أنت ...

أنت يا من تود أن تحكم العالم ..
يا من تهوي بالفأس على  رؤوس الأشهاد
أنت يا من يعاقب الآخرين بإسم الدين 
أنت من تسوق الناس للمحاكمة وكأن في قلبك مقياس للعدالة 
أنت المتفحص دوما بعيوب الآخرين 
والخشبة في عينك لا تراها 
أنت الذي لا تميز بين الصالح والطالح
كيف ستحكم بالعدل والقسطاس ؟
وأي حكم  تصدِّر
أي عقاب سيحل بك 
أين ستنزّل 
كيف يقاضى الغشاش والظالم والمفتري 
فلا تبكيت ضمائر 
ولا رؤيا لقبائح أعمال 
ولا ضمائر تستغيث
كيف نفهم العدل 
والكل طامع في مال الغير ورزقه 
هل يُلام من يسلط الضوء على شنائع الأعمال ويكشف مخبآتها ؟
والساقط لا يستحي ..
ومطلوب من رأس زاوية الهيكل 
أن تبقي على حجر الأساس 
بالله عليك ..
من أنت ؟
كيف يمكنك البقاء بين أروقة الهياكل 
تنكث العهود والمواثيق 
عجيب أمر هذا الإنسان 
بدل أن ينفخ من الروح بكل ما يفعله ويعطيه 
نراه يضع حدودا للآخرين ..
بل يضع حدا لحياتهم ..
بإيمان منطفىء .
كيف سيعيش الحياة وهو ميت 
بين هذا وذاك 
نرى القلة النادرة من الناس من ترى نفسها فضولية 
كثيرة الغلبة 
حشرية 
تتوق لمعرفة كل شيء  حولها 
علها تعرف نفسها في هذا الوجود الرائع ...!
الوجود المبدَع ..
من أين أتى ؟
إلى أين يسير ؟
إلى ماذا ؟
وإلى من ينتمي ؟
من أنت ..؟
هل أنت من فرسان الهياكل ؟!
أين أنت من أسرار هذه الحياة التي تحاول اكتشافها ؟
من يخلق الحياة بعد الموت
هو على كل شيء قدير .