الجمعة، نوفمبر 15، 2013

باب الثقة ....

بسم الله والألوهية... 
الحب والمحبوب... 
الرحمن والرحمة...
صديقي القارئ بقلبك...
عندما أتيتَ إلى هذه الدنيا كطفل صغير، وثقتَ بكل شخص حولك وكل من اعتنى بك وربّاك.... كلهم أحبوك واعتنوا بك، وكانت ثقتك بهم مطلقة... وأنت كطفل وثقتَ بالجميع واستمتعت بالحياة...
وبعدها، أحبطك وخانك وجرحك بعض الناس...صارت ثقتك ناقصة قليلاً، وتعلمتَ ألا تثق بكل الناس...
ومع نموّك تدريجياً تعلمتَ ألا تثق بسهولة، وأن تحاول قدر الإمكان البقاء في مكان الأمان... وبهذا خسرتَ كثيراً من التجارب والمغامرات... لكن...
هل هذا يجعل حياتك ممتعة ومريحة مثلما كانت عندما وثقت بكل الناس؟
بعض الناس خاصة الرسميين والمسؤولين وأصحاب الرؤوس والأموال لا يثقون مطلقاً... انظر جيداً إلى حياتهم، تجدها آمنة جداً لكنها عقيمة بليدة ومليئة بالملل والإحباط.
أنت الآن تثق فقط بمن تحب... لكن قبل أن تثق بشخص آخر عليك أن تثق بنفسك.... إذا كنت لا تثق بنفسك، فكيف ستثق بثقتك أصلاً؟
في الحياة العملية وفي علاقاتنا الشخصية وفي العمل، نحن مجبرون أن نثق بكثير من الناس الذين لا نحبهم... وبما أنه لا يوجد طريقة مثالية لاكتشاف أن ثقتك قد تضيع ويخونك الآخر... تظهر المعاناة... وتصير الثقة بالناس مغامرة ومجازفة.
عندما تنجذب إلى معلم ما... تصعد وترتقي بالحب... تبدأ تثق به مندهشاً للأفق الجديدة التي يفتحها أمامك... تثق بكمية الفرح والنور الهائلة التي تدخل حياتك... بالكنوز الثمينة التي تستمر باكتشافها واستقبالها من ذاتك إلى ذاتك.

بهذا... محبتك تتحول إلى ثقة... وبعدها إلى ثقة مطلقة... عندما تستسلم للمعلم من محبتك وثقتك... فتولد كطفل من جديد في لحظة الاستسلام الموت والقيامة في سلام...


مجلة أوشو

ليست هناك تعليقات: