الجمعة، فبراير 07، 2014

بذور الحقيقة ...


تتلخص حياة هرمس في زرع بذرة الحقيقة الكبرى والتي نمت وترعرعت في كثير من الأشكال الغريبة ، بدلا من أن يُنشأ مدرسة فلسفية تحتكر تفكير العالم . ولكن على الرغم من ذلك فقد قام عدد قليل من الرجال بحفظ الحقائق الأصلية التي علمها هرمس والتي كانت معطلة في صفائها الأصلي ، إلا أنهم منعوا تلك الحقائق عن عدد كبير يبلغ نصف الطلاب والأتباع الذين اتبعوا عادات هرمس ـ واحتفظوا بها لقليل من الطلاب الذين لديهم تأهب تام لإدراك هذه الحقاق والبراعة فيها. وانتقلت الحقائق من الفم إلى الأذنين بين هؤلاء القلة . وقد كان هناك دائما عدد من المتطلعين في كل جيل ، في مختلف أنحاء الأرض ،  يحتفظون بشعلة تعاليم هرمس المقدسة والمتوهجة, يعيدون إنارة مصابيح العالم الخارجي من خلال مصابيحهم عندما يصبح ضوء الحقيقة خافتا ومغيبا بفعل الإهمال وعندما تصبح الفتيلة معطلة بفعل الأحداث الخارجية . وقد كان هناك الكثيرون يتجهون بإخلاص نحو الحقيقة ، والتي على أساسها ظل مصباح الحكمة متوهجا للأبد . وقد كرس هؤلاء الرجال حياتهم للعمل على المحبة التي صورها الشاعر بصورة جيدة في أبياته قائلا:
لا تترك الشعاع يخفت
في شكله المقدس بقي في كهفه المظلم قرونا
غزاه كاهن الحب النقي فلا تترك الشعاع يخفت





الكابليون

ليست هناك تعليقات: