الاثنين، ديسمبر 13، 2010

لمعالجة المريض وليس الداء .



تكلمنا سابقا عن الإنسان المتميز من بين كل المخلوقات الأخرى ...
وأن مشكلته هو نفسه المتحكم بها ، ولكن كيف ؟!!
ما شدّ انتباهي بين بعض النظريات والطرق المطروحة في معالجة هذا الموضوع ، هو المنحى الذي تبناه الطبيب الياباني الأصل أوشو حول مبدأ الطب الذي يقول : " عالجوا المريض ، وليس الداء" .
قد يكون هذا المبدأ في غاية الأهمية .
لأنه يعني بنظر أوشو بأن الداء هو طريقة حياة المرء .
كان الأقدمون يعالجون مرضاهم بالتأمل ، بأخذ جوهر الإنسان في العمق . بينما الطب الحالي يعالج الجسد ..
وهنا يعلّق أوشو بالقول : " في الواقع ، إننا نُخطىء لغويا عندما نقول أن الإنسان جسد وروح في آن معا " .!
فهو يرى بأن الجسد والروح هما طرفان لشيء واحد .
وإذا رأيناه بهذا المنظور لن يسعنا القول بأن الإنسان هو روح زائد جسد ، وليس الأمر كذلك .
فالإنسان كائن جسدي نفسي او نفسي جسدي ..
وباعتبار الجسد جزء من الروح الواقع ضمن مداركنا الحسية ، فالروح هي الجزء من الجسد الواقع وراء مداركنا الحسية ، وبالتالي ، لا فرق بينهما ، وليسا كينونتين منفصلتين ، بل حالتين مختلفتين من ذبذبات الكينونة ذاتها .
وهنا تكمن أهمية ابتعاده عن فكرة الثنائية التي يعتبرها قد أضرت بالبشرية كثيرا ..
وما المشاكل الكثيرة التي يواجهها الإنسان حاليا هو بالإعتماد عليها (أي فكرة الثنائية ) ..

ليست هناك تعليقات: