الثلاثاء، أبريل 10، 2012

بين الفكر والواقع ..

في مرحلة ما بحياتي رحت أمارس  بعض ألوان التأمل ولا سيما  ما يسمى بالكارما يوغا و الجنانا يوغا ..
حيث أنه في الفلسفة الهندية وفيما يتعلق بنظرتها لبلوغ حالة اللازدواجية الفيدانتية  Advaita vedanta  التي هي طريق بلوغ التوحيد المحض أو الإتحاد  .

طبعا هناك عدة طرق تمارس لبلوغ تلك الحالة :

1- الطريق الأول : الراجا يوغا  ، أي في مرحلة الصفاء    الفكري بالتأمل .
2- الطريق الثاني : الكارما يوغا ، أي من خلال العمل المجرد .
3- الطريق الثالث : البهاكتي يوغا ، وهي تتم من خلال المحبة والتضحية والتعبد .
4- الطريق الرابع : الجنانا يوغا ، وهي تكون من خلال طريق المعرفة .

طبعا قد يكون التمرس بأحد هذه الطرق ببعدها الروحي العميق تحتاج لمعلم حكيم أو لمرشد ، ألا أن المتغيرات التي تحصل في الجسد أو الفكر أو المشاعر والتصورات والحواس وما إلى ذلك من الإنطباعات المتعددة .
ولكني عرفت لاحقا أن تحديد الفكر في بعض مراحل التأمل تجعلك تصل إلى طريق مسدود . لأن المهم كما كان يقول كمال جنبلاط  بأن المطلوب هو أن نتعدى حدود الفكر والفعل ارتفاعا نحو المطلق .
قد يظن البعض من خلال تصورات واعتقادات  غير واضحة ومبنية على توهمات خاطئة  أحيانا ، وكأن التأمل هو حالة خروج من الحياة الواعية للإنسان وهذا تصوّر خاطىء .
لذلك يجدر القول أن التأمل لا يمكن اعتبارها حالة خاصة بحد ذاتها ...
إنها محض تأمل فكري ، وهذا ما يفعله اليوغيون عادة ، وهو الطريق الذي كان يسلكه طلاب التأمل لتقوية  أفكارهم ، أو الوصول بهم  لحالة من الإستقرار والإطمئنان ، أو وصولا لبعض الكرامات أو القوى العجائبية ، في قراءة الأفكار أو المعرفة التي  لا ترتكز على الحواس أو تحريك الجماد أو شفاء المرضى  باللمس وما إلى ذلك .
إن ما أؤمن به من خلال اختباراتي بأن التأمل ليس بالحقيقة سوى بلوغ مرحلة إراحة الفكر ..
وإراحة الفكر يعني جعله يرتاح من كل انقباض ..
فيصبح الفكر في تلك الحالة خاويا خاليا من أية فكرة أو شعور .
في تلك الحالة ، يتلاشى الفكر ويُمحى تماما من كل ما ينبع منه في كل حين بشكل فكرة أو أفكار في مرحلة الوعي .
وهذا اللون من ألوان التأمل  ...
قد يعتمد فيه الإنسان على الفكر ... 
الذي يجب أن يتعداه بالنهاية .

ليست هناك تعليقات: