السبت، نوفمبر 20، 2010

مختارات من كتاب الإنسان







السمو فوق المادة
يبدأ الإنسان السمو عندما يغذي مادته وفق احتياجات جسده , في سبيل العيش الضروري , دون التعلق بها أو الأخذ بإغراءاتها . فبذلك يسيطر على رغباته و يتحكم بغرائزه , و من ثم يسعى باتجاه العلوم الباطنية و المعرفة الروحية .
من هنا تبدأ مسيرة الفهم الصحيح لاستيعاب الازدواجية فيه , فينطلق صعداً في طريقين متوازيين , طريق الروح و طريق المادة , دراسة بدء الروح في المادة و انتهاء المادة في الروح . و يرتفع تلقائياً في مراتب العلوم الباطنية , و تتوسع آفاق معرفته , و يقترب الطريقان من بعضهما , و تضيق الطريق و هو يزداد معرفة روحية و يتخلى عن معرفة مادية قديمة , و يكبر في المعرفة و تقصر الطريق أمامه . تتغذى روحه فيطلب المزيد , و تتغذى مادته فيسيطر عليها . و هكذا يستمر مكتسباً المحبة و الصفاء و الإرادة , مصقولاً بالألم .... حتى يصل إلى المرتبة الأخيرة في القمة حيث يلتقي الطريقان عند نقطة الانطلاق التي تفرعا في البداية عنها . هناك في النقطة , تكمن معرفة المادة الكاملة دون أسرار .
لقد انتهى إلى الكمال الإنساني , اكتمال المادة في الروح . لقد سيطر على المادة أصبح سيد نفسه . و لكن لن يتوقف عن التقدم و التطور. إنه يتابع مسيرته الآن في درب الروح الخالص لينتهي إلى الكمال الروحي , إلى ديمومة المعرفة .

الازدواجية هي صميم الحياة الإنسانية على الأرض .
الازدواجية هي مجموعة المتناقضات في الإنسان , إنها الروح و الجسد , الأنا الجزئية في الأنا الكلية ,,,, إلى ما هنالك من متناقضات .....
و لكن الإنسان مازال ضعيفاً أمام المادة . منصاعاً لغرائزه , بينما الروح في حرب دائمة معها ... و تنتهي هذه الحرب دائماً بانتصار الروح لأنها غير فانية .
و لكن متى تنتهي هذه الحرب ؟
تنتهي هذه الحرب عندما يعي الإنسان نفسه و يقوى على ضعفه .

و لكن ذلك الإنسان الكبير في صغره , ذلك المبدع الخلاق , بانتظار الزمن يكشف عن قدرته . ذلك الإنسان الذي يحوي الكون و الذي يحويه الكون ,مصيره في الأحدية . ذلك الإنسان الذي يحوي الرب و يحتويه الرب , مصيره الإتحاد به روحاً دون مادة , معرفة دون جهل , محبة دون بغض , شمساً مشرقة أبداً في كل زمان و مكان .

التجسد أو انبعاث الروح
ينتهي عمر الإنسان على الأرض فتنتقل روحه , عبر مدخل يدعى الموت , إلى مكان لامنظور يدعى الحياة الأخرى ... و هناك يولد ثانية و يتابع الحياة مدة من الزمن دون الجسد المادي , أي يكمل ما بدأه على الأرض .
وهكذا ... حتى تنتهي مدته أو ينتهي عمره , يعود " فيموت في السماء ليولد على الأرض في شخصية جديدة و جسد جديد .

ما الذي يتجسد في الإنسان ؟
الروح , الجوهر هي التي تتجسد في الإنسان .

" تتخذ الروح أشكالا عديدة و تبقى أبداً شعاعاً , صافياً , خالداً , في جميع الظروف و الحالات .."
و تستمر في التنقل و التجسد " لأنها مازالت في حالة اللاوعي الروحي . "
" فلزاماً على الإنسان , لذلك , أن يسعى جاهداً لدخول الروح في حالة وعي ذاتي . و ما التجسد و الانبعاث سوى محطات تعبرها الروح في سيرها إلى الوعي الكامل , في الديمومة الأبدية . "
المهم أن يكون الإنسان قد بدأ العمل على التطور الروحي المستمر " إلى أن يحين الوقت الذي يقهر فيه الموت و يحيا حياةً لا انتهاء فيها " ... " و يصبح قادراً على التجسد الاختياري و التنقل , دون موت , بين الأرض و ( السماء ) ساعة يشاء , لأنه يكون قد ارتفع فوق ازدواجية الوجود الأرضي .. بينما هو ما يزال يتابع تقدمه في عالم الروح الخاص .و هو في العرف الباطني الآن معلم روحي لا منظور على سكان الأرض , و لكن المنفتحين يشعرون بوجوده و بإلهاماته .

و متى يتم ذلك ؟
عندما يصارع الإنسان نفسه و يغلبها في دوراته الحياتية , عندما تتغذى روحه بالمعرفة و تكتمل بالحكمة , عندنا يُضْحي سَيِّد نفسه , و عندما يقهر الموت لأنه أمسى فوق مدار الزمن , يكون قد وصل إلى ديمومة الحياة التي لا موت فيها . فهو و الخلود سيّان ."

مراحل الانعتاق

يبدأ الانعتاق المادي حين يتوصل الإنسان إلى السيطرة على رغباته و شهواته و يضحي سيد نفسه . عندئذ سيتحرر من قيود المادة , و يرتفع من المائت إلى اللامائت ... من الازدواجية إلى الوحدة , الوحدة في اتحاد " آدم بحواء " و عودتهما إلى الإنسان الكامل , الإنسان المنعتق و المتحرر .ذلك هو الانعتاق المادي أو الجسدي , أو الحرية الصغرى في خلاص الروح من التجسد عبر دورات الحياة الدنيوية – المرحلة الأولى بين الإنسان و الإله .
لقد توصل الإنسان الآن إلى رتبة معلم في الروح منظوراً أم غير منظور , بإمكانه التنقل بين عالم المادة و عالم اللامادة دون العبور من بوابة الموت أو الحياة ... كما أن باستطاعته التجسد على الأرض دون أن يتأثر بمادتها , الجسد المادي أصبح رداء يرتديه و يخلعه ساعة يشاء , دون أن يحد ذلك من حريته .

و قبل درجة الانعتاق اللامادي هذه , هناك درجات انعتاق مؤقتة من عالم المادة , حيث تبرز قدرات الإنسان الهائلة و قواه الخفية إلى الحيز العملي .

أما الانعتاق اللامادي , أو الانعتاق الأبدي , فهو الحرية الكبرى , أو الحرية المطلقة في خلاص الروح من أجسامها الباطنية إلى الأبد , في اكتمال الروح و عودتها إلى الخالق و انضمامها إليه و اتحادها فيه . فبذلك يكون هدف الحياة قد تم و اكتمل هدف المخلوق في اللامخلوق , و عادت النقطة إلى أصلها و اندمجت بالمحيط , و أضحى الواحد في الكل و الكل في الواحد , و صار حضور الروح في كل مكان , ووجودها في كل زمان .

بعض المقاطع من كتاب الإنسان بقلم مجموعة من المعلمين الحكماء :

السمو فوق المادة
يبدأ الإنسان السمو عندما يغذي مادته وفق احتياجات جسده , في سبيل العيش الضروري , دون التعلق بها أو الأخذ بإغراءاتها . فبذلك يسيطر على رغباته و يتحكم بغرائزه , و من ثم يسعى باتجاه العلوم الباطنية و المعرفة الروحية .
من هنا تبدأ مسيرة الفهم الصحيح لاستيعاب الازدواجية فيه , فينطلق صعداً في طريقين متوازيين , طريق الروح و طريق المادة , دراسة بدء الروح في المادة و انتهاء المادة في الروح . و يرتفع تلقائياً في مراتب العلوم الباطنية , و تتوسع آفاق معرفته , و يقترب الطريقان من بعضهما , و تضيق الطريق و هو يزداد معرفة روحية و يتخلى عن معرفة مادية قديمة , و يكبر في المعرفة و تقصر الطريق أمامه . تتغذى روحه فيطلب المزيد , و تتغذى مادته فيسيطر عليها . و هكذا يستمر مكتسباً المحبة و الصفاء و الإرادة , مصقولاً بالألم .... حتى يصل إلى المرتبة الأخيرة في القمة حيث يلتقي الطريقان عند نقطة الانطلاق التي تفرعا في البداية عنها . هناك في النقطة , تكمن معرفة المادة الكاملة دون أسرار .
لقد انتهى إلى الكمال الإنساني , اكتمال المادة في الروح . لقد سيطر على المادة أصبح سيد نفسه . و لكن لن يتوقف عن التقدم و التطور. إنه يتابع مسيرته الآن في درب الروح الخالص لينتهي إلى الكمال الروحي , إلى ديمومة المعرفة .
الازدواجية هي صميم الحياة الإنسانية على الأرض .
الازدواجية هي مجموعة المتناقضات في الإنسان , إنها الروح و الجسد , الأنا الجزئية في الأنا الكلية ,,,, إلى ما هنالك من متناقضات .....
و لكن الإنسان مازال ضعيفاً أمام المادة . منصاعاً لغرائزه , بينما الروح في حرب دائمة معها ... و تنتهي هذه الحرب دائماً بانتصار الروح لأنها غير فانية .
و لكن متى تنتهي هذه الحرب ؟
تنتهي هذه الحرب عندما يعي الإنسان نفسه و يقوى على ضعفه .

و لكن ذلك الإنسان الكبير في صغره , ذلك المبدع الخلاق , بانتظار الزمن يكشف عن قدرته . ذلك الإنسان الذي يحوي الكون و الذي يحويه الكون ,مصيره في الأحدية . ذلك الإنسان الذي يحوي الرب و يحتويه الرب , مصيره الإتحاد به روحاً دون مادة , معرفة دون جهل , محبة دون بغض , شمساً مشرقة أبداً في كل زمان و مكان .

التجسد أو انبعاث الروح
ينتهي عمر الإنسان على الأرض فتنتقل روحه , عبر مدخل يدعى الموت , إلى مكان لامنظور يدعى الحياة الأخرى ... و هناك يولد ثانية و يتابع الحياة مدة من الزمن دون الجسد المادي , أي يكمل ما بدأه على الأرض .
وهكذا ... حتى تنتهي مدته أو ينتهي عمره , يعود " فيموت في السماء ليولد على الأرض في شخصية جديدة و جسد جديد .

ما الذي يتجسد في الإنسان ؟
الروح , الجوهر هي التي تتجسد في الإنسان .

" تتخذ الروح أشكالا عديدة و تبقى أبداً شعاعاً , صافياً , خالداً , في جميع الظروف و الحالات .."
و تستمر في التنقل و التجسد " لأنها مازالت في حالة اللاوعي الروحي . "
" فلزاماً على الإنسان , لذلك , أن يسعى جاهداً لدخول الروح في حالة وعي ذاتي . و ما التجسد و الانبعاث سوى محطات تعبرها الروح في سيرها إلى الوعي الكامل , في الديمومة الأبدية . "
المهم أن يكون الإنسان قد بدأ العمل على التطور الروحي المستمر " إلى أن يحين الوقت الذي يقهر فيه الموت و يحيا حياةً لا انتهاء فيها " ... " و يصبح قادراً على التجسد الاختياري و التنقل , دون موت , بين الأرض و ( السماء ) ساعة يشاء , لأنه يكون قد ارتفع فوق ازدواجية الوجود الأرضي .. بينما هو ما يزال يتابع تقدمه في عالم الروح الخاص .و هو في العرف الباطني الآن معلم روحي لا منظور على سكان الأرض , و لكن المنفتحين يشعرون بوجوده و بإلهاماته .

و متى يتم ذلك ؟
عندما يصارع الإنسان نفسه و يغلبها في دوراته الحياتية , عندما تتغذى روحه بالمعرفة و تكتمل بالحكمة , عندنا يُضْحي سَيِّد نفسه , و عندما يقهر الموت لأنه أمسى فوق مدار الزمن , يكون قد وصل إلى ديمومة الحياة التي لا موت فيها . فهو و الخلود سيّان ."

ليست هناك تعليقات: