السبت، نوفمبر 17، 2012

مبادىء هرمس ( القوانين الكونية ) ...


1 -  مبدأ العقلانية

يجسد هذا المبدأ حقيقة أن المطلق هو العقل. يوضح هذا المبدأ أن المطلق (وهو الحقيقة الجوهرية الكامنة في كل التجليات والهيئات، التي نعرفها تحت مفاهيم الكون المادي: ظواهر الحياة، المادة، والطاقة، وباختصار كل ذلك ظاهر لحواسنا المادية) هو الروح، والتي بذاتها مجهولة وغامضة، والتي، مع ذلك، يمكن اعتبارها أو الإعتقاد بأنها عقل كلي، مطلق، وفعال. كذلك يوضح هذا المبدأ أن كامل العالم الظاهري أو الكون هو ببساطة إبداع عقلي للمطلق، والخاضع لقوانين المخلوقات المخلوقة، وأن الكون ككل، وبأجزائه أو وحداته له وجوده في عقل المطلق، الذي بعقله نحيا ونتحرك ونحقق وجودنا. إن هذا المبدأ، من خلال إثبات الطبيعة العقلية للكون، يوضح بسهولة كل الظواهر العقلية والنفسية المتنوعة التي تحتل جزءً كبيراً من اهتمام الرأي العام، والتي بدون مثل هذا التوضيح لا يمكن فهمها وتحدي التحليل العلمي. إن فهم مبدأ العقلانية لهرمس العظيم يتيح للفرد أن يفهم بسهولة قوانين الكون العقلي وأن يطبقها من أجل سعادته وترقيته. إن تلميذ هرمس يستطيع بذكاء تطبيق القوانين العقلية النبيلة بدلاً من استخدامها بطريقة خطيرة، وبوجود المفتاح الرئيسي بحوزته قد يفتح التلميذ الأبواب المتعددة لمعبد المعرفة العقلية والنفسية، ودخولها بحرية وبتعقل. يوضح هذه المبدأ الطبيعة الحقيقية للطاقة، القدرة والمادة، ولماذا وكيف تخضع كل هذه الأشياء لسيطرة العقل. كتب أحد مدرسي هرمس القدماء منذ وقت طويل " إن من يفهم حقيقة الطبيعة العقلية للكون فهو في مرحلة متقدمة على الطريق نحو التفوق". وإن هذه الكلمات صحيحة في يومنا هذا قدر صحتها عندما كُتبت لأول مرة. بدون هذا المفتاح الرئيسي، التفوق مستحيل، والتلميذ يطرق دون جدوى على الأبواب المتعددة للمعبد.

2 - مبدأ التواصل.

يجسد هذه المبدأ حقيقة أن هناك دائماً تواصل بين قوانين وظواهر المستويات المختلفة للوجود والحياة. تُلخص مسلمة هرمس القديمة بالعبارة التالية ( كما في الأعلى كذلك في الأسفل، كما في الأسفل كذلك في الأعلى)، وفهم هذا المبدأ يعطي المرء وسائل إيجاد حلول لعدة تناقضات غامضة ولأسرار خفية للطبيعة. هناك مستويات تفوق معرفتنا، لكن عندما نطبق مبدأ التواصل عليها فإننا نستطيع فهم ما هومجهول بالنسبة لنا أكثر منه عند عدم تطبيقه. هذا المبدأ ذو تطبيق ووجود شاملين للكون المادي، العقلي، والروحي. فهو قانون كوني. اعتبرالهرمسيون القدماء هذا المبدأ من أهم الأدوات العقلية التي تمكّن المرء بواسطتها من تخطي العقبات التي تخفي المجهول عن الرؤية. حتى أنّ استخدامه أزال الحجاب عن إيزيس إلى درجة أنه أصبح بالإمكان رؤية لمحة من وجه الإله. تماماً كما تمكّن معرفة مبادئ علم الهندسة من قياس الشموس البعيدة وحركاتها بينما المرء جالس في مرصده، كذلك إن معرفة مبدأ التواصل تمكّن الإنسان من الإنتقال من المعلوم إلى المجهول بذكاء. بدراسة الخلية يفهم المرء الملاك الرئيسي.

3 -  مبدأ الإهتزاز (التذبذب)

يجسد هذا المبدأ حقيقة أن كل شيء يتحرك، كل شيء يهتز، وأن لا شيء ثابت، وهي حقائق أكدها العلم الحديث، والتي يميل كل اكتشاف علمي جديد إلى التحقق منها. ومع ذلك أُعلن هذا المبدأ الهرمسي منذ آلاف السنين من قبل حكماء مصر القدماء. يوضح هذا المبدأ أن الفوارق بين التجليات المتعددة للمادة، الطاقة، العقل، وحتى الروح، تنتج إلى حد كبير عن تفاوت معدلات الإهتزاز. من المطلق، وهو روح نقية، وصولاً إلى أضخم شكل للمادة، كلها متحركة، كلما ارتفع الإهتزاز، أصبح المركز أعلى من حيث المستوى. إن اهتزاز الروح يبلغ معدلاً لا محدوداً من القوة والسرعة إلى درجة أنها عملياً ثابتة، تماماً كما تبدو عجلة تتحرك بسرعة وكأنها ثابتة. وفي الطرف الآخر من المستوى يوجد أشكال إجمالية للمادة والتي اهتزازاها منخفض جداً إلى درجة أنها تبدو ثابتة. وبين هذان الطرفان يوجد ملايين وملايين من درجات الإهتزاز المتفاوتة. من الكرية والإلكترون، الذرة والجزيء إلى العوالم والأكوان، كل شيءٍ في حركة اهتزازية. كذلك ينطبق هذا على مستويات الطاقة والقوة ( التي ما هي إلا درجات متفاوتة من الإهتزاز)، وكذلك على المستويات العقلية( التي تعتمد حالتها على الإهتزاز)، وحتى على المستويات الروحية. إن فهم هذا المبدأ، مع الصيغ المناسبة يمكن تلاميذ هرمس من التحكم في اهتزازتهم العقلية وكذلك الإهتزازات الأخرى. كذلك يستخدم الحكماء هذا المبدأ لقهر الظواهر الطبيعية بطرق مختلفة. يقول أحد الكتّاب القدماء " إن من يفهم مبدأ الإهتزاز قد أمسك بصولجان الطاقة"
4 - مبدأ القطبية ( الإزدواجية )
" كل شيء مزدوج، كل شيء له أقطاب، كل شيء له زوج من الأطراف، التشابه وعدم التشابه هو الشيء نفسه، الأضداد متشابهة بطبيعتها لكن بدرجات متفاوتة، الطرفان يجتمعان، كل الحقائق ما هي إلا أنصاف حقائق، قد يمكن التوفيق بين كل المتناقضات" من كتاب كيباليون Kybalion لهرمس.
يجسد هذا المبدأ حقيقة أن كل شيء هو مزدوج، كل شيء له قطبين، كل شيء له زوج من التناقض، وهي كلها كانت مسلمات هرمسية قديمة. إنها توضح التناقضات القديمة التي حيّرت الكثيرين، والتي ذُكرت على النحو التالي: الإطروحة ونقيضها متماثلان بطبيعتهما، لكن متفاوتان بالدرجة، الأضداد متشابه وتختلف بدرجتها فقط، قد يمكن التوفيق بين زوج من الأضداد، الطرفان يجتمعان، كل شي هو وليس هو في الوقت نفسه، كل الحقائق ما هي إلا أنصاف حقائق، كل حقيقة هي نصف كاذبة، هناك جانبان لكل شيء.. إلخ، إلخ.
هذا يفسر أن في كل شيء هناك طرفان أو مظهران متناقضان، وأن المتناقضان في الواقع هما طرفان للشيء نفسه مع العديد من الدرجات المتفاوتة بينهما. وللتوضيح: الحر والبرد على الرغم من أنهما متناقضان فهما في الواقع الشيء نفسه، تتألف الفوارق فقط من درجات من الشيء نفسه. أنظر إلى مقياس الحرارة خاصتك وتحقق مما إذا كان بإمكانك معرفة أين ينتهي الحر ويبدأ البرد. لايوجد أي شيء يعرف بالحر المطلق أو البرد المطلق، كلاهما ببساطة يشير إلى درجات متفاوتة من الشيء نفسه. ذلك الشيء نفسه الذي يظهر كبرد أو حر هو مجرد شكل، اختلاف، ومعدل من الإهتزاز. لذلك ببساطة إن الحر والبرد هما طرفان لذلك الذي نسميه الحر، والظواهر المصاحبة لذلك هي مظاهر من مبدأ الإزدواجية. يتضح المبدأ نفسه في حالة النور والظلمة وهما الشيء نفسه: يتألف الفرق من درجات متفاوته بين طرفي الظواهر، أين تنتهي الظلمة، ويبدأ النور؟ ما هو الفرق بين كبير وصغير، بين صلب ولين؟ بين أسود وأبيض؟ بين حاد ومحدب؟ بين الضجيج والهدوء؟ بين مرتفع ومنخفض؟ بين إيجابي وسلبي؟
يوضح مبدأ الإزدواجبة هذه التناقضات، ولا يمكن أن يحل أي مبدأ آخر محله. ينطبق المبدأ نفسه على المستوى العقلي. دعونا نأخذ مثالاً فطرياً ومتطرفاً وهو الحب والكراهية، حالتان عقليتان مختلفتان تماماً ظاهرياً، لكن مع ذلك هناك درجات من الحب ودرجات من الكراهية ودرجة وسطى والتي نعبر عنها بكلمتي " ود ونفور" والذان يضللان بعضهما البعض إلى درجة أننا في بعض الأحيان نحتار لمعرفة ما إذا كنا نود أو ننفر أو لا هذا ولا ذاك. وكلها ببساطة درجات من الشيء نفسه، كما سترى إن كنت ستفكر للحظة فقط. وأكثر من هذا( وهو يعتبر ذو أهمية أكبر من قبل الهرمسيون) إنه من الممكن تغيير ذبذبات الكراهية إلى ذبذبات محبة، قي عقل الشخص وعقول الآخرين. العديد منكم، ممن سيقرأ هذه السطور، كان لديكم عدة تجارب شخصية عن الإنتقال السريع اللاإرادي من المحبة إلى الكراهية، وبالعكس في حالتكم الخاصة وحالة الآخرين. ولذلك ستدركون إمكانية تحقيق هذا بالإرادة من خلال استخدام الصيغ الهرمسية. الخير والشر ما هما إلا طرفان للشيء نفسه، ويعرف الهرمسي استخدام طرق تحويل الشر إلى خير عن طريق تطبيق مبدأ الإزدواجية. باختصار إن فن الإستقطاب يصبح حالة من الكيمياء العقلية يعرفها ويمارسها معلمي الهرمسية القدماء والمعاصرين. إن فهم هذا المبدأ يمكّن المرء من تغيير إزدواجيته بالإضافة إلى ازدواجيات الآخرين، إن كان سيكرس الوقت ويدرس الضروري لإيجادة هذا الفن.
5 - مبدأ التناغم

"كل شيء يتدفق، للداخل والخارج، كل شيء له مد وجزر، كل شيء يرتفع ويسقط، يظهر تأرجح عقرب الساعة في كل مكان، مقدار التأرجح إلى اليمين هو مقدار التأريج إلى اليسار، الإيقاع متكافئ". ( الكيباليون)
يجسد هذا المبدأ أنه في كل شيء ظاهر هناك حركة منتظمة إلى الأمام والخلف، منبع ومصب، تأرجح للخلف والأمام، حركة شبيه ببندول الساعة، مثل جز ومد الأمواج، هناك أمواج مرتفعة وأمواج منخفضة بين الطرفين الذين يتواجدان وفقاً لمبدأ الإزدواجبة. يوجد دائماً فعل وردة فعل، تقدم وتراجع، اررتفاع وانخفاض. هذا متعلق بإمور الكون، العوالم، البشر، الحيوانات، العقل، الطاقة، والمادة. هذا القانون جلي في خلق وإفناء العوالم، في نهوض وانهيار الأمم، في حياة كل الأشياء وأخيراً في الحالات العقلية للبشر ( وفي هذا الأخير يجد الهرمسيون أن فهم المبدأ هو الأهم) لقد فهم الهرمسيون هذا المبدأ و أحكموا تطبيقه الشامل، وقد اكتشفوا أيضاً بعض الوسائل للتغلب على آثاره في أنفسهم باستخدام صيغ وأساليب مناسبة. فهم يطبقون قانون الحياد العقلي. لا يمكنهم إلغاء هذا المبدأ أو أن يتسببوا في إيقاف تطبيقه، لكنهم تعلموا كيفية الخلاص من تأثيراته على أنفسهم إلى درجة معينة معتمدين على إتقان المبدأ، لقد تعلموا كيفية استخدامه بدلاً من أن يتم استخدامهم من قبله. بهذه الطريقة وبطرق مشابهة تتشكل طرائق الهرمسيون. الخبير بالمبادئ الهرمسية يغير نفسه عند المرحلة التي يرغب عندها بالراحة ثم يحايد التأرجح المتناغم للبندول الذي من شأنه أن ينقله إلى الطرف الآخر. كل الأشخاص الذين بلغوا أي درجة من السيطرة على النفس يفعلون هذا إلى حد ما، ودون إدراك تقريباً، لكن المتفوق يفعل ذلك بإدراك وباستخدام إرادته، وتحقيق درجة من التوازن والثبات العقلي الذي يكاد يكون مستحيل التصديق من جانب الجماهير الذين يتأرجون للأمام والخلف مثل بندول الساعة. لقد تمت دراسة هذا المبدأ ومبدأ الإزدواجية عن كثب من قبل الهرمسيين، كما أن طرائق مواجهتهما و محايدتهما واستخدامهما تشكل جزءاً هاماً من الكيمياء العقلية لدى الهرمسيين.

6 - مبدأ السبب والنتيجة

"كل سبب له نتيجته وكل نتيجة لها سببها، كل شيء يحدث وفقاً لقانون. الصدفة هي مجرد إسم يطلق على قانون غير معروف. هناك عدة مستويات من العلاقات السببية، لكن لا شيء ينجو من هذا القانون" الكيباليون
يجسد هذا المبدأ حقيقة أن هناك سبب لكل نتيجة، ونتيجة من كل سبب. يوضح هذا المبدأ أن كل شيء يحدث وفقاً لقانون، أن لا شيء يحدث أبداً ببساطة، أنه لا يوجد شيء يسمى صدفة، وأنه في حين يوجد العديد من مستويات السبب والنتيجة فإن أكثرها سيطرة هو أضعفها، مع ذلك لا يوجد أي شيء على الإطلاق ينجو من هذا القانون. يعرف الهرمسيون فن وطرائق التسامي فوق المستوى العادي لمبدأ السبب والنتيجة إلى حد ما، وبالإرتقاء عقلياً إلى مستوى أعلى فإنهم يصبحون المسببين بدلاً من النتائج. ينتقل الناس مذعنين للمحيط، رغبات وإرادات الآخرين أقوى من أنفسهم. تنقلهم الوراثة والإيحاءات وأسباب خارجية أخرى مثل البيادق على رقعة شطرنج الحياة. لكن الخبراء يرتقون إلى مستوى أعلى، يسيطرون على طباعهم، صفاتهم، خصالهم وقدراتهم بالإضافة إلى البيئة المحيطة بهم ويصبحون الناقلين بدلاً من أن يكونوا بيادق، إنهم يساعدون على لعب لعبة الحياة بدلاً من أيتم تحريكهم واللعب بهم بواسطة إرادات وبيئات أخرى. إنهم يستخدمون المبدأ بدلاً من أن يكونوا أدواته. يمتثل المتقن لسببية المستويات الأعلى، لكنها تساعده على السيطرة على مستوياته. في هذه العبارة كُثفت ثروة المعرفة الهرمسية، فليقرأ من يستطيع.

7 - مبدأ النوع (الجنس)

" يوجد تانوع في كل شيء، كل شيء له أصول مذكرة ومؤنثة، يظهر النوع على كل المستويات" (الكيباليون)
يجسد هذا المبدأ حقيقة أن النوع متجلي في كل شيء، الأصلين المذكر والمؤنث فعالين دائماً، لا ينطبق هذا على المستوى المادي فحسب، بل على المستويات العقلية وحتى الروحية. على المستوى المادي: يظهر المبدأ على شكل الجنس، على مستويات الأسمى يأخذ المبدأ أشكال أسمى، لكن المبدأ يبقى نفسه دائماً. لا يوجد خلق، مادي، عقلي، أو روحي ممكن دون هذا المبدأ. إن فهم قوانينه سيسلط الضوء على عدة مواضيع حيّرت عقول البشر. يعمل مبدأ النوع دائماً في اتجاه التكاثر، الإنبعاث الروحي والخلق. كل شيء وكل شخص يحتوي على العنصرين أو الأصلين، أو أن هذا المبدأ يوجد داخل الشيء، داخله، وداخلها. كل شيء ذكر يحتوى على العنصر الإنثوي، كل أنثى تحتوي على العنصر الذكوري. إذا كنت ترغب بفهم فلسفة الخلق الروحي والعقلي، التكاثر، الإنبعاث الروحي، ينبغي عليك أن تفهم وتتعلم هذا المبدأ الهرمسي. إنه يشمل حلول العديد من أسرار الحياة. نحذركم أن هذا المبدأ لا يحمل أي إشارة لممارسات أو تعاليم النظريات المتعددة الوضيعة الخبيثة، المهينة، والشهوانية، التي يتم تعليمها تحت أسماء وهمية، وهي بغاء مبدأ النوع الطبيعي الرفيع. هذا الإحياء الوضيع للأشكال الفاضحة القديمة من الوثنية يميل إلى تدمير العقل الروح والجسد. لقد أطلقت الفلسفة الهرمسية دائماً علامة تحذير ضد هذه التعليمات المهينة التي تميل نحو الشهوة، الفجور، وإفساد مبادئ الطبيعة، إذا كنت تسعى إلى مثل هذه التعليمات عليك الذهاب إلى مكان آخر. بالنسبة لهم الهرمسية لا تحتوي شيئاً لك يشبه ذلك. بالنسبة للشخص الطاهر كل الأشياء طاهرة، بالنسبة للوضيع كل الأشياء وضيعة.


ليست هناك تعليقات: