السبت، يناير 01، 2011

ألحكمة الأبدية



الفيدا هي منارة الحكمة الأبديّة التي تقود الإنسان إلى الخلاص وتلهمه إلى الاكتمال الأسمى.

إنها الحضور الدائم للكينونة الأبدية، غير ظاهرة ومطلقة؛ منزلتها في ذلك الذي هو، حتى في التنويع الظاهر للخليقة؛ وإمكانية إدراك الكينونة من قبل أيّ إنسان من ناحية ذاته – هذه هي الحقائق العظيمة للفلسفة الدائمة للفيدا.
تكشف الفيدا الوحدة الثابتة للحياة التي تقع تحت التعدّد الواضح للخليقة، لأن الحقيقة هي الظاهر غير الظاهر كليهما معاً، وذلك وحده موجود. "أنا هو ذلك، أنت هو ذلك وكلّ هذا هو ذلك" إنها الحقيقة؛ وهذا هو لبّ التعاليم الفيدية، التي يمجدها الراءون كونها التعاليم التي "تستحقّ الاستماع وتمعّن والإدراك".
إنّ حقيقة الحكمة الفيدية بطبيعتها الأساسية هي غير معتمدة على الزمن ولذلك لا يمكن أن تضيع أبداً. وعندما، على أية حال، تصبح رؤية الإنسان أحادية الجانب ويكون ممسكاً بشدّة بالتأثير الملزم للعالم الظاهري مستثنياً الوجهة المطلقة للحقيقة، وعندما يكون هكذا منحصراً في النواحي المتغيّرة باستمرار للوجود، تفقد حياته الاستقرار ويبدأ بالمعاناة. عندما تنمو المعاناة، تتحرّك القوة المنيعة للطبيعة لتضع رؤية الإنسان على الحقّ وتؤسّس له طريقة للحياة تعيد ثانية اكتمال الغاية العليا لوجوده. يدوّن التاريخ الطويل للعالم العديد من الحقب الزمنية المماثلة التي نسيا فيها أولاً النمط المثالي للحياة وبعد ذلك أعيد للإنسان.

ليست هناك تعليقات: