الأحد، أكتوبر 30، 2011

في تأمل الخلق ...

سأل آتوم أن يبعث شعاعا من ضيائه ليمنحك القدرة علي فهم كينونته العلية بفكرك، حيث لايفهم ما خفي عن الحس إلا بالفكر الذي هو خفي أيضا متجليا بلا تحفظ في العالم لم تكن ترى الأفكار، فهل تتوقع أن ترى آتوم ؟

أنظر بفكرك إذن وسوف يظهر لك فاذاجمع، فتري صورته بعينيك وتلمسها بيديك

هل تعتقد أن آتوم خفي؟
لاتقل ذلك
فليس هناك ماهو أكثر وضوحا من آتوم
لقد خلق كل الأشياء بحيث تراه من خلالها
هي رحمة آتوم العظيمة التي جعلته ظاهرا في كل شيء
فيمكن أن يعرف كل شيء حتي ماهو غير المادي، ومثلما يعرف العقل بالأفكار، كذلك يعرف آتوم بخلقه
آتوم هو صانع الأبدية المطلق، ينسج كل شيء في نسيج الواقع، وحيث أن الخلق منظور نستطيع رؤية الخالق، وهذا هو غرض الخلق
وحيث أنه لايتوقف عن الخلق، فهو أبدا ظاهر للعيان، حتى نفكر، ونتعجب، ونعلم أننا قد بوركنا بمعرفة الأب
تفكر بعقلك كي تعرف كينونة آتوم، وتراه بعينيك، وتري أي نظام بديع في الكون
الضرورة هي التي تحكم كل ما تري، والخير والاحسان في كل ما كان وفي كل ما سوف يكون
انظر إلى الحياة التي تملأ المادة وأشهد آتوم في تردداتها
تأمل الكون في جسده القديم، والذي يتجدد أبدا في عنفوانه
وانظر الى الكواكب الدوارة في الزمن الأبدي، والي نيران السماء الروحية التي تحيلها الشمس ضياء وتشع بالخيرعلى العالم
انظر الي القمر المتغير أبدا يحكم الميلاد، والنماء، والفناء
انظر الي النجم القطبي، لايشرق، ولايغرب، لكنه ثابت في نقطة علي محور تدور حوله الأبراج والكواكب
أنظر الي الشهب التي تدعي نجوم النبي تظهر عدة أيام من بيتها الخفي تحت دائرة الشمس عندما ينتظر العالم مصيرجديد
فمن ذا الذي يحافظ على مثل هذا النظام البديع؟
الشمس أعظم ملائكة السماء، إنها كملك يقدم اليه الآخرون فروض الولاء
إلا أن ذلك الملك القوي يخضع بتواضع، لتدور فوقه الكواكب الصغيرة، فمن ذا الذي يطيعه هذا الملاك بخشية؟
هرمس المثلث الحكمة ( ترجمة)

ليست هناك تعليقات: