السبت، يونيو 13، 2015

بين القدر والمصير ..

القدر ليس ظالما كما يتصوّره البعض ..  ..
وليس قاسيا لهذه الدرجة ..
القدر هو المحبة .. 

المحبة الالهية .. 
والحكمة الربانية ..
هو ناموس ..
هو مسار تطوري للانسان ، بدون سائر المخلوقات  طبعا...
هو الطريق الذي يعيد الانسان الى خالقه ....
فكيف ولمَ نهاب قدرنا ..؟


في محاورات سابقة على موقع البوابة أوضحت لي إحدى الصديقات رأيها في حينه عن القدر فقالت :


" لا أنكر حقاً بأني مؤمنة بالقضاء والقدر أشد الإيمان .. 
فقد جربت بنفسي الكثير من المواقف التي كانت قضاءً وقدرا ً من عند الله تعالى .. 

أحيانا يا صديقي تضعف النفس ... فلا شيء كاملا في هذه الدنيا ... 
وحين تضعف ... تصبح تحت إمرة الخوف .. 
ولكن بالفعل فإنك عندما تقول هذا قضاء وقدر فأنك بذلك تزيل عبئاً ثقيلا عن فؤادك ... 
وعندئذ ترى أن الخوف الذي كان يعربد في داخلك قد ضاع وشتت في فضاءات تختفي من كيانك ..
ساعتها تقتنع تماما بأن الخالق العظيم هو الذي أراده ... وبالتالي تشعر بالطمأنينة .. 
ربما لأنك سلمت نفسك للخالق ... أولا وآخرا .. 

أي حين تشعر في لحظة الصمت بأن أمرك موكول إلى خالقك .. 
فإنك حتما ً سوف تشعربالراحة والطمأنينة ...أليس كذلك ؟؟ "
هكذا كانت نظرتها للقدر  .. 
سلّمت أمرها للمشيئة الالهية وأراحت نفسها 

لكن ما لم تكن تعلمه بأن القدر هو الكارما حسب الفلسفات الهندية
معظمنا كان يعتقد بأننا ضحايا ما رسمته لنا أقدارنا
وأن كل ما يلمّ بنا  هو من ظلم قدر غير عادل ..
لم نكن ندري بأن كل عمل نقوم به أو كل فكرة ، تنعكس على قدرنا ومصيرنا ، كما تؤثر في الوسط المحيط بنا أيضا
وهكذا يشرح فلاديمير جيكارينتسيف هذا بقوله :
إن كل فعل من أفعالنا يتردّد صداه في زوايا الكون فورا ، وتكون نتيجته علينا حس نوعية الفعل الذي قمنا به في جيلنا هذا أو في أجيال سابقة .
فالمثيل يجذب مثيله
وافعالنا تلاحقنا كظلنا
وهذا يتلاقى مع ما ورد في القرآن الكريم :
" من عمل صالحا فلنفسه ، ومن أساء فعليها ..
هو قانون السبب والنتيجة
أعمالنا تُردّ إلينا
لهذا .. يجب أن نطمئن ونرضى بأقدارنا ، لأن في ذلك تصحيح مسارنا الروحي التطوري ...



ليست هناك تعليقات: