في كل زمان يظهر رجال يحافظون على الحقائق لم يفكر هؤلاء الرجال في
إرضاء العامة . ولا في إرضاء عدد من الأتباع . لم تكن تلك الأمور غايتهم ، لأنهم قد
عرفوا أنهم قليلون في كل جيل أولئك الذين هم متأهبون للحقيقة ، أو الذين سيقرون بها
إذا عرضت عليهم. فهم يدخرون" معدن الرجال الأصيل" ، بينما يدخر الآخرون
اللبن للرضع". وهم يدخرون لآلئ حكمتهم للصفوة ، الذين يعرفون قيمتها ويلبسونها
فوق رؤوسهم تيجانا، بدلا من أن يلقوها أمام أصحاب المصالح الدنيوية الدنيئة ، الذين يطئونها في الوحل ويخلطونها بغذائهم
العقلي المثير للغثيان. ولم ينسى هؤلاء الرجال أبدا أو تغافلوا عن التعاليم
الأصلية لهرمس ، فيما يتعلق بنقل كلمات الحقيقة لأولئك المتأهبين لحفظها, وقد نص
الكابيلون على هذه التعاليم كما يلي: " أينما تقع أقدام الحكيم, تكون أذان
المتأهبين مفتوحة". ومرة أخرى:" عندما تكون أذان الطلاب متأهبة للسماع ، سيملأها الفم حكمة". ولكن كان موقفهم العادي دائما متوافقا مع حِكم هرمس
الأخرى ، كذلك في الكابيلون : " أفواه الحكمة مغلقة, إلا لآذان الفطناء".
الكابليون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق