
سألت يوما احد الأشخاص ..ما هو أكبر ذنب ممكن ان يقترفه الإنسان ؟
وبعد تفكير عميق أجاب : ربما قتل إنسان آخر .
من المعلوم أنه يوجد ذنوب أكبر من ذلك بكثير ..
كقتل الحب مثلا ..!
فقبل قتل إنسان آخر ..
عليك أن تقتل الحب تجاهه .
إن اقتلاع الشعور عنده بالحب ..
يُنمي التربة ...
لنمو الكثير من الجرائم والذنوب .
حادثة غريبة حصلت لصبي بسن الخامسة عشر عندما شنق نفسه بعد مشاهدته في التلفاز مشهدا لفنان كوميدي حيث ضحك عندها كثيرا قبل أن يخرج ويرمي نفسه تحت القطار ...!
قد لا يعرف أحدا السبب الذي دفع الولد إلى فعله ذلك ...!
لكن ..
ووفقا لقانون الكارما ...
فقد تبين أنه كانت لدى أمه عاشقا كان مولعا بحبها كثيرا ..
ولكنها ..
كانت لا تعيره أي اهتمام على الإطلاق ..
وبذلك ..
فإنها قضت على حبه ضميريا .
فلم يستطع يومها تحمل الموقف ..
فرمى بنفسه تحت قطار .
لقد قتلت الأم الحب والحياة في ذلك الإنسان المُحب ..
لذلك تلقت عكسيا ذلك البرنامج التدميري الضخم الذي استمر كامنا في أعماق وجدانها لسنوات ...
إلى أن صيغ في حقل ولدها ..
فعند وصوله للحظة مُحددة ..
حصل ما حصل لإبنها .
فعلا ..
ان ذلك يجبرنا على القول :
بأنه ليس هناك أناس ..
إنما هناك أفكار ..
وربما ذلك ما يخفي أسباب جرائم القتل والإنتحار ..
والتي هي مترسخة في أعماق الضمير ..
هناك ..
تجد آلية التدمير ..
والتدمير الذاتي ..
هناك المنبع المُصاغ
من خلال أفعال وجرائم الآباء والأجداد أو الـ ..
ومن هنا ..
تكمن أهمية عدم الإساءة لأي إنسان ..
وأية شكاوى ..
أو مزاعم ..
وما يمكن نسبه للمصير ، والرب ، والماضي ، والناس ...
فيمكن للإنسان أن يتصرف وفق ما يشاء ..
ولكن
أية شكاوى بالداخل
أي اعتداء اعتدنا عليه وسخطا على الغير ..
سوف يكون برنامجه معكوسا علينا ..
شئنا ذلك أم أبينا ..
إن اعترفنا بذلك ..
أو أنكرناه ...
وردات الفعل ستكون علينا ..
وعلى الأهل والأقارب والأصدقاء .