الأحد، أكتوبر 30، 2011

إرشادات هرمس ...


تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي، لانصبا ولا تذمرا، بل انتباها وخلوصا واعيا
أطير مع أفكاري متحررا من جسدي
وبينما كنت محلقا، نادتني باسمي كينونة هائلة بلا حدود
هيرميس علام تبحث؟
سألت من أنت؟
قال أنا المرشد، أنا العقل السامي، أنا أفكار اتوم الاله الواحد
معك أنا دائما في كل مكان
أعرف مكنون قلبك، صانع أنا لأسئلتك الواعية ومهييء أنا الاجابة عليها
قلت متوسلا أرني طبيعة الواقع، وباركني بمعرفة اتوم
فجأة تغير أمامي كل شيء وانفتح الواقع في لحظة لأري المشهد اللانهائي، وذاب كل شيء في النور متوحدا بحب
غامر
لكن النور ألقي ظلالا كئيبة رهيبة، تهدر كأنها فيض مياه صاخب، ثم سمعت صرخة ذبيحة، ثم نطق النور بكلمة
بعثت الهدوء في اللجة الصاخبة
سألني مرشدي
ألا تفهم سر هذه الرؤية؟
أنا النور، فكر الإله الأزلي الذي آان قبل هيولي ظلمة مياه الإمكان
كلمتي التي بعثت الهدوء في الصخب هي ابن الله، هي فكرة النظام الجميل الذي يتسق به كل شيء مع كل الأشياء
الفكر الأول هو أبوالكلمة ويوازي في خبرتك الانسانية فكرك الانساني الذي يلد الكلام
فلا يمكن فصلهما حيث ينبجس الواحد من الآخر، اذ أن الحياة هي اتحاد العقل والكلم
والآن، أعمل فكرك في النور، وتوحد معه
النور، تشكل عالما متنوعا بلا نهاية، إنه نظر الي آواحد الي واحد فرأيت الفكر وأنا أرتعد قوة لا حد لها في جوهر ثم
ولكنه منضبط بلا حدود
وتعاظمت دهشتي
ورأيت في ظلام الأعماق مياها صاخبة لا شكل لها، نفذت إليها نسمة ذكاء من قوة ربانية
وفاضت كلمة آتوم علي المياه الصاخبة لتجعلها حبلي بجميع الأشكال
ووجدت العناصر الأربعة باتساق الكلمة، واتحدت لتكون جميع الأحياء
عنصر النار جلي كأبراج النجوم، وملائكة السموات السبع تدور في أفلاكها الي الأبد
ثم إن الكلمة رفعت من عناصر الطبيعة، لتعود الي فكر الخالق، تاركة المادة الحية مجردة من الذكاء
قال مرشدي
خلقت عناصر الطبيعة، انعكاسا للفكرة أدركت لانهائية الفكر الأول التي كانت قبل البداية بمشيئة آتوم، والتي لقد
الأولي في مياه الإمكانية
تلك هي النماذج السابقة الأولي أصول كل شيء في الكون
كلمة آتوم فكرة خالقة، وقوة سامية لانهائية، تغذي وتخصب جميع الأشياء، وتخلق كل شيء
لقد أطلعتك علي كل الأمور فماذا تنتظر
كآتب الحكمة التي فهمتها بحروف مصرية وانقشها علي حجارة قدس الأقداس
واجعل نفسك مرشدا روحيا لأولئك الذين يستحقون المعرفة فينقذ، آتوم علي يديك الانسان
مدين أنا بالحمد للأب الواحد، الذي أفاض علي نظرة علوية
وأدعوك آتوم بخشية وتبجيل، متوسلا ألا أضل طريق تلك المعرفة التي أبدعتها، حتي أرسل النور لأولئك الذين
مازالوا في ظلام
وبدأت الحديث بالقوة التي منحتها فكان هناك من يضحك علي البعد من كلماتي، وكان ثمة من يسجد بين يدي
وطلبت منهم القيام حتي يتلقوا بذور الحكمة التي أود أن أغرسها في نفوسهم بتلك التعاليم
أنصتوا يامن خلقتم للفناء
وان توانيتم في الإصغاء ستتخطاكم كلماتي لتعود الي المنبع الذي منه أتت .
(منقول)

ليست هناك تعليقات: