الثلاثاء، مايو 29، 2012

لحظات تأمل ..

كم هو غبي ..!
يتصور مرارا أنه يصنع التاريخ ...
بينما التاريخ هو الذي يصنعه .
يذهب في تياره
بلا خيار  ...
يعلو
وتغطيه الأمواج
ويتوه  في الخضم الواسع
أيًّ عنان يًحرّكه ؟
عفويته ..؟
هواه ..؟
يقولون :
" أن الحركة وحدها تنتج كل ما في هذا الوجود " .
لو استبدلنا نقطة بأخرى في هذا الوجود تبعد عنها ملايين الكيلومترات
هذا البعد هو أمرهائل بالنسبة إلينا
أما بالنسبة لهيولى المادة اللطيفة  واللامتناهية
فالأمر ليس بذي شأن  ..
ومصدر الحركة غير مفصل عن مصدر علمنا به
فالحركة في معرفتنا بلا بداية ولا نهاية
وأن نُحدد  ماهية الحركة ومصدرها  بواسطة المعرفة
فذلك يشابه انعكاس صورة مرآة بأخرى تكون بموازاتها
عندها
سيلذ لي
أن أتصور الإستقطاب الأخير ...
والشغف
إلى حيث تتعرى الحياة من قيود السببية
فتتساقط الإرتباطات ...
وتبقى قوة الجذب  قائمة  لذلك النور  الإلهي
طالما الأفلاك دائرة حول شموسها ومحاورها
إلى ما شاء الله .

الأحد، مايو 27، 2012

سيزول الزمان وتبقى أنت ...

البعض يقول :
كما كان الإنسان في البداية ...
كذلك يكون في النهاية .
ولن يستطيع التهرّب من رابطة الزمان 
ولا الخروج من حدود المكان 
وسيبقى الإنسان 
كالحرف المنقوش في تشكيل التاريخ .
البشرية بمجملها 
لا تخرج عن كونها نوعا من أنواع الكائنات الحية 
فكل الكائنات الحية التي تعاقبت 
ولدت 
ونمت 
وتطورت 
إلى أن انقرضت في حقبة ما من حقبات التاريخ
فلن نتعجب أو نندهش 
عندما يمر بخيالنا أننا نستطيع القفز فوق هذا القانون 
فكما تقلص وزال إنسان النينتدرتال والكرومانيون 
كذلك 
سنزول ...
والزمان 
سيبقى وطننا الحقيقي ...
ويبقى الفكر 
أداة تواصلنا 
والشعور يعمق روابطنا
فلا داعي للحيرة
ولا داعي للقلق
ولا للشك 
فما التعلّق بأي شيء على الإطلاق 
سوى تحديد للفكر
والوقوف به أو معه في بوتقة بعيدة 
عن شمولية الوعي 
الكامل
والشامل  .

الأحد، مايو 20، 2012

نبوءات هرمس ...

منذ أغوار الزمن قال هرمس: أن العلوم بأسرها ستنفصل عمن أبدع عقول علمائها، ومصر التي كانت مقرا للروحانية، ستصبح خالية، وتهجر الكائنات الإلهية معابدها !
ومما جاء ايضا في نبوءات هرمس قوله: ' أنه يأتي زمن لايطلب فيه أحد بذل جهد في الحكمة وذلك زمن يتولى فيه السفهاء ويقضي بن الناس الجهال فالحكمة ستصبح غامضة مغلقة وستفسدها النظريات الوهمية، وحيل العلوم المحيرة في الرياضيات والهندسة والموسيقى، وأرض مصر التي كانت صورة للسماوات سيهجرها العقل الأعظم وتصبح موحشة مقفرة إذ يتجاوز عدد موتاها عدد احيائها فتضحي كأرملة تبكي شواهد قبورها القديمة.
وأكد هرمس أن في التأمل رؤي تأتي من نور إلهي غامر، وقد كان هرمس يقول: ' أن العقل الإلهي الأكبر اوجد الكون.
أما العقل الانساني فكان له الكلام ومن اتحاد العقل الأكبر بالكلام الإنساني بدأت الحياة تتوالد '.
غير أن سذاجة العلماء دفعت بهم، لاستبدال العقل الاكبر بعقولهم الصغيرة وعندها اضطربت علومهم وقد انصرفوا عن الكلي الشامل، الي الجزئي المبعثر، فأضاعوا يقين الكل، وغرقوا في متاهات الجزء واذ رأي هرمس ان الموجودات كانت افكارا في عقل الاله فتجسدت وصارت كائنات كثيفة في الوجود الموضوعي، غير ان امر العبور من اللطافة الي الكثافة لم يتحقق في بداية الخلق وحسب، ولكنه دائم الحدوث، ولن يفتر مطلقا.
واخذ افلوطين الاسكندراني بحكمة هرمس، وقال بدوام الفيض الالهي، وعن افلوطين ردد الفارابي وابن سينا تفسير نشأة العالم بالفيض غير انهما لم يقفا عند حدود العقل الكلي بل غرقا في فيض العقول العشرة المفارقة !!
واذ قال هرمس: 'ان الاله الواحد الصمد، غير متحرك، ولو كان هو اصل الحركة' اخذ عنه أرسطو القول: 'بأن الاله محرك لايتحرك، ثم ربط بين الحركة والغاية' فقال لما كان الاله غاية الغايات ولاغاية له خارجة عن ذاته صار الكون بأسرة متحركا بإزاء الاله'.
ولما قال هرمس: 'كل شيء له منبع سوي ذات الإله التي نبعث من ذاته' قال ارسطو 'ان الاله علة العلل، وهو المبدأ الاول' ولحق به الفارابي فقال: 'ان الاله واجب الوجود، والواجب هو ابدا علة ذاته ولايحتاج لعلة توجده.
وقال هرمس 'ان الاله ليس كمثلة شيء هو الكل وليس هو الكثرة وعني هرمس بالكل الوحدانية وصارت الوحدانية هي حقيقة الفكر لا حقيقة العلم لان هرمس عرف ان الاله اذ شاء الكشف عن حكمته قال: 'اعلم ان ماتراه العين اشباح وأوهام' واخذ افلاطون بهذه الحكمة وبني بها نظرية 'اهل الكهف الارضي' فكانت صدي لحكمة الاله، .
ويعود هرمس ليسأل: 'اذا لم يكن حكيم ليري افكاره وهي له فأبي له ان يري الاله فالاله هو المتجلي في الكون بلا تحفظ تراه بعينيك وتلمسه بيديك فحيث ان الخلق منظور تستطيع رؤية الخالق، وهذا هو الغرض من تجليه.
الا تري ان كل نجم يسبح في مداره ثم تسأل: لماذا لاتسير النجوم كلها في مدار واحد؟
فمن ذا الذي كلف كلا بمداره؟
الا تسأل من ادار حدقة عينيك وانت في الرحم؟
ومن اظهر جمالك واخفي قبح احشائك؟
الا تسأل تماثيلك وتصاويرك ومنحوتاتك التي ابدعتها لم لاتنطق او تتحرك او تحيا؟ 



http://www.ram1ram.com/RAM/modules.php?name=Forums&file=viewtopic&t=1237

دنيا الأحلام ...

أنت تحلم 
إذا
أنت في حالة أحلام 
في حالة تأمل 
ليس للكلمة من معنى  
ولا محل لها هنا 
إنما رمز الكلمة يبقى 
لكنه 
رمز غير مسموع
ولا مقروء
فإذا أردت أن تعيش  في هذه الدنيا 
فالدنيا 
هي دنيا الأحلام 
كل الرموز فيها 
إذا تلطَّفْتَ معها 
تلطَّفَتْ 
وإذا ارتفَعْتَ
إرتفَعَتْ 
لكن 
إياك أن تبقى 
حيث أنت ...
فإذا كانت الكلمة التي تقال 
تنحجب الفكرة فيها
فالفكرة تبقى حجاب أيضا
حجاب الوعي فينا
حجاب الحق .


الخميس، مايو 17، 2012

تلميذ مشاكس ...

يا طفلة ..
تتأرجحين بمشاعري
يا امرأة
تعيدينني من عالم اللاوجود
أفتش عنك
فلا أجدك
وتتحول نفسي  كلوحة سريالية
وصوتك يطفو على زمني
ويبقى صداه في حدود سعادتي
وفي ليل الفراق
لن آتي لآخذ صوري ورسائلي
سأطرق بابك فقط
وأسند رأسي على كتفك
وكأن آخر قطرة منك
تنزف في دمي
دروسا  ألفتها معك
في الوفاء
في الشوق
في الحنين
ماذا بعد
لم يبقى إلا أن تكتبيني
فوق ورقة الإملاء
كي تحفظيني عن ظهر قلب
وأبقى بنظرك ذاك التلميذ المشاكس
يحمل دفنره
ولكنه
ينسى القلم .



الثلاثاء، مايو 15، 2012

الفجر ...

جسد حالم
مع الحواس
تنتظر انبثاق الأشياء
تويجات الألوان تذوب  وتتلاشى
وكل شيء يعود لأصله
الظلال تتلاشى
ويبقى وجه الحبيب
ينسكب الجمال منه
دون حجب  خادعة .

يغيب الزمن وتبقى الأبدية ...

حتى تعرف ..
عليك أن تكون ما تعرف ...
أن تكون إياه .
هذا ما كان يقوله  شري شنكارا  لتلاميذه طالبي المعرفة 
المسار إليه ...
هو ذاته النهاية 
هو الهدف .
كيما تتحقق 
عليك بمعرفة الحقيقة ..
فالمعرفة 
الإستنارة
التحقق
هو أن تكون الشاهد ...
نور الباطن 
هو قلب الظاهر 
إنه السمع عند السمع
والفكر عند التفكر 
آه ....
ما أجمل كلام الرومي عندما قال :
" دع جسدك يتلاشى بالنور
ولتكن إياه ، إياه ، إياه .....
أنت
أنت النور ذاته
لست أنت
من يراه ".

السبت، مايو 12، 2012

فيما يتعدى الكلمات...

الحقيقة
تتعدى حدود الكلمات  والحروف
تتعدى مستوى المادة
تتجاوز كل التحولات والتكوين
عندما نتجاوز كل ذلك
نكون قد اتحدنا بها
عندها نكون نحن الحقيقة
نحن الوعي
نحن الوجود النقي
آنذاك
تكون كل المظاهر قد اختفت بأشكالها المختلفة
وتكون الدنيا
قد تلاشت .

مشاركة ...

كل الكائنات تشارك  ...
إجلالا  لله .
كل المرايا تستمتع
في الذي لا شكل له ...
حقائق صغيرة نبوح بها
يعتبرها البعض فضائحا
لماذا؟
لأنها تصدم الآخرين ؟
لما المجادلة ..؟
إذا
لما التطور ..؟
هل أن تطور الإنسان في اتجاهه الطبيعي أمر خطير إلى هذا الحد ؟
هل أن الإبتعاد أو الإبعاد عن الحضارة  أمر طبيعي ؟
فكيف يُمنح الإنسان ذلك الشعور بالتكامل الكلي
بين روحه وزمانه
أليست الشريعة الأخلاقية
مرتبطة بالنظام الكلي ..؟
أليست مخالفتنا لذلك العرف
هي الكارثة  بعينها ..؟!



الأربعاء، مايو 09، 2012

سؤال وجيه ...

عندما تحب شخصا ما 
ليس بإمكانك تطبيعه 
بل عليك أن تعطي له الحرية 
وتؤمن له الحماية 
لا يمكنك أن تجعله نسخة عنك 
بل كل ما يمكنك فعله أن تجعله فردا مميزا 
وتوفر له كل الظروف المناسبة لتحقيق إمكاناته 
فلا تثقله بأعباء المعرفة 
بل عليه أن يتوصل إلى معرفة الحقيقة بنفسه 
أن تساعده ليفرح بالحياة ويتمتع بها ويضحك 
فالضحك لا يحتاج لأي سبب 
مناسبة ما 
جمعت أفراد إحدى العائلات وكان لديهم ضيف غريب 
فأبدى هذا الضيف استغرابه لضحك صبيمن أهل البيت حيث سأله :
لما تضحك ؟
فأجابه الصبي : 
بالواقع يا سيدي أنا الذي يجب علي أن أسألك :
لماذا تجلسون جميعا والإنقباض على وجوهكم 
الضحك له قيمة وفائدة 
بينما الإنقباض فلا قيمة له على الإطلاق 
فمنذ مجيئك يا سيدي والحزن والإنقباض باد على وجوهكم جميعا 
أنا لا افهم مشكلتك ...!
هل تخلق هذا الجو البائس أينما حللت وكنت ؟



الأحد، مايو 06، 2012

نشوة غامرة في صمت أبدي ...

هناك أمور يجب أن يتفهمها كل انسان 
وقد لا يستطيع أن يقدم البراهين 
أو أن يخضع تلك الأمور لبراهين 
فقط ومن خلال التجارب والإختبارات تتبلور الحقيقة 
فالطفل مثلا 
لا يجب أن يكون  نتيجة  تواصل جنسي بيولوجي كما يقول الحكيم والطبيب أوشو
بل من خلال حب وتأمل عميق 
والحب التأملي الذي يقصده يعني أن ينصهر الإثنان 
جسديا وروحيا أيضا 
يعني 
أن يضع كل منهما غروره الذاتي ، وديانته ، وعقائده 
أن يصبح بسيطا وبريئا 
وإذا ولد طفل من والدان يتحليان بهذه الخصائص 
فلن يكون بالإمكان تطبيعه
ولا ضرورة لذلك التطبيع 
فاللحظات التي تعاش من خلال تلك التجربة 
تكون في منتهى الحرية والصمت والطمأنينة الداخلية 
هي أثمن الهدايا البيولوجية العمياء 
ولا يوجد فسحة أكتر منها ملاءمة لإطلاق عملية التأمل 
روح واحدة في جسدين يتوقف فيها كل شيء 
حتى الوقت 
التأمل غير مقيد بحدود الزمن 
ويسمو على الغرور الذاتي
هو صمت 
وسعادة 
وفرح عارم 
ونشوة غامرة 
وبعد لا نهائي 
ذلك ما يمكن أن توفره لنا الأبدية 
في عمق التجربة ..

عودة الأمير ...

الكواكب سبعة 
السلم الموسيقي سبعة أنغام
الألوان سبعة
أجسام الإنسان الباطنية سبعة 
الغدد الصماء ، طول الإنسان وعرضه سبعة أشبار بشبره ...
الرقم سبعة حقا يبدو وكأنه رمز التكامل الباطني 
التكامل الشامل والحقيقي والوجودي 
في مراحل الخليقة البشرية 
كانت إن اكتملت عملية الخلق في الدور السابع  من الدورات الزمانية 
والحال ينطبق أيضا على حياة الإنسان 
دورة الحياة سبعة مكررة 
خلال السبع سنين  الأولى  من حياة الطفل الذي يكون فيها الطفل شديد الأنانية وكأنه محور العالم والشمس والقمر مسخران له 
وعندما لا تلبى رغباته ، فالويل والثبور .....
إنه كإمبراطور ....
تأتي السبع سنوات الثانية ، فلا يعود الطفل منشغلا في نفسه 
فاهتمامه يتجه نحو الآخرين وهم وحدهم مركز اهتمامه 
وتبدأ مغامرات الطفولة ...
لتأتي السبع سنوات الثالثة ، وهي سنوات تحول هام في حياة الولد 
إهتمام بالفتيات 
نضوج على الصعيد الجنسي 
مشاعر ، تخيلات ، أحلام ، علاقات رومانسية ، عالم الجنون في الطبيعة 
لكن 
زمن المغامرات والجنون يتوقف بالسن الثمانية والعشرين ، لتبدأ مرحلة  مغامرات جديدة من نوع  آخر ومختلف 
تتحول الاهتمامات فيها إلى طلب الأمان والراحة 
يميلون إلى الإستقرار واراحة والحرية 
في السن خمسة وثلاثين ، تبلغ طاقة الحياة أوجها كما يقول أوشو 
لتبدأ الطاقة بعدها بالترهل والإنحطاط 
إنه جزء من العالم التقليدي 
في متابعة دورات السبع سنين 
وبعد بدء الطاقة عند الفرد بالإنحطاط 
تبدأ الأمراض بالتفشي 
إنه اقتراب من الموت 
إنها لدورات طبيعية 
نحيا بها 
يجب علينا أن نعيشها بشكل طبيعي 
فرح ، سعادة ، رضى 
فالله أعطانا الفرص لنتعلم من هذه الدنيا 
والآن تأتي الفرصة للراحة 
فعلا 
الحياة رحلة طويلة 
لكنها غريبة 
نتعلم منها الكثير 
ولكن 
على الأمير العودة
إلى مملكته ..













السبت، مايو 05، 2012

رحلة الحياة ....

خلق الإنسان لينعم بهذه الحياة ..
لكن كيف ؟!
الكل يأكل ويتنفس ويشيخ  ويقترب من الموت ..
والأطفال يتعلمون ممن يحيطون بهم
ويبدأون بتقليدهم
هل الحياة نضج ؟
أم هي  تقدم  بالسن ؟
النضج ! 
ربما !!! 
لكن ...
كيف ؟
هل تعني كلمة النضج إبتعاد عن الموت أو اقتراب منه
هل هي لحظة الحقيقة التي يجب أن نتعمق فيها
أو أن نفهمها ...
في الحياة ، ننضج ...
يعني أن نزداد تعمقا ، ونزداد غنى ..
وأول خطوة في فن الحياة يمكن أن تكون بالتمييز بين الجهل والبراءة ...
مرحبا بالبراءة التي تعيدنا أطفالا من جديد 
لكن 
البساطة لا تجدي نفعا في هذا الزمن والعالم التنافسي 
الذي يطلب منا التزود بالذكاء والدهاء  والشطارة ...
هل أنه مطلوب منا  تضييع فرص  الحياة  التي علينا استعادتها 
أم أن البراءة هي فرصة الحياة ؟
أن تصبح بريئا ...
فالأمر لك ، وبيدك  ..
لكن البراءة تدعنا نتخلى عن كل المعارف المستعارة السابقة 
أن نتناسى الأفكار والنصوص وكل ما هو تقليد 
فهل البراءة هي العودة للبساطة
لنعود أطفالا ..
بالتأمل ....
تزال كل الإضافات المضافة إليك
أن تعود إلى كل أصيل فيك 
فلتُحرق كل الأثواب الخارجية 
ونعود كأول إنسان وطأت رجلاه الأرض 
فيكتشف كل شيء فيه بنفسه 
ليبدأ رحلة العمر 
رحلة الحياة .