الخميس، ديسمبر 13، 2012

كن التكوين ....

عندما تطلع على مضمون علوم الفيدا ترى وكأنك تعيش في حقبة  ولى عليها الزمن من قِدَمِ علومها في تاريخ الإنسان .
ولا ترى تاريخا لنشوء هذا النوع من العلوم  ولا كيف وُضعت ولا من وضعها وكأنها وُضعت قبل أن يُخلق الإنسان 
والبعض يعتبر أنها موجودة قبل الوجود البشري ..
وهي النظام الكوني الإلهي الذي يعمل في الوجود منذ بدايته ...
وعلوم الفيدا تتمحور حول معرفة الذات العارفة والذات المعروفة التي هي واحدة بالنهاية ...
إنها الأحدية 
ذات الصفة الكاملة للذات .

الفيدا مؤلفة من أربعين جزءا 
وعندما تتعمق بفلسفتها ، تظهر لك تلك الطبائع الأساسية في فيزياء التكوين قبل الإنفجار الكبير المعروف عند أصحابه بالبيغ بانغ .

والوهج الكبير من النار في بداية أول كلمة من كلمات الفيدا التي هي " الرك فيدا " والتي تعني النار ، والحرف الأول منها " أ " هو التعبير عن الصوت والذي هو عبارة عن ذبذبات من  الطاقةالتي يمكن أن تبدأ من ذبذبات أقل تذبذبا أو أقل منها عنيت بها تلك 
الذبذبات الهامدة ..

هنا ندرك أن حالة الهمود بحد ذاتها كيف تتحول إلى صوت كنتيجة للفعل الأول للوجود ، والذي هو ليس إلا تعبيرا عن حالة تفتح للوعي 
وتحولها من من الأحادية أي السامهيتا باللغة الفيدية ..
كم هو رائع ذلك التشبيه بين التعبير الصوفي بكلمة " كن " التكوين ، وبين النبرة " إك " قي القيدا الني جمعت جميع القوانين الكونية .

والأغرب من ذلك ، ذلك الإلتقاء بالقول على ظهور العقل الكلي الأول ، الذي به كان الخلق وكان الإنطلاق كانطلاقة ال " أ " في ( الإك )  أو ال " ك" في كلمة ( كن ) فتُحفظ الخليقة به ، وبه فناؤها .

ليست هناك تعليقات: