الأحد، ديسمبر 05، 2010

فن الكينونة ..



يجب أن يعاش كلّ حقل من حقول الحياة ويعالج بأسلوب يكون فيه الحدّ الأعلى مكتسب من قبل الفرد والكون. سوف نتعامل مع هذه الحقول المختلفة للحياة ونكتشف التقنية التي تجعل من الممكن استعمال كلّ هذه الحقول المختلفة للحياة إلى أفضل فائدة للفرد والكون.


أن الكينونة، وكما رأينا في قسم عن "علم الكينونة"، هي العنصر الأساسي للحياة. إنها، وبشكل عادي، من الطبيعة التجاوزية؛ ولها قيمتها في حقل خلف نطاق الميزّات الواضحة للحياة اليومية. يشير فنّ الكينونة ضمناً إلى أنّ قيمة الكينونة يجب أن تكون مستعملة أكثر من أجل منفعة الفرد والكون.


لا يعني فنّ الكينونة فقط بأن قيمة الكينونة لا يجب أن تكون مفقودة في المجالات المختلفة للحياة، لكن أيضا يجب أن تكون موجودة بشكل طبيعي ويتم الحفاظ عليها بالكامل في كلّ مجالات الحياة وتحت كلّ الظروف، وفي كلّ حالة من الوعي، وتكون مستعملة لتمجيد كلّ نواحي الحياة كي تؤدّي إلى الاكتمال.


إنّ النواحي المختلفة للحياة هي: الجهاز العصبي والجسم والعقل والحواس والبيئة المحيطة والكارما والتنفّس والتفكير والكلام والاختبار والتصرّف. إنّ الحالات الثلاث الوعي هي: اليقظة والحلم والنوم.


حتى بدون فنّ معيشة الكينونة، إن الكينونة موجودة نتيجة لوجودها الحقيقي، لا يمكن أن يوجد شيء بدون الكينونة. ماذا يمكن أن يكون هناك بدون الكينونة؟ أن الكينونة هي قاعدة وجود كلّ شيء بالرغم من أنها مخفية وراء الوضوح.


في القسم عن "علم الكينونة"، رأينا بأنّ طبيعة الكينونة هي وعي الغبطة؛ إنها سعادة مركزة ذات طبيعة مطلقة والمنزلة الدائمة. لذا يعني فنّ الكينونة بأنّ الحالة المركّزة للسعادة يجب أن نعيشها بشكل ثابت تحت كلّ الظروف. يتطلب فنّ الكينونة بأنّه على الأقل لا يجب نفقد الكينونة وأن تكون سادة بشكل عادي في الحياة وتكون المقدمة لكلّ نواحي الحياة وتحت كلّ الظروف.


هذا يعني بأنّ الحياة، وبالطبيعتها، يجب أن تكون ممتلئة بالغبطة، وبشكل طبيعي، خالية من المعاناة والبؤس والتوتّر والتشويش والتنافر. تصبح كلّ مجالات الحياة، التي هي التفكير والتكلّم والعمل والتصرّف، ومتخلّلة بالإدراك الواعي للكينونة وتحافظ عليها، وبذلك تكون الحياة قادرة على عيش قيمة الكينونة.


إنّ فنّ الكينونة من الضروري أن يكون تقنية، الأول، من أجل الغطس في الكينونة في المستوى الأعمق من حياتنا الخاصة ومن ثم نخرجها من الحقل التجاوزي للطبيعة غير الظاهرة إلى الوجود النسبي. هكذا يشتمل فنّ الكينونة على تقنية لها وجهتان. نستكشف أولا منطقة الكينونة بأخذ العقل الواعي من الحقل النسبي السطحي للاختبار إلى الحقل غير الظاهر للكينونة وبعد ذلك يخرج العقل مشبع بشكل جيد بقيمة الكينونة. هكذا يكمن فنّ الكينونة، أي تقنية كسب حالة الكينونة تلك، في الاتصال بالكينونة وعيشها. إن التأمل التجاوزي هو التقنية العملية لفنّ الكينونة.


إن التقنية أو الفنّ لشيء ما تعني بالضرورة بأنّه يجب ممارستها بدون إجهاد ويتم انجازها كليّا للحصول على الفائدة الأكبر. في اعتبار مجال فنّ الكينونة علينا أخذ الأوجه المختلفة للحياة والدخول بالتفاصيل في رؤية تلك الأوجه.




(منقول عن كتاب (استعمال الإمكانات الكاملة

ليست هناك تعليقات: