السبت، يناير 03، 2015

من ذاكرة الايام ...

تتمة لحوار سابق ...
.......
.... ....

-        أنامعك في هذا ...
ولكن ... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
ربما تحاول أن تفكر في إيجابيات حياتك محاولا ان تنسى أو تتناسى سلبياتها ...
ولكن تعود تلك النفس الضعيفة للظهور من ثنايا ضعفك ..
ساعتها لا بد أن تبادرك لحظات الخوف .. والحزن ...
هذا خارج عن إرادتك ... فالإنسان لم يخلق مكتمل الكمال ....
يمكنك يا صديقي أن تجبر نفسك على أمور عديدة ...
ولكن التعب لا يلبث أن يهجم على عقلك ...سواء بعد مدة قصيرة أو طويلة ..
أنا أفهم بأن المرء إن أقنع نفسه بأن كل شيء بخير فمهما واجهته صعوبات سيبقى يشعر بأنه بخير ...
لا أنكر ذلك .. ولكن الثغرة التي اتحدث عنها هي حين يصاب هذا الجسد الفاني بالتعب من كبته للسلبيات التي يعانيها ..
العقل والأعصاب كلها ستكون حينها في حالة توتر ... وعندئذ سيعود الخوف للظهور .. مهما حاولت منعه ..

اتعلم بأني حتى في هذه اللحظة لن أعتبر هذه بمشكلة كبيرة ... لماذا ؟
بصراحة ... لسببين :
أولا لأنه يكفي بأنني حاولت وانتصرت وفرحت بانتصاري. لايمكنك القول ما فائدة النصر إن لم يدم ..
أظنك سمعت بمن قال : قل لمن يحمل هما إن الهم لن يدوم .... فمثلما تمضي السعادة تمضي الهموم ..
والعكس صحيح ...
والسبب الثاني لأني على يقين بأن هناك من يقول لو كان الخوف رجلا لقتلناه ..ولو كان بحرا لردمناه .. ولو كان نهرا لجففناه ..
ناسين بأنه لولا الخوف ... لما شعرنا بالأمان ..ولولا الحزن لما شعرنا بالفرح ..ولولا الأبيض لما عرفنا الأسود ..

وهنا أؤكد 100% ما سبق وقلتَه عن موضوع تضاد صور الوجود الكوني ..
أشكرك ...


-     سيعود الخوف ...! سيعود
      وتعترفين ....... بأنها مشكلة ، بل وكبيرة أيضا...؟!
      وأكثر ما يلفت انتباهي ... أنك تحاولين اقناع نفسك بأسباب ...
      ربما يكون البعض منها صحيح .
      وكأن لسان حالك يقول :
      ما أقسى الحياة حين تحرمنا فرحها ..
      وما ابخل الأيام حين تظن علينا بلحظات هنائها .

      لو كان لقلبك أن لا تبرحه الدهشة من عجائب الحياة التي تكتنفه في كل يوم               لدهش للألم دهشته للفرح
      يا عزيزتي . لو تقبلت فصول قلبك بمثل الرضى الذي ما برحت تتقبليه في               فصول الحقول ، لأقمت في شتاء أحزانك تترقبين بطمأنينة قدوم الربيع ..
      وتذوبين فيه ...
      هذا ما أتمناه لك على الأقل 


      دمت ليليان ندى للبحر 


30-2-2008
منتدى الصداقة - البوابة
حوار بين k.a - وليليان البحر

ليست هناك تعليقات: