السبت، يونيو 13، 2015

أضواء على عالم الروح 11

عندما تذهب الروح إلى العالم الآخر بعد موت الجسد تأخذ معها كل مكتسباتها من علم وفن ومعرفة ، وكل ما جنته من ثقافة ومناقبية وميول وهوايات .
ويسمح لها هناك بممارسة ما تشاء من أعمال وهوايات ،
والأفضل عندها ما يكون مفيدا لغيرها ..

وقد جاء في الحديث الشريف :
" الأرواح تلج مكانا ألفته ، وتلزم عملا عرفته ، فتتعذب به لشؤمه ، وتنعم به ليمنه ، وكل روح عشقت المادة لزمتها فذاقت عذاب الهون ، ومتى ترفّعت نجت من الشقاء والعذاب " .

فالروح مهما كانت درجتها أكانت في عالم الروح أو في عالم المادة ، هي بين روح أدنى ترشدها وروح أعلى تسترشد بها .
الروح في الغالب تطلب هي نفسها أن تُسند إليها مهمات تقوم بها لما في ذلك فائدة لها .
وتسعد كثيرا إذا ما أجيب طلبها ..، لأنه يُرفض لكثيرين ..
وأشهر المهمات التي تقوم بها الأرواح هي تعليم الناس وارشادهم ومساعدتهم على
التقدّم ، ورفع مستوى ثقافتهم ووعيهم وحمايتهم ..

وفي أثناء تأدية مهماتها تلاقي مساعدة خفية من الأرواح المرشدة لها وهي لا تدري .
بعض الأرواح تستعمل عقلها في المهمات المسندة إليها بوعي وإدراك ، والبعض الآخر ينفذ الأوامر المعطاة لها بحذافيرها ، لكن الجميع يحرص على تنفيذ المهمة أحسن تنفيذ ، والويل لمن يهمل أو يتقاعس عن تنفيذ تلك المهمات ، وسيكون عقابها شديدا وأوله عقاب الشر الذي حصل بسبب تقاعسها ...

الأرواح لا تتألم إذا رأت أحباءها على الأرض يتألمون ولا يؤسفها ذلك ولا يؤثر فيها ، شرط أن تكون تلك الالام هي ما يجب أن يمر به أولئك الأحباء لكي يتقدّموا .
إنها لا تحفل بالجسد إذا تألم ، فهو بنظرها مجرد مركب للروح ، فأي ضير إذا تخدّش طلاء المركبة ؟!

وتبقى مهمتها الأساسية إكتساب المعرفة ، وإحراز الفضائل السامية ..

ليست هناك تعليقات: