الأربعاء، يناير 26، 2011

لولا الأبيض لما عرفنا الأسود



... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
ربما تحاول أن تفكر في إيجابيات حياتك محاولا أن تنسى أو تتناسى سلبياتها ...
ولكن ..

تعود تلك النفس الضعيفة للظهور من ثنايا ضعفك ..
ساعتها لا بد أن تبادرك لحظات الخوف .. والحزن ...
هذا خارج عن إرادتك ... فالإنسان لم يخلق مكتمل الكمال ....
يمكنك يا صديقي أن تجبر نفسك على أمور عديدة ...
ولكن التعب لا يلبث أن يهجم على عقلك ...
سواء بعد مدة قصيرة أو طويلة ..
أنا أفهم بأن المرء إن أقنع نفسه بأن كل شيء بخير . فمهما واجهته صعوبات سيبقى يشعر بأنه بخير ...
لا أنكر ذلك ..
ولكن الثغرة التي أتحدث عنها هي حين يصاب هذا الجسد الفاني بالتعب من كبته للسلبيات التي يعانيها ..
العقل والأعصاب كلها ستكون حينها في حالة توتر ...
وعندئذ سيعود الخوف للظهورمهما حاولت منعه ..
اتعلم بأني حتى في هذه اللحظة لن أعتبر هذه بمشكلة كبيرة ... لماذا ؟
بصراحة ... لسببين :
أولا لأنه يكفي بأنني حاولت وانتصرت وفرحت بانتصاري .
لايمكنك القول ما فائدة الانتصار إن لم يَدُمْ..
أظنك سمعت بمن قال : قل لمن يحمل هما إن الهم لن يدوم ....
فمثلما تمضي السعادة تمضي الهموم ..
والعكس صحيح ...
والسبب الثاني لأني على يقين بأن هناك من يقول لو كان الخوف رجلا لقتلناه ..
ولو كان بحرًا لردمناه ..
ولو كان نهرًا لجففناه ..
ناسين بأنه لولا الخوف ... لما شعرنا بالأمان ..
ولولا الحزن لما شعرنا بالفرح ..
ولولا الأبيض لما عرفنا الأسود ..

ليست هناك تعليقات: