الأربعاء، يونيو 17، 2015

اضواء على عالم الروح 15

الأرواح الهائمة الضائعة المعذبة في جحيم آثامها لا تخلد في هذه الحال 
ولا بد لها يوما من أن تتقدم إلى النور ، فيُسمح لها بالتقمص عندما يأتي دورها .
والأرواح الساذجة الجاهلة لا يستمر جهلها وسذاجتها ، وتبقى الأمور مرهونة بأوقاتها ، إلى ان يُسمح لها بالتقمص ، فتأخذ الروح المرشدة بيدها .
والأرواح الواعية التي ما تزال بحاجة للتعاطي مع المادة ، تعرف أنها ذاهبة إلى التقمص ، كما يعرف الواحد منا أنه سيموت 
لكنها لا تدري متى يحين موعد تقمصها كما لا نعرف نحن ساعة موتنا ..
فالتقمص ضرورة من ضرورات هذه الأرواح ، كما أن الموت ضرورة من ضرورات الجسد وكلاهما دور من أدوار الحياة التي تمرّ فيها الروح تكرارا إلى أن تستغني عن كليهما  ...
قد تشفق الروح من الذهاب إلى التقمص ، وتتهيب مواجهة  الآلام المادية التي تنتظرها على الأرض ،  والتجارب الصعبة التي لا بد أن تمرّ بها ، فترجىء تقمصها حينا ، وتتمنى لو تستطيع الهروب منه ، وفي أثناء ذلك يلازمها قلق مزعج وهذا ما يشبه المريض الذي يرجىء أخذ الدواء لمرارة طعمه ، لكن هذا التسويف لا بد له من نهاية ، فآلام المريض لن تذهب إلا بأخذ الدواء ، والقلق المرير لن يزول إلا بالتقمص إن عاجلا أو آجلا ..
ألروح الذاهبة إلى التقمص غالبا ما يخصص لها الجنين الذي ستنزل فيه منذ بدء تكوينه في أحشاء أمه ، وتزور الروح والديه من حين إلى حين ، وتبث في قلبيهما المحبة والحنان نحو ذلك الجنين ، وإذا مات الجنين قبل الولادة أو بعدها ، يكون ذلك قصاصا لوالديه أو للروح نفسها ، وتعاود الروح مع مرشديها اختيار جنين آخر .
تختار الأرواح بمساعدة مرشديها المكان الذي ستتقمص فيه ، والتجارب التي يجب أن تمر بها لإحراز كسب أو لإيفاء دين .
أما الأرواح المتاخرة الجاهلة فلا يسمح لها بالإختيار وبالعودة إلى التقمص في أي وقت تشاء .
إما إذا رفضت الروح الدخول في جسد الطفل عن جهل أو جبانة ، فإن الطفل يموت بعد مولده ، والروح تعاقب بهذه الحالة شديد العقاب لأنها قتلت الوليد بعد أن كلفت الأم عناء الحمل والأب أعباء النفقات ، وخيبت آمال كليهما .
إن ذهاب الروح إلى التقمص هو كالسفر إلى بلاد مجهولة ، كثيرة المخاطر والأهوال ، فهو للروح منفى أو موت مؤقت ، كما أن موت الجسد هو ولادة في نظرها .
تجد الروح المتقدمة أرواحا محبة حولها تودعها ، وقد يتبعها بعضها إلى الأرض إما بالروح وإما بالتقمص لإذا ما أتيح لها ذلك .
وفي هذا الحال الأخيرة تكون بينهما على الأرض مودة حميمة تتيسر أسبابها من غير أن يدرك أن لها جذورا في حياة سابقة 
أما الإحتضار فقد يستمر لساعات أو أيام وأكثر ، ويبدأ القلق ينتابها منذ ما أن يبدأ الجنين بالتكون في أحشاء أمه إلى أن تصاب بغيبوبة ، فترة قصيرة ، وإذ هي في جسد مولود جديد يصرخ صرخته الأولى .
وإذا ما أسقط الجنين عمدا ، فالقانون يعاقب على ذلك ، إلا إذا كان ما يبرره كالخطر على حياة الأم ، فالأم إنسان والجنين لم يصبح إنسانا لأن الروح الإلهية لم تدخله بعد .
قد يتكون الجنين في بطن أمه من دون معرفة الروح المقرر لها ، إما لجهلها ، وإما لعدم استحقاقها ....

إنتهى 

ليست هناك تعليقات: