الأربعاء، أغسطس 31، 2011

راحة النفس ...

العين البصيرة وحدها
هي التي تُدرك أحمال الناسالثقيلة
هي وحدها تقع على كل شيء
ولا يقع عليها شيء
صحيح أن الحياة لا تستقر على حال
لكن قد تكون بشاشةالوجه
أفضل من سخاء الكف
وخاصة في هذهالايام
فالسعادة لا تأتي إلا منخلال راحة النفس
ومن يجد الراحة في نفسه
لا يبدلها بكنوز الأرض
طوبى لمن يكون سبيله لمن بعده
كسبيل من كان قبله فيه
فهو سيرى العبرة أكثر مما وجدوا
كما أن مَن بعده
سيجد العبرة أكثر مماوُجِد
وبالنهاية
لا يقدر أن يأخذ اي إنسان من هذه الدنيا
إلانتيجة أعماله ونواياه
اللهم جنبنا الشبهة
واعصمنا عن الحيرة
واجعل بيننا وبين المعرفة نسبًا
اللهم حبّب إلينا التثبّت
واشعر قلوبنا عزّالحق

الأحد، أغسطس 28، 2011

دمعة حزن ...

أي سر يكمن خلف مئات الأسئلة المتناقضة !
علني أقف على إجابة واحدة تريحني ..
فطريق العمر بات لا يعنيني
فأنا ..
كالجرة المحطمة ..
تستعر بالجنون ..
وبها جنوني .
أندثر كالحطام
فلا يراني أحد
يمتزج املي بأحلامي
وتقبع أحزاني في زوايا الزمن
تمتلىء العيون بالدموع
كيف ارتاح ..؟
وبين أضلعي أموت
كيف أغادر بلا اكفان ..؟!
أكتم الآهات
منذ صغري
أسافر ..
واسافر ..
حتى باتت ملامحي منسية ..
تختفي ..
تتلاشى الدوائر
وتضيع الكلمات
فأصبح شريدا
أحاول استراق السمع ..
فلا أفطف سوى الفتات
عذاب
وقلب أحرقه القهر والبكاء
وعيون أعماها الظلام
وأتوه في ثنايا اللحظة والتاريخ
ليذوب همس أشواقي بآلامي ..
خلف جدران الصمت
من يعوّض تلك الجراح ..؟
ومن يمسح الدمعة
على خد تلك الصبية .

غيب الغيب ...

الكتاب متوفر لنسخة واحدة فقط كما تقول هـ . ب. بلافاتسكي في نهاية القرن التاسع عشر أنه كتاب مغرق في القدم

كانت صفحاته، ربما، من أوراق النخيل التي عولجت بطريقة أضحت اليوم مجهولة، فأصبحت لا تتأثر بعوامل الماء
والهواء والنار...

على صفحته الأولى
رسمٌ لقرص ناصع البياض وسط خلفية سوداء داكنة ..

يليه، على الصفحة الثانية، نفس
القرص، وقد أضحت تتوسَّطه نقطة ...

يليه على الصفحة الثالثة نفس القرص ، وقد تحوَّلت
النقطة التي تتوسَّطه إلى خطٍّ أفقي...

يشير الرمز المرسوم في الصفحة الأولى، ربما، من خلال الدائرة الناصعة
البياض وخلفيتها، إلى الكون الكامن في قلب الأزل قبل انبثاق الطاقة؛ وحدوده تشير،
ربما، إلى حدود معرفتنا. والرسم الذي يلي، قد يشير، من خلال النقطة، إلى تلك
النطفة التي لم تتمايز بعد، فتتحول من بعدُ إلى خليقة، أضحتْ ممثَّلة رمزًا، من
خلال الرسم الثالث، بخطٍّ أفقي، يمثِّل كوننا المنبثق من العدم .

1.
كانت الوالدة الأزلية،
متسربلةً بأثوابها المستترة أبدًا، قد هجعت من جديد لسبع أبديا
2.

الزمن لم يكن؛ إذ إنه
كان يرقد هاجعًا في الحضن اللانهائي للدهر.

3.
العقل الكلِّي لم يكن؛
إذ لم تكن كائنات سماوية موجودة لتحتويه.

4.
الطرق السبعة إلى
الغبطة لم تكن. وعللُ الشقاء العظيمة لم تكن؛ إذ إنه لم يكن من أحد يتسبَّب فيها
أو يقع في حبائلها.

5.
وحدها كانت الظلمة تملأ
الكلَّ غير المحدود، لأن الأب والأم والابن عادوا واحدًا، والابن لم يكن قد استيقظ
بعد من أجل العجلة الجديدة ومن أجل رحلته فيها. 6

6.
والأرباب السبعة
الأجلاء والحقائق السبعة كانت قد انعدمت [كفَّتْ عن الوجود]، والكون – ابن الضرورة
– كان غارقًا في الغبطة العليا، لكي يختنق بما كان، ومع ذلك لم يكن. وكان العدم.

7.
وعلل الوجود كانت قد
أُزيلت؛ والظاهر الذي كان، والمستتر الكائن، كانا راقدين في اللاوجود الأزلي –
الوجود الأحد.

8.
وحده شكل الوجود الواحد
كان منبسطًا بلا حدود، لانهائيًّا، بلا علَّة، غارقًا في نوم بلا أحلام؛ وكانت
الحياة تنبض غير واعية في الفضاء الكلِّي، عبر ذلك الحضور الكلِّي الذي تدركه
العينُ المنفتحة للنفس المطهَّرة.

9.
ولكن، أين كانت النفس
المطهَّرة حين كانت النفس الكلِّية المحيطة بالكون في الحق المطلق وكانت العجلة
الكبرى بلا والدة؟

أين كان؟!...


حيث يتابع الكتاب التيبتي متسائلاً:


1. [...] أين كان البُناة،
أين كان الأبناء النيِّرون للفجر الكَوْري؟ [كانوا] في الظلمة المجهولة لغبطتهم
السماوية العليا. أما صانعو الشكل من اللاشكل – أصل العالم – أمِّ الآلهة والجوهر
الأم، فكانوا راقدين في غبطة اللاوجود.


2. [...] أين كان الصمت؟
أين كانت الآذان الحاسَّة به؟ لا، لم يكن صمت ثمة ولا صوت؛ لا شيء إلا النَّفَس
الأزلي المتواصل، الذي لا يعرف نفسه.


3. لم تكن الساعة قد حانت
بعد؛ والشعاع لم يكن قد وَمَضَ بعدُ في البذرة؛ ولم تكن السِّدرة–الأم قد حبلت
بعد.


4. لم يكن قلبُها قد انفتح
بعدُ لكي يلجه الشعاع، فيسقط بذلك، كما الثلاثة في الأربعة، في حضن الوهم.


5. لم يكن الأبناء السبعة
قد ولدوا بعدُ من نسيج النور. وحدها الظلمة كانت الأب–الأم، الجوهر–الأصل؛
والجوهر–الأصل كان في الظلمة.


6. هذان الاثنان هما
البذرة، والبذرة واحدة. والكون كان ما يزال مستترًا في الفكرة الإلهية والرحم
الإلهي. [...]




الانفطار البدئي أو...
الخليقة


ويتابع السِّفر التيبتي قائلاً:


1. [...] ويرتعش الاهتزاز
الأخير للأبدية السابعة عبر اللاتناهي. وتنتفخ الأم، منبسطة من الداخل إلى الخارج،
مثل برعم السِّدرة.


2. ويجتاح الاهتزاز كلَّ
شيء، لامسًا بجناحه السريع الكونَ كلَّه والبذرةَ القابعة في الظلمة: الظلمة التي
تتنفَّس فوق المياه الغافية للحياة. [...]


3. وتشع الظلمة نورًا،
ويلقي النورُ بشعاع وحيد في الغور–الأم. ويخترق الشعاعُ البيضةَ البكر. ويجعل
الشعاع البيضة الأزلية ترتعش، وتنبذ البذرةَ غير الأزلية، التي تتكثَّف مكوِّنةً
بيضة العالم.


4. ثم تسقط الثلاثة في
الأربعة. وتصير الماهية المشعة سبعةً في الداخل، وسبعة في الخارج. والبيضة
المنيرة، التي هي ثلاثة في ذاتها، تتخثَّر، وتنتشر خثراتٌ في بياض اللبن عبر أغوار
الأم، الجذر النامي في أعماق محيط الحياة.


5.
ويبقى الجذر، والنور
يبقى، والخثرات تبقى، ومع


ذلك يبقى اب - ام الآلهة واحدا .


6. وكان أصل الحياة في
كلِّ قطرة من محيط الخلود، والمحيط كان نورًا مشعًّا، كان نارًا وحرارة وحركة. ثم
تلاشت الظلمة ولم تعد موجودة؛ وتوارتْ في ماهيتها عينها، جسم النار والماء، أو
الأب والأم.


7. فتأمَّل، أيها المريد،
ابنَ الاثنين المشع، المجدَ السَّنيَّ الذي لا نظير له: الفضاء المشرق، ابن الفضاء
المظلم، الطالع من أعماق المياه المظلمة العظيمة. إنه أب–أم الآلهة الصغرى،
الـ***. إنه يتلألأ كالشمس؛ إنه تنين الحكمة الإلهي الوهَّاج؛ الواحد أربعة،
والأربعة تتخذ لنفسها الثلاثة، والاتحاد يلد السبعة، وفيها السبعة التي تصير
ثلاثين (أو الجحافل والآلاف المؤلَّفة). تأمَّلْ فيه يرفع الحجاب، وينشره من الشرق
إلى الغرب. إنه يحجب الأعلى، ويترك الأسفل ظاهرًا بوصفه الوهم الأكبر. وهو يحدِّد
مواقع الكائنات البهية، ويحوِّل الأعلى إلى بحر من نار لا ساحل له، ويحوِّل الجزء
المتجلِّي إلى مياه عظيمة.


8. أين كانت البذرة وأين
أمست الظلمة الآن؟ أين روح اللهب المتقد في مصباحك، يا أيها المريد؟ إنما ذاك هو
البذرة، وذاك هو النور، الابن الأبيض الساطع للأب الأسود المستتر.


9. النور هو اللهب البارد،
واللهب هو النار، والنار تولِّد الحرارة، التي تستحيل ماءً: ماء الحياة في الأم
الكبرى.


10. ويحوك الأب–الأم نسيجًا
يتَّصل طرفُه الأعلى بالروح – نور الظلمة الواحدة – وطرفه الأسفل بنهايتها
الظليلة، المادة؛ وهذا النسيج هو الكون المحوك، من الجوهرين اللذين صارا جوهرًا
واحدًا، هو الجوهر–الأم.


11. إنه ينبسط حين يعتليه
نَفَسُ النار؛ وينقبض حين يلامِسَه نَفَسُ الأم. وحينئذٍ ينفصل الأبناء ويتباعدون،
ليعودوا إلى رحم أمِّهم في نهاية "اليوم العظيم"، ويصيروا واحدًا وإياها
من جديد؛ فحين يبترد، يصير مشعًّا، وينبسط الأبناء وينقبضون عبر ذواتهم وقلوبهم،
فيعانقون اللانهاية.


12. وعندئذٍ يبعث
الجوهر–الأم بالدوامة النارية لتُصلِّب الذرات – وكلٌّ منها جزء من النسيج. وإذ
تعكس – كالمرآة – "الربَّ الواجب الوجود بذاته"، فإن كلاً منها يصبح
بدوره عالَمًا.


نشأة الإنسان


2.
وقالت الأرض: "أيا
ربَّ الوجه المشعِّ؛ بيتي خاوٍ. [...] فأرسل أبناء السبعة ليعمروا هذه العجلة. لقد
أرسلتَ أبناءك السبعة إلى ربِّ الحكمة. سبع مرات رآك تتقرَّب إليه، وسبع مرات
أُخَر شَعَرَ بك. لقد حرَّمتَ على عبادك – الحلقات الصغرى – التقاطَ نورك وحرارتك،
واستقبالَ رحمتك الواسعة وهي في طريقها. فابعث الآن إلى أَمَتِك مثل ذلك."


3.
فقال ربُّ الوجه المشع:
"سأبعث إليكِ بالنار ساعة يبدأ عملُكِ. ارفعي صوتك إلى عوالم أخرى؛ التمسي من
والدك – ربِّ السِّدرة – أبناءه. [...] سيكون شعبك تحت حُكْم الآباء؛ وسيكون
بَشَرُك مائتين. أما بَشَرُ ربِّ الحكمة – لا أبناء القمر – فخالدون. كفِّي عن
الشكوى. فجلودك السبعة مازالت عليكِ. [...] مازلتِ غير مستعدة؛ وبَشَرُك غير
مستعدين."


4.
بعد ثلاث مخضات عظيمة رَمَتِ
[الأرض] عنها [جلودها] الثلاثة القديمة ولبست سبعة جلود جديدة، ثم استوت في
[جلدها] الأول.


5. ودارت العجلة ثلاثين كورًا
أُخَر. وبنت أشكالاًً: حجارة طرية قَسَت، ونباتات قاسية طريت. [بَنَتِ] الظاهر من
الباطن، حشراتٍ وحُيَيْوينات. وكلما اجتاحت [هذه] الأمَّ نفضتْها عن ظهرها. [...]
وبعد ثلاثين كورًا استدارت. استلقتْ على ظهرها؛ على جنبها. [...] وما كانت لتدعو
أبناء السماء، وما كانت لتسأل أيًّا من أبناء الحكمة. صوَّرتْ من رحمها هي. ولفظت
بشرًا
ذلك يبقى أب–أم الآلهة واحدًا.


مقتطفات


10. وعندما قُضِيَ عليهم،
أمستِ الأرض–الأم عارية. وطلبتْ أن تُجَفَّف.


11. وجاء ربُّ الأرباب.
فَصَلَ المياه عن جسم [الأرض]، فكانت السماء من فوق، السماء الأولى.


19. وكانت الذرية الثانية
هي الثمرة بالبرعمة والانبساط، [الذرية] اللاجنسية من التي لا جنس لها. كذا، أيها
المريد، وُلدت الذرية الثانية.


21. وعندما شاخت الذرية،
امتزجت المياهُ القديمة بالمياه الحديثة. وعندما تعكَّرتْ قطراتُها، تلاشتْ
وتوارتْ في التيار الجديد، تيارِ الحياة الساخن. وصار ظاهر الأولى باطن الثانية. وأضحى
الجناحُ القديم الظلَّ الجديد، وظلَّ الجناح.


22. عندئذٍ طوَّرتْ
[الذرية] الثانية المولودين من البيضة: [الذرية] الثالثة. ونَضَحَ العَرَقُ،
ونَمَتْ قطراتُه، وتصلَّبتُ القطرات واستدارت. أدفأتْها الشمس؛ والقمر برَّدها
وشكَّلها؛ وغذَّتْها الريحُ حتى أينعتْ. وظلَّلتْ البجعةُ البيضاء [الآتية] من
القبة النجمية القطرةَ الكبيرة – بيضةَ الذرية الآتية، الإنسانَ–البجعةَ من
[الذرية] الثالثة المتأخرة: ذكر–أنثى أولاً، ثم رجل وامرأة.


27. وأمست الذرية الثالثة
مركبةَ أرباب الحكمة. وخلقتْ "أبناءَ الإرادة واليوغا". بالقدرة السحرية
خلقتْهم، الآباءَ القدُّوسين، أجدادَ الكُمَّل.


28. ومن قطرات العَرَق، من
بقايا الجوهر – المادةِ [المستخلَصة] من الأجسام الميتة للبشر والحيوان من العجلة
السابقة – ومن التراب المهمَل، وُلدت الحيوانات الأولى.


29. حيوانات ذوات عظام،
تنانين الأغوار، وأفاعٍ طائرة أضيفت إلى الزواحف. والزواحف على الأرض نَبَتَتْ لها
أجنحة؛ والمائيات ذوات الأعناق الطويلة أمست والدة طيور الجو.


30. وإبان الذرية الثالثة،
نَمَتِ الحيوانات عديمات العظام وتغيرت: صارت حيوانات ذوات عظام، وتصلَّبتْ
ظلالُها.


31. وانفصلت الحيوانات أولاً.
وجعلت تتكاثر. وانفصل الإنسان المزدوج أيضًا. قال: "فلنتكاثر مثلها؛
فلنتجامَع وننسل مخلوقات." وهكذا كان.


35. عندئذٍ صار البشر
أجمعين موهوبين عقلاً. وأدركوا خطيئة عديمي العقل.


36. وأصبحت الذرية الرابعة
ناطقة.


37. وصار الواحد اثنين؛
وكذلك الأحياء والزواحف التي كانت ما تزال "أحدية" [خنثى] كلُّها،
أسماكًا طائرة وأفاعيَ قوقعية الرأس عملاقة، [صارتْ اثنينية].


38. هكذا، مثنى مثنى، في
المناطق السبع، وَلَدتْ الذريةُ الثالثة بَشَرَ الذرية الرابعة؛ وأمسى الآلهةُ غير
إلهيين، والأرباب عديمي الربوبية.


النهاية...


40. إذ ذاك تطاولتْ
[الذرية] الرابعة غرورًا. وقيل: "نحن الملوك، نحن الآلهة."


41. واتخذوا نساءً حسنات
المرأى. زوجات من عديمي العقل، ضيِّقي الرأس. ونسلوا مُسوخًا: شياطين شريرة،
ذكورًا وإناثًا، وكذلك أبالسة، إناثًا ناقصات العقل.


42. وابتنوا هياكل للجسم
البشري. وتعبَّدوا للرجال وللنساء. عندئذٍ كفَّتِ العين الثالثة عن العمل.


43. وبنوا مدنًا ضخمة.
بنوها [مستعملين] طينات ومعادن نادرة، ومن النيران المتقيَّأة ومن حجر الجبال
الأبيض والحجر الأسود، نحتوا صورَهم على مقاسهم وصورتهم، وتعبَّدوا لها.


44. بنوا أصنامًا عظيمة
بارتفاع تسعة ياتي [ثمانية أمتار]، بطول أجسامهم. كانت نيران باطنة قد أبادت أرض
آبائهم. والمياهُ هدَّدت [الذرية] الرابعة.


45. وجاءت المياه العظيمة
الأولى. وابتلعت الجزر السبع العظيمة.


46. ونجا القديسون، بينما
هَلَكَ غير القديسين – ومعهم [هلكتْ] غالبية الحيوانات الضخمة، التي وُلدت من
عَرَق الأرض.


48. وبقيت [الذرية] الخامسة
المولودة من السلالة المقدسة؛ وحَكَمَها الملوك الإلهيون الأوائل.


49. [الأفاعي] الذين عاودوا
النزول، وسالَموا [الذرية] الخامسة، وعلَّموها وثقَّفوها. [...]

أما ما يقوله العالم واللاهوتي تيلار دي شاردان فهو يقول :


في وسعنا أن نتأمل الآن شجرة الحياة وهي تنتصب أمامنا. إنها شجرة
غريبة – هذا ما لا شكَّ فيه. وفي وسعنا أن نسميها شجرة سلبية négative

لسبب بسيط هو أن أغصانها وجذعها، على عكس ما يحدث مع أشجار غاباتنا الكبرى، تكشف
عن فجوات تتسع على الدوام كلما انحدرنا نزولاً. إنها شجرة جامدة تقريبًا، كما تبدو
لنا من خلال براعمها التي تسعى إلى التفتح. ومع أننا لا نعرف الكثير عن هذه
البراعم، التي هي الآن نصف متفتحة، فإننا نلاحظ أن الشجرة قد رسمت بوضوح أوراقها
المنضَّدة بعضها فوق بعض، التي تمثل مختلف الأنواع الحية. إنها تنتصب شامخة أمامنا
لتغطي، من خلال فروعها الرئيسية وأبعادها الهائلة، الأرضَ كلَّها. ولا بدَّ لنا،
قبل التعمق في سرِّها، من إلقاء نظرة فاحصة عليها للتعرف على المغزى من شهادتها.




ويتابع تِلار دُهْ شاردان يقول:


لا أحد يشك في الأصل الدائري لسديم لولبي، وفي الزيادة المتدرجة
للجزيئات في قلب بلورة أو صاعدة، أو في تصلُّب الحزم الخشبية حول محور ساق الشجرة.
فتلك الترتيبات الهندسية، التي تبدو لنا مستقرة كلَّ الاستقرار من حيث الظاهر، هي
الأثر–العلامة والبرهان الذي لا يُدحَض على الحركة المجردة
kinematics
التي تجعل من غير الممكن لمن يتأملها التردد، ولو للحظة واحدة، في الإقرار بالأصول
التطورية للحياة على أرضنا.


... فكيفما نظرنا، من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأكبر إلى الأصغر،
نجد بنية مرئية واحدة نؤكد على تصميمها الذي يقوِّيه ترتيب الظلال والفراغات
ويطيله (وليس في قولنا هذا فرضية!) – تنظيم تلقائي من حيث ظاهره للعناصر التي لم
نشاهدها من قبل والتي اكتشفها هذا العصر. ويجد كلُّ شكل اكتُشِفَ حديثًا مكانه
الطبيعي.


... وتكون الحياة، مثل جميع الأشكال في كون يثبت فيه الزمان كبعد
رابع حجمي وبعد تطوري للطبيعة. أو لنقل إنها، من الوجهة التاريخية والمادية، تمثل
عاملاً مساعدًا
Î،
يحدِّد مركز كلِّ شيء في المكان، وفي الزمان، وفي الشكل.




يقول تِلار دُهْ شاردان، متكلمًا على نشأة الإنسان وارتقائه:


أصحاب المذاهب الروحانية على حق عندما يدافعون بشدة عن تعالي transcendance
الإنسان عن الطبيعة بأسرها. ولا يخطئ الماديون عندما يقولون إن الإنسان هو درجة
أبعد في سلسلة الأشكال الحيوانية. وفي هذه الحالة، كما في حالات عديدة، يُحَلُّ
التناقضُ بين المنطقين المتناقضين من خلال مراعاة ذلك الجانب الأساسي الذي يقول إن
تبدلاً جوهريًّا قد حصل. فمن الخلية إلى الحيوان المفكر، ومن الذرة
atome إلى الخلية، تستمر العملية نفسها والتركيز النفسي نفسه في الاتجاه
نفسه؛ مما يؤدي، بسبب استمرارية العملية من وجهة نظر الفيزياء، إلى حدوث قفزات
نوعية معينه، تبدو وكأنها فجائية، تكون نتيجتها حصول تحول في الموضوع.


... وفي الحقيقة، فإن التحول الذي قاد الإنسان في النهاية كان، من
وجهة نظر عضوية، يعتمد على تطور يؤدي إلى دماغ أفضل.


ويتابع تِلار دو شاردان قائلاً:


... لقد أتى الإنسان إلى العالم في صمت. ولكنه في الواقع سار
بنعومة شديدة، كما تبيِّن لنا تلك الأدوات الحجرية التي نلقاها من آثاره على
امتداد العالم القديم، بدءًا من رأس الرجاء الصالح وحتى جدار بكين... وقد عاش
كمجموعات وامتدت طفولته آلاف مؤلَّفة من السنين.







السبت، أغسطس 20، 2011

همسات ما بين السطور ...

كيف نتعمق في أبعادها ..؟
كيف نتقصى وكيف نكتشف أسرارها ..؟
تجذبنا إليها كما يُجذب النحل لرحيق الأزهار ...
أي غموض فيها ..؟
أي صعوبة في التعامل معها ...؟
ما هي دلالاتها ...؟
لكنها تبقى الحياة العملية فيها ..
وإن كان من الصعوبة التعامل معها ...
إنها تدخل في كل شيء ..
في الحجر والبشر ..
من لديه الجرأة ليقول أنا العارف ..
فيكون كمتكبر يقف على تلة بعيدة ..
يرى الناس صغارا ...
ويرونه صغيرا ...
إنها لغة الأرقام .
قد يكون علم الأرقام منطقي ..
لكنه في الوقت نفسه شديد التعقيد ..
دائما يرتكز على أساس ..
وهو أساس في النظام الكوني ..
أساس حتى في تنظيم حياة الإنسان .
وهو القاعدة في تنظيم عملية الخلق وتكوين العالم ...
فسبحان العالم بخفايا الأمور ..
والنعمة ، لمن هو قادر على سبر أغوار المجهول والغامض ..
وسامع همسات ما بين السطور ..
ماذا يعني لك رقم 1.618 مثلا ..؟!
أية نسبة إلهية ومقدسة وضعت بين العدد واحد والـ 618 ...
هل من الصدفة أن تكون نسبة ذكور من الإناث في كل خلية نحل وأية خلية ، لها علاقة بـ 1.618 ؟؟!!
وهل تعلم بأنك إذا قسمت عدد الإناث على الذكور دائما تحصل على نفس النتيجة .. ؟ !
نفس الرقم .
دوار الشمس ..
تنمو البذور فيها بشكل لولبي متقابل ..
هل تعلم أن نسبة كل دورة إلى الأخرى هي نفس العدد المقدس ..؟!
كما لقوقعة البحر الحلزونية ..!
وكذلك الأمر بالنسبة لبتلات أكواز الصنوبر ..!
التشكيلات الورقية للنباتات والحشرات حتى الإنسان ...
كلها تخضع خضوعا مباشرا لنفس النسبة المذهلة ..
قد يستخف أحدا ما بصحة هذا الكلام ..
فإلى أولئك نقول :
قيسوا المسافة من قمة رأسكم إلى الأرض ..
وقسموها على المسافة بين سرّتكم والأرض .
قيسوا المسافة بين كتفكم وأطراف أصابعكم ..
ثم أقسموا الناتج على المسافة بين كوعكم وأطراف أصابعكم .
المسافة بين الورك إلى الأرض ..
وقسمتها على المسافة بين الركبة والأرض ..
ماذا ستكون النتيجة معكم ..؟
العلاقة النسبية بين سلاميات أصابع اليد وسلاميات أصابع القدمين ..
تقسيمات الحبل الشوكي ...
النجمة الخماسية ستقسم نفسها تلقائيا إلى أجزاء ..
وحسب النسبة المقدسة .
كلها ..
كلها ..
1.618
هذا ما جعل البشر يحاولون التقيد بجمال ما خلقه الرب ..
والكثير من عظماء الفنون تقيدوا بهذه النسبة في فنونهم وتصاميمهم وأعمالهم ..
حتى بناء المعابد والإهرامات خضعت لنفس النسب في تصاميمها وتشييدها ..
أية سيمفونية تُعزف في هذا الوجود ..؟ !!!!
وأي معنى يحمله همس ما بين الكلمات .. !!!!!!!

الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

من المعرفة إلى العرفان ...

يقول الدكتور محمد كامل حسين في كتابه وحدة المعرفة ..
أنه في الكون نظام
وفي العقل نظام .
والنظامان بالنهاية هما من معدن واحد ..
والمطابقة بينهما ممكنة ، لما فيهما من تشابه .
ولو لم يكونا متشابهين ..
لكانت هناك استحالة في المعرفة ..
وما علم أحد شيئا ..
قد يكون ذلك صحيحا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار بأن ارتقاء النظم الكونية ..
هو الذي أدى إلى وجود العقل ..
وقد يكون التوافق بين النظامين ليس ببعيد .
فالحقيقة الجزئية لا تُعدّ حقيقة
ما لم يطابق نظامها نظام الأجزاء الأخرى ...
وحتى نبلغ الحقيقة ...
فلا بد من العمل على ان تكون كل أجزاء المعرفة ..
متسقة على نظام واحد .
وعلى هذا الأساس
يمكننا الإستنتاج
بأنه ما دام النظام الكوني أزليا وثابتا ومستقرا ...
فجدير بالمعرفة ان تكون أيضا ثابته ومستقرة .

الاثنين، أغسطس 15، 2011

كلمة ونظرة ...

كن شجاعا ..
كن شجاعا واعترف أنك كذبت وتكذب مرارا ...
كن شجاعا واعترف أنك كذبت وجاملت بلباقة كي لا تفقد وظيفتك ..
كن شجاعا واعترف أنك كذبت حتى لا تفقد ثقة الآخرين بك ..
كن شجاعا واعترف أنك لا تتصوّر نفسك ضحيّة في الحياة ..
فلا أحد يفهمك ..
وانك تخدم الاخرين
ولا أحد يساعدك ..
كن شجاعا واعترف
بأنك دائما تواجه الشر والخيانة
وأنت تزرع الخير في كل مكان ...
كن شجاعا واعترف
بانك رايت صديقك بسيارة آخر موديل ولم تشعر بغيرة في داخلك ..
ألم تتساءل مع نفسك بأن رزقك قليل .. هل سيتغير الوضع ؟
أو أنا مريض ولا يوجد شفاء من المرض هل تتقبله لأنه قدرك ؟
أو انا لا أحب زوجي أو زوجتي فكيف اغيّر مجرى حياتي ..؟
أو لم أحصل على الوظيفة المناسبة ...
فهل كل ذلك هو من الأقدار ..؟
ولكن ..
هل فكرت يوما بان الله عنده كل شيء
وانت كذلك سيكون لديك كل شيء ..
أكثرنا يتعرض للضغط ..
يصرخ ..
الأهم من كل ذلك ...
أن لا تُكبت المشاعر ..
أن نقول ما نحس به ونكون مرتاحين له ..
حتى ولو احتاج ذلك إلى صرخة غير مهذبة تُطلق ..
فعملية التنظيف للداخل يجب ان تتم ..

السبت، أغسطس 13، 2011

أسرار الموت ...

من منا لا يريد أن يعرف شيئا ما عن أسرار الموت ...؟
ولكن ..
أين سنجدها إذا كنا لا نعرف أسرار الحياة ...
كيف لنا أن نبصر النور ..!
وكيف نفتح قلوبنا للحياة وجسد الحياة ..
هل أن معرفتنا الصامتة لما بعد الموت ...
هي التي ستزيل حجب النور ..؟
كيف ندرك سر الحياة ..؟
طالما لم يقف الواحد منا عاريا أمام الريح ..
أو أن يذوب في النور ..
فما انقطاع النَّفَس ..
سوى انعتاق الجسم من مراحل مدّه وجزره ..
فبذلك وحده نرتفي ..
وبذلك نرتفع إلى أعلى ..
لنذوب ...
في مياه نهر الصمت العظيم .

الأربعاء، أغسطس 10، 2011

عند الغروب ...

اغالب الشوق ..
والشوق يُغالبني ..
فلا ارى لي سوى الموت شافيا ...
لما للنفس من حاجات ..
لم يبق لي سوى الصمت ...
الذي يتلاشى صوته في الآذان
القلب ازداد غنى
وبشفاه أكثر طواعية للروح
منها تتفجر ينابيع حبي الخفية
لتنساب
وتنتشر
كروح الحياة
في كل مكان .