الأربعاء، مايو 13، 2015

الرحيل ..

بدأ العد التنازلي لنبضات قلبه
وبدأ يعدّ عدّة رحيله
رحلة ..
لا عودة بعدها
اليوم
لا يعرف من سيبقى في ذاكرته
ومع من سيتوه  في عالم النسيان
الحروف تنتحر
وتدمع الكلمات
هي ليست كلمات وداع ..
ومن يستطيع أن يودّع مَن بَذرَ نتفًا من روحه معهم
لن يستطيع اختصار حياته  
وليس في مستطاعه أن يطيل المكوث
والصوت لا قدرة له  على حمل الشفاه التي تنطق باسمه ؟
يحاول أن لا يجعل الحزن صديقا له
حبه لهم وحده سيضمّد جراحه
لقد أحبهم بكل كلمات الحب التي يعرفها ويعرفونها
ولن ينتظر بعد اليوم سوى  ابتسامة فرح على وجوه كل من رافقه  
وإذا وهبه  الله شيئا من بقية حياة ..
ستبقى أيامه تلاقي معهم
وسيبقى مساؤه فجره ...
وما جمعه في سكينته ...
وزّعه بثقة
وراحة ضمير ..
آه
كم هو جميل أن تتحوّل الآلام إلى حروف من نور
تضيء الزوايا المظلمة في حياتنا
أن تتحول مناطق الألم ...
إلى بوح .. تختزنه ذاكرة الزمن ...
لقد تعلم من زملائه ورفاق دربه ،
تعلم منهم أن سر السعادة ليست الجلوس في قمة الجبل ...
سر السعادة .. يكمن في تسلقها ..
وهكذا ...
تسلقوها معا 
وهذا ما كان ...
كم أنت غريبة يا دنيا ...
ما زلت أذكر كلماته التي همسها بأذني في الفترة الأخيرة
وبعد تلك المسافة الطويلة من الحياة
بعد ذلك الكم من التعب والشقاء
العناء والبكاء
كنت أواسيه وأرجوه ألا يحزن
وألا ييأس
كنت أقول  له :
إذا أردت أن تذرف دمعك فاذرفها هناك
عند شاطىء البحر
لكن .. لا تخبر البحر
بنبأ رحيلك
فقد يكون أشد حزنا منك
قد يكون مذهولا أو مزعوجا ..
يومها .. قال لي بهمس :
" لا تبكي
لا تذكر تفاصيلي  
فما عاد هناك  من ينتظرني "
فنحن  في حرقةٍ من زحمة الأقدار...

ليست هناك تعليقات: