لتحقيق سعادة حقيقية ، فان الغاية من التطور الحديث هي أيضا سعادة.
نحن البشر لدينا هذا الجسم وهذا العقل الذي يضم عواطفنا اذا عقلنا.
عواطفنا ترتكز على جسمنا ودماغنا ، ولكنها تنفذ الوظائف بشكل مختلف تماما.
فأحيانا، نكون جسديا مرتاحين ، لا يكون هناك علة جسدية . ولكن على مستوى الذهن يكون هناك هموم كثيرة وقلق كبيروالعكس صحيح ، نكون مرضى وضعفاء جسديا ولكن على مستوى الذهن نكون هادئين وسعداء جدا.
اذا هناك استقلالية بين المستوى العقلي والمستوى الجسدي .
المستوى العقلي متفوق على المستوى الجسدي . المرضى او المشكلة الجسدية يمكن التغلب عليها بواسطة الهدوء او السعادة العقلية .
في المقابل، القلق العقلي لا يمكن التغلب عليه بواسطة الراحة الجسدية ، وبالتالي يصبح من الواضح جدا اليوم فيما يتعلق بالتقدم المادي والتسهيلات المادية المتطورة جدا حاليا، حيث لدينا كل شيء ، وفي بعض أجزاء العالم لا يتوفر الكثير. هناك نفص كبير، مستوى الراحة متوفر اذا اعتمد المرء كليا على المادة لتحقيق السعادة ، فانه لن يكون سعيدا بالرغم من التسهيلات .
اننا نحتاج الى قيم ...
فاذا كان تفكيرنا بهذه الطريقة ، وبهذا المستوى سندرك السعادة .
اذا نحتاج الى الروحانية في التفكير.
أما كيف يمكننا ان نعرف ما اذا كنا سعداء .نقول :
عندما تكون الجزئيات الفيزيائية كلها تعمل بشكل طبيعي ، وضغط الدم معتدلا ، وعلى المستوى العقلي نشعر بهدوء ، وفي الوقت عينه بالحيوية الذهنية .. فهذه هي السعادة .
أحيانا يبدو المرء هادئا جسديا وعقليا ، ولكنه يكون بليد الحس .. فهذه ليست سعادة حقيقية.
يجب أن تكون حاد الذهن وتلاحظ كل شيء ، ولكن في الوقت عينه يجب أن يكون هناك ذهنك هادئا جدا ، حتى اذا كنت تواجه بعض المشاكل ، يجب أن يبقى ذهنك هادئا ، هذه هي السعادة الحقيقية.
لأنك تتحلى ببعض القوى الداخلية، ومن القوة الداخلية تحقق الهدوء الداخلي .
يجب أن يصدر الهدوء من القوة الداخلية ، لا من تلبد الحس أو الغباء ، بل من الوعي ، عندئذ سيكون تأثير
العوامل الخارجية متدنيا جدا بحيث لا تزعجك ، وبامكان ذهنك الهادىء أن يتحملها .
هذا برأيي السعادة الحقيقية . هي الرضى الحقيقي، الثقة الكاملة بالنفس، ويسهل عليك كثيرا ، أي أن تكون متأهبا لمواجهة المشاكل ، وتبقى في الوقت عينه هادئا ، هذا هو الرضى العميق او الهدوء العميق أو السعادة العميقة .