الاثنين، نوفمبر 19، 2012

هيولى المادة ...

نظن بأن المعرفة تستحق منا البحث والعطاء ..
وإن كنا نشهد الآن والشهادة لله ، فإن الشعور بالواجب يجعلنا نقف بخشوع واحترام أمام شخص عقل العالم بكل جوانبه حتى أصبح شريانا رئيسيا لمستقبل منفتح الآفاق ..
وإننا نستذكرة في كل يوم مع ما جمعه من علوم متشعبة نفتقد أبسط قواعدها اليوم ما نلاحظة من نزوع الغارق في الغرائز والرغائب ولا فرق بين فوق وتحت .. فالتردي يراه كل من ساد على نفسه وارتفع ...
والمحاضرة التي ألقاها كمال جنبلاط في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية بالعنوان المشار إليه هي خير شاهد لمن يدور على العلم والحكمة 
والإنسان والعالم قديما وحديثا مقابل الإفلات أو التفلّت من القيم في حال الإختبار الجاري على المستويات العقلية والنفسية والروحية .
إن الحقَّ ،  قد خلق الخلق من أصل هو عينه ، كالحبة الواحدة تخرج منها الحبوب كما قال محيي الدين بن العربي ، وكل فروع التكوين بالنهاية ، ليست سوى جداول تنبع وتتحدر من جداول العلم والإيمان اللذان يلتقيان في النهاية .

إن ما بين  اللطافة والكثافة  يقول أحد الحكماء بأن الله لطّف ذاته فكان حقا ، وكثف ذاته فكان خلقا ...

ولتبرير التوافق بين العلم الحديث بأن العالم الحسي الذي نسعى جاهدين لتحليله وسبر أغواره ، كذلك اعتبر بأن العقل والفكر مرّا ويمرّا بمرحلة حميمية تظهر في كنف الطبيعة الحميم ، والظاهرات كلها بالنهاية هي ظواهر متشاركة في تقرير ماهية الأشياء .
وعندما يتطور العلم ويوشك أن يقترب في تحقيق غايته ، لا ننسى الفكر بأنه هو هيولى المادة التي تتبدّى لنا لترفع طاقة الحياة  بمختلف وجوهها .

ليست هناك تعليقات: