الخميس، نوفمبر 18، 2010

القوانين الطبيعية - الكارما






الفصل الأول

الله وقانون َ كرْمَا

أوپَني َ شداتْ البالغ عددها ١٠٨ تحتوي على الجوهر الفلسفي لمجمل الأسفار السنسكريتية القديمة الغزيرة التي تدعى الڤِدَزْ وأبرزها إ ُ شوپَني َ شدْ. نطلع على حقيقة الرب العظيم وأحكام قدرته الباطنة والظاهرة وكيف نفلت من عبودية. العمل ( َ كرْمَ) في المقالة التالية المستندة إلى احاديث شْريۤلَ پْرَبْهوپادَ حول إ ُ شوپَني َ شدْ سنة ١٩٦٨جاء في إ ُ شوپَني َ شدْ أن شخصية الله العظيم تام الكمال وعملية الخلق والحفظ والتدمير هي جزء من تدبيره الكامل لهذا العالم المادي. لكل حي في هذا العالم المادي برنامج محدد من ستة تحولات هي: الولادة والنمو والبقاء إلى حين والتناسل والإضمحلال والهلاك. هذا هو قانون الطبيعة المادية. تنبت الزهرة بمثابة برعم ثم تنمو وتبقى نضرة ليومين أو ثلاثة ثم تنتج بذرة وتذوي تدريجيًا ثم تهلك. لا يمكنك ايقاف ذلك بعلمك المادي المزعوم ومسعى مثيل هو جهل(أڤيدْيۤا).بعتقد الإنسان بحماقة أحياناً أنه سيفوز بالخلود بتقدمه العلمي. هذه سخافة. لا يمكنك منع القوانين الطبيعية. لذلك، يقول١٤ ) أن التغلب على القدرة المادية بالوسائل المادية محال. \ كْرِشْنَ في بْهچََڤدْ چيۤتا ( ٧تتألف الطبيعة المادية من ثلاثة طباع (چوَنزْ): طبع الأصالة (سَّتْ َ ڤ-چونَ) وطبع الحماسة (رَجُو-چونَ) وطبع الجهل (َتمُو-چونَ). معنى آخر لكلمة چونَ هو حبل. الحبل مصنوع من ثلاثة ألياف مجدولة. يجري لف الألياف إلى ثلاثةجدائل ثم لف ثلاثة جدائل ثلاثية معًا. على هذا النحو، يصبح الحبل بالغ المتانة. كذا، الطباع المادية الثلاثة: الأصالة والحماسة والجهل تمتزج معًا وتنتج عدة امزجة ثم تعود إلى الامتزاج مرة وثانية. بذلك، يجري مزجها مرات لا تعد.على هذا النحو، توثقك القدرة المادية أكثر فأكثر. لا يمكنك الفكاك من هذا الوثاق الذي يدعى پََڤرْچَ بالمجهود الشخصي.پَ-َڤرْچَ هي المجموعة الخامسة من الحروف السنسكريتية (دِڤَناچَريَ) وتحتوي على الأحرف: پَ و پْهَى و بَ و بْهَى و مَ. پَ التي تدل على الجهد الكبير (پَريشْرَمَ). كل حي في هذا العالم المادي ينازع بشدة للحفاظ على ذاته والبقاء، وهذا ما يدعى نزاع البقاء الشديد. پْهَى تدل على الرغاوة (پْهِنَ). عندما يجهد الحصان كثيرًا يزبد شدقيه. كذا، تجف ألسنتناعندما نتعب من الكدح، وتوجد بعض الرغوة في الفم. كل فرد يكدح ابتغاء التشبعة الحسية إلى درجة يزبد شدقيه. بَ تدل على العبودية (بَنْدْهَى). نبقى موثقين بحبال الطباع المادية الثلاثة على الرغم من كل جهودنا. بْهَى تدل على الخوف (بْهَيا). يبقى الفرد في الحياة المادية في النار المشتعلة للخوف لجهل الجميع بما سيحدث في اللحظة التالية. و مَ تدل على الموت (مْرِتْيو). جميع آمالنا وخططنا للسعادة والأمان في هذا العالم تنتهي إلى الموت. لذا، ذكر كْرِشْنَ يبطل عملية پََڤرْچَ هذه. بكلام آخر، يحرز الفرد أپََڤرْچَ حيث ينقطع نزاع البقاء الشاق والعبودية المادية والخوف أو الموت. پََڤرْچَ تمثل هذا العالم المادي لكن عند اضافة البادئة أ إلى پََڤرْچَ فذاك يعني ابطاله. حركة ذكركْرِشْنَ هي درب أپََڤرْچَ.


لسوء الحظ، يجهل الإنسان هذه الأشياء ويضيع حياته. هذه الحضارة العصرية هي حضارة قتل الروح. يقتل الإنسان نفسه لجهله بماهية الحياة الباقية. انه يحيا كالبهائم. يجهل الحيوان بماهية الحياة. لذا، يعمل تحت قوانين الطبيعة يجتازالنشوء التدريجي. لكن لديك مسؤولية اختيار طريقة حياة مختلفة عند حصولك على هذه الصورة البشرية. لديك فرصةلذكر كْرِشْنَ وحل جميع المشاكل وإلا ستتابع العمل كالبهائم- ستجبر ثانية على العودة إلى دوامة الولادة والموتوالتناسخ خلال ثمانية ملايين و ٤٠٠ ألف جنس من أجناس الحياة. رجوعك إلى الصورة البشرية سيستغرق عدة ملايينمن السنين. للمثال، اشعة الشمس التي تراها الآن ستغيب عنك اربعة وعشرين ساعة. يتحرك كل شيء في الطبيعة بشكل دوري. لذا، لا بد من دخول دوامة التناسخ اذا فاتتك فرصة الارتقاء بذاتك هذه. قانون الطبيعة بالغ الشدة. لذلك،نحن نفتح عدة مراكز لينتفع الإنسان بحركة ذكر كْرِشْنَ هذه ويرتقوا بأنفسهم.الأخذ إلى ذكر كْرِشْنَ فورًا بالغ الأهمية لجهلنا ما تبقى لنا قبل الموت. لا أحد يستطيع وقف موتك. تدبير الطبيعةالمادية شديد. لا يمكنك استمهاله وهذا ما يطلبه الإنسان بالفعل. كان صديق ثري قديم لي على فراش الموت اثناء وجودي في مدينة الله آباد. عندئذ، تضرع إلى الطبيب قائلا:"هل يمكنك امهالي أربعة سنوات على الأقل؟ لدي مشاريع لم استطع اكمالها". هذه حماقة. يقول كل فرد لنفسه:"يجب علي انجاز هذا. يجب علي انجاز ذاك". كلا. لا يستطيع الأطباء ولا العلماء منع الموت:"لا يا سيدي، ليس أربعة سنوات ولا حتى أربعة دقائق. يجب عليك الرحيل فورًا". هذاهو القانون. لذا،


( يتبع )

ليست هناك تعليقات: