلقين ( العملية الجارية بين معلم وطالب علم ، بيم الحكيم والمسترشد ) للدلالة ، للإشارة وللتلميح ، ذلك لتشابه الحالين فقط .
2- يتعدى المتحرر حالة النوم ، وإن لم يتوجه الوعي في هذه الحالة إلى الأشياء الخارجية أو إلى الأشياء الداخلية ، فهذا الشاهد بذاته لذاته .

كمال يلحظ اهتمام المعلم بالعقل وإن بواسطته ، يعرف الإنسان حقيقته .

المعلم يوضح بأن المقصود بالعقل هنا إنما هو العقل الأرفع ، وليس الفكر ( عمليات الفكر ) ..
العقل الأرفع ينبع فينا من النور
ويعود بنا إلى النور ..
ففي الوضع الأول هو امتداد " للأنا الحقيقية " وفي الوضع الثاني " انصهار بالـ " الأنا الحقيقية " وإذ ذاك يكون هو هي وإن لم تكن هي هو ..

كمال يستفسر عن " التجسد " ..
المعلم : ينفي وجود التجسد .
إن من يعتقد بالتجسّد لا يكون قد تعدى الإزدواجية ، وتحقق من الوحدانية إنه إنسان مخطىء وغير مصيب .
باق في الجهل ، غير عارف بالحق ...
عند مثل هذا الإنسان ، يكون الإله كالأشياء يطلب مثلها ، ويعرف بها ...
والحقيقة هي أن " الأنا الجوهرية " ..
هي هو
وإن لم يكن هو هي .


السبت، يونيو 09، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 2

الزيارة الأولى للمعلم المتحرر كريشنامينيون
التاريخ - 23 تشرين الثاني 1951
الحديث الأول للمعلم كريشنامينيون الموضوع : الفلسفة الهندية خاصة النظرة اللازدواجية الفيدانتية activaita vedanta
طريق بلوغ مرتبة اللازدواجية أي التوحيد المحض أو الإتحاد
१- الطريق الأول : الراجا يوغا أي الصفاء الفكري بالتأمل
२- الطريق الثاني : الكارما يوغا أي العمل المجرد
३- الطريق الثالث : البهاكتي يوغا أي المحبة والتضحية والتعبد
४- الطريق الرابع : الجنانا يوغا أي طريق المعرفة
سبيل التمرس بالطريق الأخير ذلك لأنه الطريق المباشر
१- التيقن من وجود أشياء تتغير وتتدل في الإنسان
२- التيقن من وجود أشياء لا تتغير ولا تتبدل في الإنسان
३- إن الذي يتغير هو الجسد والعفل ( أي الفكر ) المشاعر التصورات والحواس والإنطباعات
४- إن الذي لا يتغير هو الأنا الكلية عند الإنسان ، التي هي الشاهد الذي يعي هذا التغييرويلحظه .
وهنا تجدر الإشارة لى أنموذج النوم الذي قال الغزالي فيه إنه رزقه وبه - "كان ما كان مما لست أذكره " وما هذا الأنموذج إلا تنبه الإنسان إلى حالة وجود له متكاملة غير مقتصرة على حالة اليقظة ، إنما تتعداها فتحتوي حالة االحلم وحالة النوم ، وأن المتغير فيه حاضر في حالة غائب في غيرها
أما الانا ، فحضور له في الحالات الثلاثة مجتمعة ،
وأن هذه الأنا هي ذاته ، حقيقته وجوهره ، أضف إلى ذلك أنها أبدية وأزلية ، تبقى ولا تفنى ، تستمر ولا تزول ، تدوم ولا تتغير .

الجمعة، يونيو 08، 2012

ما لم ينشر عن كمال جنبلاط - 1


عن زيارته الأولى إلى الهند
التاريخ : عام 1951
كانت الرحلة بطريق البر ،
عبر إيران وباكستان ( لاهور ) ودلهي وكلكتا ( شانتي نيكيتين ) حتى ولاية تريفندروم ।
ومدينة تريفندروم ، تعرف باسم ولاية كارلا أيضا والعاصمة هي تريفندروم ...
الغاية : زيارة لمقر وأعضاء الحزب الإشتراكي الهندي في مدينة دلهي
الغاية الروحانية : مقابلة ال guru أي المعلم المرشد
طالب العلم يقال فيه " مضنون به على غير أهله " ذلك لقلة الراغبين فيه
وانحسار عدد الساعين وراءه
زد على ذلك أنه بكلام الخلق " الإستشهاد بذاته على ذاته "
الموصوف عندهم بـ " أعلى مراتب المعرفة " ..
المشار إليه بأنه ضيق المجال ، عصي على الفكر ، كونه معرفة العجز عن المعرفة ..
أي معرفة استشهاد الذات على الذات ، وليس معرفة الذات ...
.... يتبع

الخميس، يونيو 07، 2012

التحرر ...

نلاحظ
أنه في الهند مثلا وبشكل خاص
الموسيقى ترتبط بالدين ارتباطا مباشرا
ولا تنفصل عنه
فهي تعكس المفاهيم ،
والطرق ،
والتعرجات ....
وما الدين في الحقيقة
سوى تعبير
عن لحن من ألحان هذا الوجود ...
إنه موسيقى البعث
موسيقى التكوين
والعودة إلى المصدر
الموسيقى هي ارتفاع إلى المصدر الذي انبثقت منه
فهي أدب الروح
وهي شعر النفس
وهي منطق العقل
فهل يُستدل على هذا الإستقطاب النهائي
إلا بالرمز والإشارة
إن في العلوم المادية
أو العلوم الروحية
هل أن اللغة التي نستخدمها
أو الفكرة
أو العاطفة
سوى رمز من الرموز
أو إشارات
أو دلالات
وما الإسم والصفة
والشكل
كلها بالنهاية
ليست سوى رموزا
ودلالات
وتعابير
تجري كالمياه في السواقي
إلى البحار الواسعة
فاقدة الإسم
والشكل
وهذا هو حال العارف
والذي يصبح محررا من كل شيء
هو الأرفع
والأرفع من كل رفيع .

الثلاثاء، يونيو 05، 2012

عالم بلا شكل ...


الأديان ...
ما وجدت إلا لترتفع بالإنسان معنويا وخلقيا
لم توجد بقصد التبشير بها
ولا تهدف إلى التعليم الديني العادي
إنما كلها
تعتبر عناصر مساعدة
ووسائل مخصصة حصرا
بتعبيد الطريق أمام المؤمن
ولتحضير الإنسان ..
ينبغي أن يعرف نفسه من يكون ..
والشيء الوحيد الذي ربما لا يستطيع إنكاره
هو إنكار وجوده بالذات ،
إنكار علاقة ذاته بالكون
علاقته بالله .
هذا الثالوث المقدس
لا بد من تخطيه لاستكشاف الحقيقة
هذه الحقيقة
طالما بحث عنها الحكماء
في أرض الفراعنة وبلاد كنعان وما بين الرافدين
هي الحقيقة الواحدة
وهي قاطرة كل شيء .

الأحد، يونيو 03، 2012

ليلة حب ..

ضوء مقدس   
ينير ليلتي ...
هذا الليلة المشعة بالحب
تعبّرعن ذاتها 
عن نفسها ...
بأنغامها  ..
فيها يشعشع السلام الداخلي
ستبقين   ....
وتتفتح عيناي على أزهارك ...
أسمعك ...
وكأني آوي إلى ينبوع حياتي
أينما كنت
ستبقين  ....
لأجد
أني أنت 
وأبقى بلا حراك 
الآن عرفت كل شيء
عرفت أن كن الذات 
هو كن الوعي 
هو كن الوجود 
هو الخلفية 
لكل شيء يزول ...







السبت، يونيو 02، 2012

مصدر الحكمة ..

كلنا نتساءل
كلنا نرغب في معرفة الأجوبة عن كل الإستفسارات
كلنا نبحث عن الحقيقة ..
الحقيقة المطلقة
الحقيقة التي يشبهها كمال جنبلاط
بأنها :
" القاطرة لكل شيء " ...
كمال جنبلاط بحث عنها في بلادد الهند
لأنه لم يكن راضيا عن تصوره لله وللعالم
وإفلاطون  أَم َّ الفراعنة
ومثلهم فعل الكثير من العلماء والحكماء
لتلقّي تلك الهبة المباشرة
لتلقّي تلك المتعة التي كانت تتغلغل ببطء في أفئدتهم
في أرواحهم ..
لماذا في الهند أو الصين   الذي يقصدها الكثير من الأوروبيين
لماذا أرض الفراعنة وبلاد الرافدين
ألأنهم لم يعودوا راضين عن تصور الله في بلادهم ؟!
أم هي موحيات علوية ..؟!
فالحكمة تأتي من كل الأماكن
وفي كل الأزمنة
الحقيقة تبدو ماثلة  أمامنا
عندما نتخطى كل تعارضات الإزدواج
إنها وحي الذات
للذات ...
ليبقى المهم
والمهم هو
مصدر الإنسان ...