الخميس، أكتوبر 07، 2010

علم الأرجحيات







كلنا يعلم أنه ما من شيء يدوم على حاله ...




فهو في حالة تهدّم وبناء مستمر




وما يحصل لأي هباء من أية مادة كانت ، سوف يقع ما يشابهها في هباء قطعة أخرى من نفس النوع .




وهكذا في تبدل جسد هذا الإنسان ..




فالمماثلة والمشابهة حتى في الجماد لا يمكن أن تكون مطابقة ..




ولا يمكن ان تتحقق لا في المكان ولا في الزمان ، لأن عناصر الزمان والمكان تكون قد طرأت عليها بما في ذلك مستوى الحيوان والإنسان من اختلاف في التراث والوراثة .




ولو توافق الزمن في الإفتراض على الرغم من أن الزمن ليس ثابتا على حاله ولا مطابقا لذاته ..




فإنه يتوجب أن يكون الشيء من حيث مكانه وانتسابه فلقة تاريخية في موضع غيره تماما وهذا مستحيل .




لذلك ...




يبقى العلم - كل علم – هو علم الأرجحيات لا أكثر ، إذا ابتغينا التدقيق وقصدنا التقدير المحض ومطلق المقابلة .




ولهذا السبب ..




لا يوجد وسط أو حقل اختبار مطابق لذاته لا مكانا ولا زمانا .




علينا أن نأخذ اعتبارا للتبدّل الزمني والتغير المكاني ، وتكون ظروف المحيط التي تتبدل بتبدل دورة الأفلاك ..




وباختلاف نسب حقول الكهرباء والمغناطيس والثقل النوعي وسواه ، خصوصا في فيزياء وكميات الذرات ، بانفلاقها وتداخلها وتبادل جزئياتها وعوامل التاريخ والزمن والوراثة التي تضحي جميعها فاعلة كلما ارتفعنا في سلم الارتقاء .







هنا ...




لا يعود للجبرية وهي صورة للقدرية التي نتصورها في حياة الإنسان ..




لا يعود لهذه الجبرية أي معنى ..




بل هي قواعد علم أرجحي ..




كأن شيئا من الحركة وُلدَ مع تكوّن جزئيات الكون واستبطنته الذرات ..




الخلايا الأولى للمادة ...




في انطلاق إبداعها وتتطورها .

ليست هناك تعليقات: