الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

من أسرار الكون ..

العلم العرفاني هو معرفة جوهر الأشياء ....
وهذا ما كان يقوله هرمس الهرامسة عليه السلام منذ آلاف السنين ، ولا يزال ذلك في حقيقة توجه العلم ...
" يا نفسُ،تيقَّني وخذي معرفةَ الأشياء بأنيَّاتها وماهياتها، ولا تحتفلي، يا نفسُ، بمعرفة كيفيَّاتها وقدرها. "
فلا تفرحي يا نفس ..
فإنما المعرفةالثابتة والحقيقية والصواب هي في معرفة جواهر الأشياء وماهياتها، لا كيفياتها...
وتُبايِن الحكمةُ القديمة وتميِّز بين العلم – وهو العرفان – وبين التعلم :
واعلمي، يانفسُ، أنَّ الإنسان لم يُخلَق لمعنًى من المعاني إلا للعلم والعمل به.

تصور يا صديقي أنه لا يوجد في عالم الأشياء المحيطة بنا خطٌّ مستقيم واحد خارج عن نطاق تخيُّل فكرنا...
وأن شعاع الإبصار ..
لو قُدِّر له أن يرجع بعد توجُّهه إلى دنيا السُّدُم والمجرات والنجوم في مدى حياة الكائن البشري الناظر به ..
لعاد من جديد إلى العين التي انطلق منها !
فكيف يكون الكون " محدودًا " وهو في الوقت ذاته"لا نهاية له " وفق تعبير أينشتاين !
أو
كيف هو منحنٍ كروي الشكل فبتكوينه كما يقول العلم به ..
فيما يُعنى به بانحناء الكون" ...
أو هل نقدر أن نستوضح الأسبابَ لأعراضٍ ذلك ؟
فمرض السرطان مثلا ...
كيف ينتاب حجر الغرانيت ،
وينتشر على شاكلة انتشاره في الإنسان والحيوان...!
وكيف أن بعض أنواع الفراش مثلاً تعيش ولا تأكل ... !
وذلك على غرار بعض الزاهدين القادرين بكراماتهم على ذلك ...!
أو أن بعض أنواع النمل عندما تأوي لتبيض ...
تفرز ما لا طاقة مادية له مخزونة فيها من مادةِ أغشيتها وعناصر تكوينها ..
وكأنها تخلق مادةً من غير مادة ..
أو تحوِّل طاقةً عجيبة فيها إلى البيوض الفائضة عن مادتها....
وكيف ندرك ألف سرٍّ وسرٍّ ينطوي عليه جريانُ الدم فينا وتَحرُّكه وارتفاع حرارته بسرعة هائلة بعد مروره في كبدنا ...؟ !!!!!!!!
وكيف يسري التيار العصبي ...
فيحرِّك عضلاتِنا
وكيف تتوالد أنسجتنا ...؟
وكيف يصدر العقل من تلافيف دماغنا ..؟
أو كيف تختزن الذاكرةُ الأشياءَ والحوادثَ الماضية ..؟
وكيف يبرز حدسُ الأعراض المقبلة علينا من المستقبل المجهول؟
أو ما هو الحاضر في النهاية وما هو المستقبل؟ إلخ، إلخ.
سبحانك يا رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: