الأحد، ديسمبر 16، 2012

الجينوم البشري ...


لست معنيا هنا بالكشف عن مشروع الجينوم البشري  ، فإن لذلك أصحاب علم واختصاص  وله خرائطه وتحديداته وتتابعاته منذ بداية السلالة البشرية ولغاية تاريخه ..لكني هنا وبعد التطور العلمي الهائل والكشف عن  مسودة الجينوم البشري الكامل خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن يكشف الوهلة في تسارع التطور بفترة قصيرة جدا لم نكن نعهدها سابقا .وما لفت انتباهي فعلا هو ما قاله العالم والطبيب مات ريدلي عندما قال :لو أني أردت تلاوة الجينومات البشرية باعتبارها ككلمات يتكون منها كل جسد كل كائن  بشري بمعدل كلمة في الثانية الواحدة لمدة ثمانية ساعات في اليوم ، سوف يستغرق بي الأمر قرتا من الزمان ....أو انه لو  وصع حرفا في الميليمتر الواحد سيكون ذلك النص بطول نهر الدانوب وربما أطول .فهذه الوثيقة العملاقة  يصح أن نقف أمامها بتمعن واخذ العبرإن ما كشفه الطب الحديث استنادا لدراسة الخريطة البشرية يطيح بعرض الحائط نظرية داروين بأن الإنسان أصله قرد ..


والسبب في هذه الدلالة يعود للفارق بين الكروموزنات الموجودة عند كل من فصيلة القرود وسلالة البشرية حيث أن الكروموزونات لا تتغير ولا تتبدل مهما طالالزمن  .
نعرف أنه في بداية النشأة الأولى للكون كانت الكلمة ..والبحر اهتدى برسالة الكلمة
وكان الإبداع العظيم .فتلك البدعة الهلامية ، تجفل عندي في كل مرة يرد فيها ذاك الخاطر على فكري ، سيما بعد مرور مئات ملايين السنين لعمر الكوكب الذي نحيا عليه الآن .إلا أنني ربما أكون محظوظا أيضا في أن تلك السنوات الطويلة ، يجب أن تكون كافية لتنوّر الخليقة واستهدائها إلى رحمة الرحمن .أما الفكرة والخاطرة التي كانت تمر بمخيلتي وتؤرق مضاجعي هي تلك الشيفرة أو البصمة من الكيماويات التي تتحكم بمصائرنا على الصعيد الوراثي والبنيوي والوظيفي في تحديد الأنشطة البيوكيميائية في الخلايا البشرية وما تحدثه من تغييرات يمكن التنبؤ بها على المستوى الصحي عند أهل العلم .هنا يخطر ببالي كم كان بوذا محقا بقوله : " ... إن أسباب الولادة والموت هو الجهل " .الجهل الذي هو مصدر السموم لكل شر وألم ...الجهل الذي ينبع من الرغبة في العيش ، والتي هي بدورها تشكل الأشكال العضوية في حقول الإدراك السته التي هي الحواس الخمسه والعقل الذي هو مختصرها ومستوعبها ...نعود إلى موضوعنا الأساسي ، وقدرة الطب في استشفاف التغيرات الممكن حصولها للجسد البشري من خلال دراسة خريطته البشرية أي الجينوم وال DNA .....
السؤال الذي يتبادر لذهني هو هل أن لتلك المورثات أو الجينات طريقها ومسارها الثابت الذي لا يتغير إذا ما تركت على طبيعتها دون مؤثرات خارجية ؟!
فإذا لم تتغير .. فسيستدعي منا طرح سؤال آخر  حول معنى الكارما وتأثيرها في المسار الإنساني بشكل عام ؟!....... إن الموجودات ، لا تتحول من شيء لآخر كما كان ينظر إليه أتباع أ رسطو  في مبدأ السببية ..
إن أي تغير لا يمكن أن يتم إلا بتدخل إلهي ..ولو شاء لجعل هذا التغير في اتجاه آخر
وما من شيء يتحول إلا بقدرة الله
وأكبر دليل هي حصول تلك المعجزات
فالمعجزة خرق للمعتاد
وهو مخالف  لنظم ونواميس الطبيعة .

ليست هناك تعليقات: