الأحد، ديسمبر 07، 2014

من أوراقي المطوية 2 ....


لم أكن ألجأ لأحد فيما كانت تعترضني من مشاكل أو استفسارات . كنت مدركا لطريقة حياتي بمعظم تفاصيلها .
كنت مراقبا لطريقة تصرفاتي مع نفسي والآخرين معتمدا على ما تيسر لي من وعي  وإدراك ، فكنت كثير التحليل والتفكير وإن كانت استنتاجاتي كلها كانت تفترض مني طول البال والإرادة الصلبة .
كنت مدركا أن للحياة أسرارها وخفاياها ..
ولفهمها ،
كان يتطلب مني رباطة جأش وتصميم .
كنت أكتسب الكثير من خلال مطالعاتي  للمواضيع المتعلقة بالنفس البشرية وطبائعها ، وكنت أحاول التحكم بتصرفاتي وطريقة تفكيري بإرادة واعية خلال رحلتي الطويلة تلك  .
الأمر كله كان منوطا بالإبتعاد عن السلبيات بكل مجالاتها محاولا السيطرة عليها ضمن المقدرات الطبيعية التي كانت متوفرة لدي ومكتسباتها ، إلا أنني بالوقت عينه ، لم أكن أبدي أية مواقف اعتراضية أو حيادية ، بل كنت أخضعها للتجربة بشكل عملي وواقعي وبتعمق ولو أحيانا نسبة لم كنت قد نشأت عليه من مفاهيم خاطئة عن واقع الحياة الانسانية وطريقة أو نمط التفاعل معها .
كم هي مليئة الحياة بأشياء لا نعرفها .. ولا نعلم عنها شيئا...!
كنت أتخذ منها موقف الشك ، موقف الرافض والمعارض لها ، قبل أن أمنح نفسي حتى ولو فرصة التفكير أو التحليل   .
كنت أضع علامات استفهام كثيرة ،
ربما كانت إشارات ودلالات على تقبلي وانفتاحي  للإقتناع بحقائق بعض الأمور قبل أن أتحقق منها ...
لم أَضِع الوقت صراحة وقد بذلت كل مجهود الذي استمر سنوات وسنوات ...
ما حصل معي ، ربما لم يحصل مع الكثيرين ، وكنت أدرك أن قلة نادرة ربما من البشر ، لديها النية ، أو الرغبة والإرادة لتتخطى المنطق العلمي في تفسيرها للأمور التي تواجهه
وتسمو بالتالي فوق المفاهيم العامة التي يداني بعضها بما يسمى الخوارق الطبيعية .
كنت عندما أسمع إلى مثل هذه الأحاديث يتولد بداخلي ميل للرفض ، وبقوة ، معتمدا بذلك على الفكر والمنطق والتحليل ..
كنت أرفضها عن اقتناع ..وكنت أعتبرها أمورًا خيالية وكلها أمور مزيفة عن الواقع ..
دُعيت ذات مرة برفقة صديق ،إلى أحد أصحاب المقدرات ، وكم كانت دهشتي قوية عندما وصف لصديقي منزله وصفا دقيقا لجهة موقعه وما يحيط به .. إلخ ..
مع علمي الأكيد بأنه لم ير المكان الموصوف من قبل ، وليس ثمة تواصل ولا تعارف مسبق بينهما لا من قريب ولا من بعيد .
كانت هذه الحادثة كما غيرها من الحوادث المتعددة...  وأنا  أمر بفترة عصيبة  ، وصعبة جدا ، لكثرة التساؤلات الصعبة والعديدة التي كنت أتوقف عندها حائرا وعاجزًا عن الإجابة عليها !

اطلعت على الكثير من العلوم التي تتعلق بالأمور الباطنية ، ومررت على مبادىء وتقنيات متعددة لم أكن على بينة منها من قبل ،
إلا أنها كلها لم تك لتجدي نفعا فيما كنت أسعى إليه سوى ما كان يريح مشاعري وأفكاري ..

وإن كانت قد غيرت فيّ بعض العادات والرغبات التي كانت تسيطر على نفسي التي كانت تحجب عني بعض الهدوء والإستقرار ...

هناك تعليق واحد:

faten يقول...

هذه ليست مذكرات إنما مختصرات