السبت، يوليو 14، 2012

عالم الأرقام ...


انطلاقا من المبدأ القائل بأن المعرفة لا يجب ان تبقى حكرا على أحد ، ولا امتيازا لمعاهد المعرفة وامتيازا لها في تلقين الأسرار والعلوم الخفية .
فما هي تلك المعارف المقدسة ، و ما تلك التي يطلقون عليها بأنها من الأسرار ...
قد تكون تلك الأسرار في حال الإعتماد عليها تساعد في تغيير مجرى الزمان بحال استعملت من قبل أناس  جهلة أو مدّعين ...
ربما ذلك هو السبب الذي حدى بالكثير من العلماء والحكماء ، اعتماد قواعد الغموض بكشف الحقائق حيث يمكن للقارىء الإطلاع عليها ، لكن الأسرار مودعة بين سطورها مع التلميح إليها كرموز ، ويبقى على الباحث الغوص في المعاني ليدرك ما يمكن إدراكه من الكلمات ...
ترى ما هي تلك المعرفة  التي كان يلقنها العالم الأكبر فيثاغورس لتلامذته مشافهة ، حتى لا تتسرب تلك المعلومات خارج جدران هياكل المعرفة  ، ولتبقى سرية إلى يومنا هذا ..
معلوم أنه كان يعتمد على الأرقام في تقريب المفاهيم لعامة الناس من الحقائق ، كون علم الأرقام برأيه هو مجرد بتوسط حالة كلا من حالتي اللطيف والكثيف . حيث أن اللطافة لا يمكن مقاربتها إلا بمادة من اللطافة تشابهها ، وهذه المادة المشابهة لا تدانيها إلا ما يمكن تسميته بعلم الأرقام .
فالأرقام ليست كمية من الأعداد كما يحلو للبعض تصوره ..
بل هي تعابير عن معاني معينة
تلك هي الحالة التي كانوا يطلقون عليها بأنها تجاوز السر الأكبر ..
فأساس البناء وفق المعرفة البيضاء هو الرقم واحد
أما أساس الخلق هو الرقم صفر .
فالبداية والقوة والإرادة تكمن في الرقم واحد
بيد أن عملية الخلق وسر الإنطلاق يكمن في الصفر
من هنا
ليس على القارىء سوى استشفاف الحقيقة من خلال الرموز ،
واكتشاف الواقع هو من خلف الظاهر ..
وبلوغ الأفكار ، هو من وراء الأشكال  ...
ومن خلال نظرة أولية في علم الأرقام والأعداد
نرى أنها ترتبط ارتباطا وثيقا  بحياتنا العملية  وحتى في كياننا ...
فمن الناس من يرى فيها عالم مترامي الأطراف ، وليس له حدود ..
في حين يراه البعض الآخر عالما واضح المعالم ، شيّق الإكتشاف والتقصي لمن تجذبه روح المغامرة في اكتشاف المجهول .
يبقى السؤال ...
إذا كان نظام الخلق ككل يقوم على معادلات رقمية كما تقول الإيزوتيريك ، حيث لا يتكشف أسرارها إلا من بلغ مرحلة الكمال الروحي ، وتفتّحت روحه على قوة الخلق وأسرارها ...
فهل أن الأرقام تلعب الدور الأكبر في تنظيم حياة الإنسان وتسييرها ؟!


ليست هناك تعليقات: