الثلاثاء، نوفمبر 15، 2016

4- على الطريق ...


في حقبة تاريخية سابقة ، كان الصراع حادا بين أفكار فلسفية متناقضة حول أصل الوجود ... وجود من فراغ ؟! أو لا وجود أصلا للفراغ ... 
ذلك ليس موضوعنا الآن ...
إنما هو عالمنا الذي نحن فيه القائم على مبدأ الثنائية ... الإزدواجية ...
التي إذا أدركنا كنهها سوف نصل للمبدأ القائم على التوحيد ...
وعند وصولك لهذا المقام أو المستوى من المعرفة والإدراك تكون قد تخطيت كل المعوقات التي تقف حجبا وحواجز أمام وعينا ومعنى وجودنا ، وغايتنا من هذا 
الوجود ... 
كل شيء له نقيضه في هذا الكون الذي نحن فيه .. وبدرجات متفاوتة ...
التناقض موجود بكل شيء ..
كل طرفان ، مجتمعان بنسب ما ...
فلا حقائق كاملة ...
بل أنصاف حقائق ..
إنها من مسلمات هرمس الحكيم 
الأضداد تتشابه ..
والحقيقة نصفها كذب .. تبعا لمبدأ أن كل شيء له وجهان أو مظهران ...
وحتى تتحقق من صوابية الكلام ..
أنظر في ميزان الحرارة عندك ..
هل يمكنك تحديد درجة الحرارة من أين تبدأ ؟ أو درجة البرودة ؟
متى عند أي درجة  يبدو الجو حارا ؟ أو باردا ؟
ببساطة ... إن الحر والبرد ليسا سوى مظهر لما نسميه حارا ...
وكل الظواهر المرتبطة بها ليست سوى مظاهر للإزدواجية التي تكلمنا عنها أو تكلم عنها سيدنا هرمس الحكيم عليه السلام ...
وما تكلمنا عنه عن الحرارة ، فالمثل ينطبق على حالة النور والظلمة ...
ينطبق على ما ندعوه كبير وصغير ، أو أسود وأبيض ، صلب وليّن ، ضجيج وهدوء مرتفع ومنخفض ، إيجابي وسلبي ، خير وشر !

هذا المبدأ التناقضي لا يمكن أن يحل محله أي مبدأ آخر حتى على المستوى العقلي ...!!
خذ مثلا الحب والكراهية ..
هناك درجات من الحب أو الكراهية ...
وبين الحب والكراهية مستويات عديدة ، يتوسطها تقريبا ما يسمى بالود أو النفور مثلا ..
ولكن هذا الأخيران سيظللان بعضهما البعض حتى لكأننا نحتار معرفة ما إذا كنا نودّ أو ننفر !!!!! فيبدو الأمرفي لحظة ما وكأنه لا هذا ولا ذاك ..!!!

فيا صديقي قاريء هذه السطور ..
طبعا لك تجارب شخصية ،  وتدرك ذلك الانتقال السريع بين المحبة والكره ...
وبدون إرادة منا !!!!
ولكن ماذا لو قلنا أن ذلك الإنتقال يمكن أن يكون " إراديا " !!!!
إنه ليس من المستغرب أبدا قدرة بعض من أدركوا هذا السر وطرق استخدامه في تحويل الشر إلى خير وبالعكس ... تبعا لمبدأ الإزدواجية ...
إنه فن الإستقطاب الكيميائي والعقلي ...
عندها يكون قد تخطى مبدأ الإزدواجية ...
وأخذ مساره على طريق التوحيد .!!!


ليست هناك تعليقات: