الجمعة، ديسمبر 03، 2010

إمكانات الإنسان الكاملة




الجهاز العصبي البشري هو الجهاز العصبي الأكثر تطوراً في الخليقة. بمثل هذا الجهاز العصبي المتطور جداً تُشير الإمكانية الكاملة للإنسان بأن الإنسان يجب أَن يكون قادراً على عيش الحالة العليا للحياة، وعلى الأقل، حياة بدون معاناة، وعلى أحسن ما يمكن، حياة الغبطة المطلقة في وعي الله.

يُقصد بالإمكانية الكاملة للإنسان بأنه وعلى كل مستويات الحياة، الروحي والعقلي والمادي، يجب على الفرد أن يعيش إلى قدرته القصوى.

نقصد بالإمكانية الكاملة للإنسان على المستوى المادي، القدرة أن يكون عنده جسم صحّي الذي فيه تعمل كل الأطراف، بما فيها الحواس والجهاز العصبي، بشكل عادي وفي التنسيقِ الجيد مَع بعضهم البعض. تعني الإمكانية الكاملة على المستوى العقلي للحياة قابلية الإنسان على استعمال قدرته العقلية الكاملة. وتعني الإمكانية الكاملة على المستوى الروحي للحياة قابلية الإنسان أن يعيش قيمة الكينونة الروحية في كل حقول الحياة اليومية.

تشير إمكانية الإنسان الكاملة على المستويات الروحية والعقلية والمادية للوجود ضمناً إلى أَن يكونَ هناك تنسيقاً مُتقناً بين هذه المستويات من الحياة. يجب أَن يكون المستوى المادي للحياة في التنسيقِ المثالي مع المستوى العقلي؛ كما يجب أن يكون المستوى العقلي في التنسيقِ المثالي مع المستوى الروحي.

نعني بالطاقة الكاملة التنسيق المتقن للطاقة الإلهية مع المستويات المادية لحياة الإنسان، التي هي القدرة الشغّالة الكاملة للعقل والصحة المثالية، وقيمة الحياة القدسية أَنْ تتغلغل في الحياة المادية اليومية للإنسان.

لا يستعمل الإنسان عموماً عقله الكامل. إن العقل الواعي فقط جزء ضئيل من العقل الكليِّ الذي يمتلكه الإنسان، وطالما يشتغل الإنسان فقط على المستوى العادي للعقل الواعيِ، فهو لا يستعمل إمكانيته العقلية الكاملة. يجب على القدرة الواعية للإنسان أن تكون القدرة الشغّالة العادية للإمكانية العقلية الكاملة.

بالإضافة إلى هذه الاعتبارات، يجب أن يُمكّن استعمال الإمكانية الكاملة الإنسان للتفكير والتكلم والتصرّف وفقاً لهذا الأسلوب الذي به تكون كل فكرة وكلمة وعمل لا ينجز فقط بالحدّ الأعلى في الحياة المادية، بل تصبح أيضاً الوسيلة للبقاء في تناغم مع الله الكلي العظمة، بذلك يجلب بركة الله على كل مستويات الحياة البشرية.

رأينا بأن العقل البشري له قابلية الأخذ ضمن وعيها، حقل الكينونة الإلهية المطلقة والتجاوزية. يُظهر هذا بأن المدى الكامل للخليقة وحقل الخالق النهائي، الذي هو كلي القوة الكونية للكينونة، يقع ضمن مجال الحياة البشرية. إن الإمكانية الكاملة للإنسان في هذه السلسلة هي الحياة الكونية الكاملة المتوفرة لكل فرد. إن الإمكانية الكاملة للإنسان هي الإمكانية غير المحدودة للكينونة الكونية.

تعني الحياة البشرية العادية بأن نعيش حياة الوعي القدسي؛ إن العقل البشري العادي هو بأن يشتغل الفرد على المستويات البشرية لكن يجب عليه أن يحصل أيضاً على منزلة العقل الكوني الكلي.

لا يجب أن نعتبر الوعي الكوني كشيء بعيد عن متناول الإنسان العادي. يجب أن تكون حالة الوعي الكوني هي الحالة العادية للوعي البشري. وأيّ حالة تحت الوعي الكوني يمكن فقط أن نعتبرها حالة من الوعي البشري الثانوي. يجب أن يكون العقل البشري عقلاً واعياً بشكل كوني. يجب أن تعني إمكانية الحياة البشرية إمكانية الطاقة القدسية كلية القوة على الأرض. يجب أن تكون الحياة العادية للإنسان، حياةً مُدركةً لله في الوعي القدسي، أي حياة مثمرة في الكينونة الكونية.

إن الإمكانية الكاملة للإنسان هي في أن تجلب إلى كل إنسان هذه الحالة المباركة والممتلئة بنعمة الحياة القديسة بأسلوب طبيعي وسهل ومن دون كفاح ويتم المحافظة عليها في كل مراحل الحياة اليومية.

إن التقنية المباشرة والبسيطة للبدء بعكس إمكانية الفرد الكاملة على نحو طبيعي هي ممارسة التأمّل التجاوزي، التي تفتح كل الإلوهية في الإنسان وتجلب الوعي البشري إلى المرتبة المرتفعة لوعي الله. إنها تجلب الحياة إلى حالة الحرية الأبديّة، يُكملُه بالطاقة المبدعة غير المحدودة وينسّق القيم المطلقة والمجرّدة لكينونة الإلهية مع القيم المادية الطبيعية الملموسة للحياة البشرية اليومية.

( منقول)

ليست هناك تعليقات: