الخميس، مايو 15، 2014

قرأته ، وأبحرت في فلسفته ، عرفته طبيبا وفيلسوفا وعالما
لكني توقفت مليا أمام إيلائه الأهمية القصوى في مخاطبته لجوهر كيان الإنسان بلغة بسيطة عميقة صادقة ومفهومة،
مضيئا على ظلمة  النفس البشرية حيث يعشش الخوف والقلق .‏
يوصلنا أوشو لحقيقة أن الحياة لا تستقيم بدونها وهي :
أنه علينا أن نُظهر وجهنا الحقيقي مهما كان الثمن ...
ويبيّن لنا بأمثلة عديدة أن الناس الذين يعيشون بأقنعة ويُظهرون عكس ما يضمرون ،
يصابون مع الزمن بانفصام داخلي،
وتتدمر ثقتهم بأنفسهم بالتدريج...
ولن يعرفوا معنى الهدوء والإستقرار الداخلي.‏
فالصدق مع الذات أولاً
ومع الآخر ثانياً
هو أساس بناء العلاقات الصحيحة في مجتمع سليم...‏
لكن كيف يمكننا أن نعرف ذاتنا الحقيقية  ؟!
يبين لنا أوشو أن عملية البحث عن الذات أشبه برحلة شاقة ،
إذ يجب علينا إسقاط جميع الأفكار الموروثة عن أنفسنا،
فالإنسان يجمع كل ما يقوله الناس عنه ، ويجعله هويته...
إننا ننسى صفاتنا الأصيلة ووجهنا الحقيقي
ويصير هدفنا الحصول على إعجاب الناس وتقديرهم ورضاهم ،
وللأسف العالم الذي نعيش فيه ليس متحضّراً كما يدّعي ، بل هو عالم بربري وبدائي يمجّد القوة التي غالباً ما تكون وحشية وظالمة
ومنافقة...‏
باختصار يدفعنا أوشو للمجازفة...
يقول بإيمان : جازف لتكون حقيقياً .

وكل الوقت الذي عشناه باستخدام الشخصية الزائفة هو انتحار بطيء نمارسه على أنفسنا.‏ 

ليست هناك تعليقات: