قرأته ، وأبحرت في فلسفته ، عرفته طبيبا وفيلسوفا وعالما
لكني توقفت مليا أمام إيلائه الأهمية القصوى في مخاطبته لجوهر كيان
الإنسان بلغة بسيطة عميقة صادقة ومفهومة،
مضيئا على ظلمة النفس البشرية
حيث يعشش الخوف والقلق .
يوصلنا أوشو لحقيقة أن الحياة لا تستقيم بدونها وهي :
أنه علينا أن نُظهر وجهنا الحقيقي مهما كان الثمن ...
ويبيّن لنا بأمثلة عديدة أن الناس الذين يعيشون بأقنعة ويُظهرون عكس
ما يضمرون ،
يصابون مع الزمن بانفصام داخلي،
وتتدمر ثقتهم بأنفسهم بالتدريج...
ولن يعرفوا معنى الهدوء والإستقرار الداخلي.
فالصدق مع الذات أولاً
ومع الآخر ثانياً
هو أساس بناء العلاقات الصحيحة في مجتمع سليم...
لكن كيف يمكننا أن نعرف ذاتنا الحقيقية ؟!
يبين لنا أوشو أن عملية البحث عن الذات أشبه برحلة شاقة ،
إذ يجب علينا إسقاط جميع الأفكار الموروثة عن أنفسنا،
فالإنسان يجمع كل ما يقوله الناس عنه ، ويجعله هويته...
إننا ننسى صفاتنا الأصيلة ووجهنا الحقيقي
ويصير هدفنا الحصول على إعجاب الناس وتقديرهم ورضاهم ،
وللأسف العالم الذي نعيش فيه ليس متحضّراً كما يدّعي ، بل هو عالم
بربري وبدائي يمجّد القوة التي غالباً ما تكون وحشية وظالمة
ومنافقة...
باختصار يدفعنا أوشو للمجازفة...
يقول بإيمان : جازف لتكون حقيقياً .
وكل الوقت الذي عشناه باستخدام الشخصية الزائفة هو انتحار بطيء نمارسه
على أنفسنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق