الهيولى ...

أ- "الهيولى لفظ يوناني بمعنى الأصل المادة، وفي الإصطلاح هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفعال، محل للصورتين الجسمية والنوعية" (تعريفات الجرجاني).

‌ب- قال ابن سينا: "الهيولى المطلقة، فهي جوهر، ووجوده بالفعل إنما يحصل لقبول الصورة الجسمية لقوة فيه قابلة للصور، وليس له في ذاته صورة تخصه إلا معنى القوة. ومعنى قولي لها هي جوهر، هو أن وجودها حاصل لها بالفعل لذاتها. ويقال هيولى لكل شيء من شأنه أن يقبل كمالاً ما، وأمراً ليس فيه، فيكون بالقياس إلى ما ليس في هيولى، وبالقياس إلى ما فيه موضوع" (رسالة الحدود).

‌ج- والهيوى عند القدماء على أربعة أقسام، وهي:

1- الهيولى الأولى، وهي جوهر غير جسم، قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال، محل للصورة الجسمية.
2- الهيولى الثانية وهي جسم قام به صورة كالأجسام بالنسبة إلى صورها النوعية.
3- الهيولى الثالثة وهي الأجسام مع الصورة النوعية التي صارت محلاً لصور أخرى، كالخشب لصورة السرير.
4- الهيولى الرابعة، وهي أن يكون الجسم، مع الصورتين، محلاً للصورة، كالأعضاء لصورة البدن.
وجملة القول إن الهيولى الأولى جزء الجسم، والثانية نفس الجسم، أما الثالثة والرابعة فالجسم جزء لهما.

‌د- والهيولى مردافة للمادة، والفرق بينهما أن المادة تقال لكل موضوع يقبل الكمال، باجتماعه إلى غيره، ووروده يسيراً يسيراً، على حين أن الهيولى على الإطلاق هي المادة الأولى، وإطلاقها على باقي الأٌجسام إنما يكون بالتقييد، فيقال ثانية وثالثة ورابعة.

‌هـ - وللهيولى اسماء باعتبارات مختلفة.

1- فهي قابلة من جهة استعدادها للصور.
2- وهي مادة وطينة من جهة توارد الصور المختلفة عليها.
3- وهي عنصر من جهة ابتداء التراكيب فيها.
4- وهي اسطقس من حيث إن التحليل ينتهي اليها (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي).

‌و- والهيولاني هو المنسوب إلى الهيولى، تقول: العقل الهيولاني، وهو قوة للنفس مستعدة لقبول ماهيات الأشياء مجردة عن المادة (ابن سينا، رسالة الحدود) أو استعداد محض لإدراك المعقولات.
وهي مقابل للصوري، مثال ذلك قول ابن سينا: "لا يقتصر في التحديد على الفصل الصوري دون الهيولاني، ولا الهيولاني دون الصوري" .

المرجع : المعجم الفلسفي، د. جميل صليبا، 1982

باختصار ...

الهيولى هي مادَّةُ الشيء التي يصنَع منها أي شيء .

و بوصف آخر هي مادة ليس لها شكل ولا صورة معيّنة ، بل هي قابلة للتشكيل والتصوير في شتَّى الصور ، وهي التي صنع الله تعالى منها أَجزاءَ العالم الماديّة .

أي أنها التخطيط المبدئي لأي صورة  .