الثلاثاء، مارس 08، 2011

مبادىء في الحياة ...



الحياة وفق ما يعتبرها بعض العلماء بأنها طاقة مترفعة للمادة في تكثّفها وتعقد ذراتها وخلاياها ..
كذلك لا يمكن الفصل بين الحياة النفسية ، وبين تيار الحياة الزاخر فينا بإمكانياته منذ فجر التاريخ .
فالحياة النفسية والاجتماعية هي لون وشكل رفيع ..
وتعبير مستعلٍ للحياة ذاتها ..
وليس عبثا ما يقال في بعض الكتب المقدسة : " طوبى للذين قلوبهم طاهرة " .
وقد أشار إلى ذلك رماكريشنا كيف أنه بالمحافظة على طهر جسده ونقاء أفكاره وصفاء شعوره ليتمكن من من معرفة خفايا الأمور ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، فاتيحت له بعض كرامات الأولياء ..
أو كما تقول الراجا يوغا :" بقدرة الطهارة ، تأتي المعرفة كلها "...
كما أنه بقدرة الصدق ، وممارسة فضيلته بالفكر والشعور والكلام والعمل ، وبذلك يحصل الإنسان على قوى عجائبية في الإقناع والإبداع والخلق ..
حتى يبدو وكأن الإنسان لفرط صدقه وأصالته في جذور نفسه وعين عقله يجعل الأشياء تحدث .. والأفكار تتجسد ..
وكذلك بالنسبة للأذى ، فمن لا يؤذي ـ لا يؤذى ...
وذلك ما يسمى بالفعل ورد الفعل السلبي المعروف ...
فالإنسان من حيث المبدأ ، مكلف في الواقع بتحويل هذا التيار الحي إلى أفكار ومشاعر إشراق وقيم ومحبة ..
عندئذ تبرز قيمة الكائنات البشرية ..
وأية قيمة ستكون دون الاستنارة بالقيم والإختبارات الروحية التي نفتقدها ..
كم نحن بأشد الحاجة إلى ارتباط طاقة المثقفين العلمية ، بالقوى المعنوية والطاقات النفسية المستعلية لتتكامل شخصية الكائن البشري ..
وإلا .. فإن العلم سيكون عالة عليه وعلى المحيطين به ..
ولا يزيده تميزه إلا عماهة واستكبارا ، وتمييزا اعتباطيا وصولا لتضخيم الأنا ..
وكيف ستنضج عند ذلك أفضل ثمار العقل والقلب ..
إذا كانت القِدْرٍ فارغة !

ليست هناك تعليقات: