الخميس، أبريل 04، 2013

الأوبانيشاد ...



هو كتاب روحي ألفه وكتبه مجموعة من الفلاسفة والمفكرين الروحيين في جبال الهملايا, وهو جزء مهم من "الفيداس" والذي يعتبره الكثيرون الحجر الأساسي للديانه الهندوسية في الهند, حيث يعود عهده الى بضعة آلاف من السنين. ويقول التيتيريا أبانيشاد:

"أوم... كل من يعرف "برهمان" يصل الى الأسمى."

لقد عرف القدماء التفسير العلمي لعلم الأصوات. لذلك, فالحرف "أأأ" هو صوت أكثر "ين" أو أرضية, بينما "ممم" هو صوت أكثر "يانغ" أو سماوية. لهذا, لقد ابتدعوا في الهند الكثير من الكلمات التي تحمل معها ألفاظها المقدسة مثل "برهمان," وهي هذه الطاقة السماوية - الأرضية لللانهاية الأبدية - أو "كامي" في الياباني - أو "أمين" في العالم الغربي - أو "أمون" في  أمم الوسط, وغيرها من الألفاظ القديمة التي تعبر عن هذا المستوى الأسمى من الألوهية في هذا الوجود الكوني الأكبر. فالصوت "أأأ" الذي تتوحد ذبذباته مع الصوت "ممم" يتمثل بهذه الطاقة الكونية اللولبية الواحدة التي تخلق وتكون, تحي وتطور الى ما لا نهاية. لهذا, سمي الله في الهند ب "برهمان" وهو أسم كوني آخر لسمو هذه الروح العظيمة والمقدسة التي تتمثل ب ”الله."

"فمن البرهمان ولد "أكاسا," أو الهواء – ومن الهواء, النار – ومن النار, الماء – ومن الماء, الأرض – ومن الأرض, النبات – ومن النبات, الطعام – ومن الطعام, الإنسان. وها هو هذا الإنسان المكون حقاً من روح هذا الطعام, من رأسه الى أخمص قدميه. ومن الطعام ولدت كل المخلوقات التي تعيش على هذه الأرض, منه تحيا وبه تعيش, لتصبح في الآخرة طعاماً للآخرين. لهذا, فالطعام هو أقدم الكائنات الحية ولقد سميت "باناسيا" أو "روح الكل الموجودة في الكل."

إن "البرانا" هو هذا الطعام المقدس الذي نأكله. فالجسد يأكل هذا الطعام ليرتاح عليه, كما أن "البرانا" تدخل أجسادنا لترتاح فيها. فلهذا نرى أن طعاماً يدخل الجسد ليريح طعاماً آخر, فيوحده ويغذيه بهذه الطاقة المستمدة قوتها من ذبذبات هذا العالم الأرضي والسماوي معاً. فالإنسان الذي يعرف هذا, وبعد زواله الجسدي من هذا العالم, إنما سيكون في منتهى السعادة الأرضية والسماوية, لأن الحياة ستكون رقصة, أغنية, أو لوحة فنية أبدية يرسمها هذا الكائن الحي بنفسه.

فكما لاحظنا, إن "الأبانيشاد" يشرح لنا الكثير عن الطرق الكونية الموحدة أو علم "الماكروبيوتيك" لكن بغلاف آخر قديم وأكثر كلاسيكيةً. فهو يعطينا أكثر من دليل على أن القدماء لم ينقصهم شيئاً من الوعي, ولقد ركزوا على أهمية الكائن الغذائي في تطوير ونمو وعيهم الروحي وصحتهم العقلية والجسدية.

( منقول)


ليست هناك تعليقات: