السبت، يوليو 07، 2012

مكاشفة ...


الإنتباه ، كلمة تجمع عليها كل تعاليم الحكمة  تقريبا قديمها وحتى حديثها ..
فالإنتباه ، ينمو من خلال مراقبة هادئة لما يجري داخليا وخارجيا ..
ليس المقصود هنا المراقبة المحمومة للنفس ، بحيث تصبح وحدها محور الإنتباه ، لأن هذا يؤدي إلى حالة من الإنكفاء  المتشنج .
فيجب علينا أن لا نفقد القدرة على الإسترخاء والفرح والتناغم .
وبالتالي ، فإن الأسلوب الأسلم هو الإكتفاء بالمراقبة العامة ، للداخل والخارج في آن
 معا ...
فالطبيعة البشرية ليست قابلة للدرس بالنظر إلى  النفس مواجهة وحسب
وإنما بالنظر إلى الطبيعة البشرية بشكل عام أيضا .
يمكن للمرء أن يتعلم الكثير من مراقبة الآخرين
شريطة أن يراقب مراقبة غير شخصية ، أي أن تكون موضوعية ، لا ليقول : أنظروا إلى فلان ، إنه متكبر أو غيور ... بل برؤية ألية ذلك ، وكيف تعمل فيه ...
فإذا كانت تعمل فيه على هذا النحو ،  فإنها ستعمل فيّ على نفس النحو أيضا ...
قد لا تكون الغير ة أو التكبر ظاهرة فيّ مؤقتا
لكنها في موقف آخر أو في تجسد آخر ..
وما دام حسن النية موجودا ستظهر حتما .
إن جميع الأهواء والطباع الشخصية ليست إلا فروعا من شجرة واحدة هي حس الأنا ego
فقد لا أكون اليوم جشعا لأنه يتفق لي أن أكون في وضع ميسور
كل ما أرغب فيه متاح لي ...
لكني
ما أن تنقلب بي الحال حتى يبرز جشعي !
لذلك
حين نراقب الآخرين ، لا يجوز أن تشير إليهم بإصبعك
بل أن تتعلم منهم ما يمكن أن يحدث لنا أيضا ، وكيفية عمل الذهن ، وسهولة خداع المرء لنفسه ...
وفي الوقت نفسه ، هناك المراقبة الهادئة  لنور الشمس ، للظلال ، للأعشاب ، لكل ما هو خارجي وداخلي ..
المراقبة تشحذ حدة الذهن
وتجعله متيقظا .


ليست هناك تعليقات: